ترأس القداس قدس الاب وليم ابو شقارة والشم~اس جريس منصور وكورال كنيسةالسيدة للروم الكاثوليك.
هو الأحد الأول من الصوم نعيّد فيه تذكار تعليق ورفع الأيقونات المقدّسة بعد حقبة طويلة من السنين عُرفت بحرب الأيقونات وذلك في القرنين الثامن والتاسع ميلادي.
استمرت حرب الأيقونات 120عاماً, حيث دُمّرت وحُرقت الكثير من الأيقونات وسُفكت فيها دماء عديدة من الرهبان والمؤمنين الذين دافعوا بشراسة عن لاهوت الأيقونة وارتباطها بسر التجسّد. أسباب عديدة ومختلفة أدّت إلى هذا الإضطهاد الدموي، منها من داخل الكنيسة نفسها، ومنها عوامل خارجيّة محيطة ومعتقدات اخرى مختلفة ومضادة، لكنهّا كلّها سببها واحد وهو: رفض تجسّد المسيح أيّ رفض أن يكون الله أصبح إنسانًا، وبالتالي ضرب مشروع الخلاص كلّه بعرض الحائط. وهذا طبعًا شيطاني.
انقسمت هذه الحرب إلى مرحلتين رئيسيتين:
1- المرحلة الاولى: بدأت في العام 726م وإمتدت إلى العام 787م، وذلك عندما هاجم الإمبراطور ليون الثالث الأيقونات ومنعها وأحرق واتلف وكسّر منها كلّ ما طالته يداه أي أيدي عسكره الذي كان ينفّذ أوامره الصارمة، كما إضطهد لدرجة القتل كلّ من خالف قراراته من المسيحيين. إنتهت المرحلة الاولى في ظل حكم الإمبراطورة إيريني. كما إنعقد على أثر هذه الاحداث المجمع المسكوني السابع عام 787م في نيقية والذي ضمً 357 أسقفًا. أقرّ هذا المجمع تكريم الأيقونات لإرتباطها بسر التجسّد.
2- المرحلة الثانية: إمتدّت هذه المرحلة من العام 813م لغاية العام 842م. بعد موت الإمبراطور ثيوفيل المحارب للأيقونات قامت الإمبراطورة ثيودورة بوقف هذا الإضطهاد الشنيع وكان هذا إنتصارًا ثانيًا.
حجج الهراطقة رد الكنيسة
- الله حرَّم في وصاياه رسماً له لأنه لم يُرَ ولا يُرى.
- إن إكرام الأيقونات لا يجوز لأنه حينئذٍ يعبد الناس المادة.
- إننا نعبد المسيح ونكرّم القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله وبالتالي نحن لا نكرّم المادة (الخشب - الحجارة) بل الكائن المرسوم فيها، أيّ ما تمثّله.
- « لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك, وغير المحدود, أما الآن وقد ظهر الله بالجسد وعاش بين البشر, فأنا أرسم الله الذي تراه العين فأنا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي استحال مادة لأجلي». القدّيس يوحنا الدمشقي
- « من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف, فلا يمكن أن يكون للمسيح صور, أما من حيث انه ولد من أم عذراء, قابلة للوصف, فله صور تطابق صورة أمه قابلة الوصف». القدّيس ثيودوروس الستوديني
Anastilosis-ton-Agion-Eikonon
* لماذا تصرّ الكنيسة على تخصيص أوّل أحد من آحاد الصوم للإيمان المستقيم؟
السبب أن عقيدتنا اذا كانت منحرفة فالإمساك عن الطعام لا ينفعنا شيئًا. الإيمان الصحيح والقويم هو بدء الحياة المسيحية وركنها واستمرارها.
تأسس هذا العيد عام 842م بعد هزيمة محاربة الأيقونات، وكان يُقرأ في هذا الأحد في الكنائس، مستند رسمي اسمه "السينوذيكون" الذي كان يحرّم كلّ الهراطقة بأسمائهم. واعتبر المسيحيين أن يجاهر الإنسان بعقيدته واجباً وحاجةً وشهادةً وصدقًا.
بماذا نحتفل؟
نحتفل في الأحد الأول من الصوم الكبير بعيد أرثوذكسيتنا، الّتي هي كنيسة الآباء والقدّيسين والشهداء والأبرار، فنحتفل بما تنبَّأ به الأنبياء وبالتعليم الذي استلمناه من الرسل وكتبه الآباء ووافقت عليه المسكونة الذي به بقيت مستقيمة الرأي وأظهرت الحقيقة المستلمة من الرب يسوع المسيح لكل العالم.
التسليم أو التقليد:
في المجمع المسكوني الرابع (451م) وبأسلوب صريح وواضح تم تحديد ما يُسمى بتقليد الكنيسة وحياتها أي التعليم الأرثوذكسي. تعيش الكنيسة هذا التعليم (الأرثوذكسي) كإيمان مسلّم من السيد المسيح ذاته، وتظهره بالتعليم الشفوي أو المكتوب أو بالليتورجية الإلهية كعبادة وشركة أسرارية. يُعتبر التقليد بالنسبة للكنيسة الكنز الثمين، تعيشه استناداً على إيمان الرسل والآباء والمؤمنين الأرثوذكس، وبه تسعى لكشف كلّ حقائقها، معلنة للعالم بشجاعة وجرأة أن المسيح هو الإله الحقيقي الذي تعبده وتسجد له.
هي تعلّم بتكريم القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله وذلك لقداسة حياتهم وصدق كلامهم ومؤلفاتهم ولتضحياتهم في الكنيسة، فهي تقدّم لهم ولأيقوناتهم التكريم، أمّا السجود هو للمسيح فقط. فالكل تقدّس بالمسيح وقدّموا له كلّ حياتهم الذي هو الكل بالكل.
لهذا السبب في هذ الأحد تأخذ الكنيسة على عاتقها المسؤولية كاملةً أمام الله والتاريخ وجماعة المؤمنين، وتؤّكد بأن إيمانها هو بالحقيقة ذات إيمان الرسل والآباء وإيمان كلّ أرثوذكسي حق.
فهي الوحيدة القادرة على تفسير الإنجيل تفسيراً معاشاً صار إلى تقديس كثيرين، فتعود إلى الآباء الذين فهموا الإنجيل بالروح ذاته الذي كتب فيه، وعاشوه وتقدّسوا بنعمة الروح القدس، وتعطيهم الأولوية في شرح الإنجيل. " (الروحيّ يحكم في كلّ شيء اكو15:2)
تصوير: حنا طعمة
[email protected]