في السّنوات الأخيرة، كنا نستقبل العيد بخشوع، باحترام وبهجة فنقضي أيامه الجميلة الهادئة مع الاهل والأصدقاء بسعادة واستقرار، راحة بال وسكينة ونبتهل معًا بقلوب خاشعة الى العلي القدير ان يلطف بنا ويحمينا من المحن والمصائب ويحسن من احوالنا واعمالنا وظروفنا الحياتية اليومية. وكان أولاد الحارة الصغار تحديدًا يحملون القناديل المتواضعة بنورها الضئيل قبل بضعة أيام من قدومه لاستقباله بحفاوة ملأت أجواء الحارات والساحات والأماكن العامة فرح وسعادة... يناظرون بزوغ يوم جديد وشروق شمسه والبسمة تعلو على شفاههم، والبهجة تغمر قلوبهم وقلوب الكبار لتحل لغة المحبة، التصافي والتسامح وتعم السكينة والوقار. فكان العيد فرحة في عيون الجميع، واليوم أصبح غصّة اليمة في عيون دامعة وقلوب حائرة بائسة.
فعذرًا، ثم عذرًا إن قلت عدت وكأنك لم تعد، فأين نحن مما تقدم اقولها رغم أنى اعرف حق المعرفة ما تشعرون به وما ردة فعلكم عندما تقرؤون هذه المقدمة وربما بعضكم يسارع الاتصال وتتساءلون ماذا حل بكم ولما هذا التشاؤم وخاصة في مثل هذه المناسبة الكبيرة والعزيزة؟!
هيا بنا نكون جريئين وواقعيين، نتقبل ونواجه الحقيقة ونعترف ان العيد الذي من المفروض ان يكون تجديدًا للرابطة الاجتماعية وفضيلة للإخلاص، هيبة، حكمة وعبر، فُقُد معانيه على كافة المستويات وفي المجالات الاجتماعية، الدينية، الإنسانية، النفسية، والزمنية سافر وسافرت معه هذه المعاني كما يبدو بلا رجعة الى الفنادق، شواطئ البحار والملاهي في داخل البلاد وخارجها وليبقى العيد بلا معيدين بالكاد نتبادل التهاني بواسطة بطاقات ومسجات ولتبقى الام وحيدة، حزينة، تندب الوحدة ، تراقب بزوغ فجر جديد وهكذا حتى تنتهي أيام العيد وهكذا حتى عودة الأولاد والاحفاد.
رماح تؤكد، ان ما نحن بحاجة اليه ان نعمل على الالفة والوحدة، ومحاربة لغة التجريح وظواهر العنف، والتطرف وقبول الاخر والهم قادة العالم الحر، وضع حد لمعاناة الإنسانية وسفك الدماء والترمل وتشريد العزل ومساندة الضعفاء، سائلا العلي القدير ان يتقبل منّا الطاعة ويهدينا الى الطريق السليم ويسدد خطانا، اعاده الله على أصحاب الضمائر الحية ومحبي الحرية بكل خير، محبة وسلام ...
[email protected]