* النائب جبارين: مسؤولية مواجهة العنف تقع على كل المكاتب الحكومية، بما في ذلك التربية والرفاه والاسكان
في ظل استمرار تداعيات الاحداث الأخيرة في كفر قاسم، واستمرار مسلسل جرائم القتل في المجتمع العربي، تصوّت الهيئة العامة للكنيست غدًا الاربعاء على الطلب الذي تقدم به النائب د. يوسف جبارين عن القائمة المشتركة بإقامة لجنة تحقيق برلمانية بمشاركة مهنيين ومختصين وأكاديميين عرب، بهدف التحقيق بتفاقم العنف في المجتمع العربي وفشل الشرطة بمواجهته، وكذلك وضع خطّة شمولية لمواجهته واجتثاثه من جذوره.
ودعا جبارين اعضاء الائتلاف الحكومي الى دعم مطلب القائمة المشتركة اقامة لجنة تحقيق برلمانية لكي تضع تصورًا شموليًا لكافة المكاتب الحكومية المعنية، فلا يمكن القبول بأن تأخذ الكنيست دور المتفرًّج طالما الضحايا هم من المواطنين العرب.
وكان النائب جبارين، عضو لجنة التربية البرلمانية، قد طرح في الهيئة العامة للكنيست بشكل مفصّل أسباب العنف والجريمة المنظمة بالمجتمع العربي وشرح مسببات ظواهر هذا العنف المستشري، مؤكدًا على أهمية التطرق إلى هذه المسببات من خلال نظرة شمولية وتوصيات مهنية من خلال لجنة تحقيق خاصة.
وأشار جبارين في معرض شرحه الى التمييز التاريخي في تخصيص الميزانيات والموارد، النسبة العالية للفقر والبطالة، الافتقار للأراضي والمباني السكانية والخدماتية، عدم وجود أماكن صناعية وتشغيل، التركيز على القيم الفردانية على حساب التكافل الاجتماعي في مناهج التعليم وسياسة التجهيل. هذا بالإضافة طبعًا الى تقاعس الشرطة وعدم القيام بواجبها حسب القانون والتعامل مع "ثقافة العداء للعرب" من قبل الشرطة كحالة طبيعية، وكل هذه هي أسباب تغذّي ظواهر العنف والجريمة وتعمل على تفاقمها واستفحالها، خاصةً بين أبناء الشبيبة.
كما وانتقد جبارين الخطاب الحكومي حول العنف الذي يتمحور حصريًا في مسؤولية وزارة الأمن الداخلي، رغم أن مسؤوليات كبيرة أخرى تقع ضمن مكاتب حكومية مختلفة، وخاصة وزارة التربية التي من واجبها تخصيص الميزانيات والملاكات في مجال الاستشارة التربوية وضباط الدوام والمبادرة لإقامة مشاريع ومناهج تربوية وتعليمية تتلاءم مع خصوصية المواطنين العرب، ووزارة الرفاه الاجتماعي التي يجب أن توفر الملاكات المطلوبة في مجال العمل مع الشباب والنساء في ضائقة وغيرها.
وأشار جبارين ان المعطيات حول جرائم القتل في المجتمع العربي مذهلة بكل مقياس، كما تدل على ذلك جرائم القتل في الاسابيع الأخيرة في كفر قاسم. وقال جبارين أن الشرطة تتقاعس بالكشف عن المجرمين، الأمر الذي يجعل قضايا العنف "قنبلة موقوتة" قد تتفجر بأي وقت في كل بلد، موجهًا اصابع الاتهام الاساسية للشرطة، حتى تثبت عكس ذلك. واضاف جبارين أن سرطان العنف يهدد النسيج الاجتماعي ويغذّي النزاعات الداخلية والشروخ المجتمعية، لذلك لا يمكن أن نتساهل مع من يهدد مجتمعنا ويعمل على تفتيته.
[email protected]