موقع الحمرا السبت 25/10/2025 14:10
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. سالم لأنّه ظلّ.. سالما ! مقال ل سليمان جبران/

سالم لأنّه ظلّ.. سالما ! مقال ل سليمان جبران

vera
نشر بـ 27/02/2017 12:55

قبل مدّة كتبتُ، في مناسبة فاجعة، كيف اختار الوالد ثلاثة أسمائنا، سليمان وسالم وسليم : "سليمان تذكيرا بعمّ الوالد، سليمان الجبران؛ وسالم لأنّ أمّنا وقعت من شاهق، وهي حبلى به، فلم يصبْ بأذى؛ وسليم استنفادا للمشتقّ". أحد الأصدقاء العارفين بالحكاية، اتّصل بي محرّضا على كتابة ملابسات هذه التسمية.

الحكاية هذه وقعت في أوائل الأربعينات. أيّام الانتداب البريطاني. وأنا أرويها كما سمعتها  من والدي غير مرّة. كان الوالد يحكيها لي، وهو في غاية السعادة. وهل من سعادة أكبر من الضحك على البوليس الإنجليزي، وعلى الفسّادين الذين أوصلوا "النقلة" إلى الشرطة، خدمة لها وانتقاما من الوالد !

وصل الضابط إلى الحارة. سأل عن بيت والدي، فقالوا له إنّ المقصود هو ذاك المنشغل في النقاش  باب الدكّان. ذهب الضابط إليه، وطلب منه مرافقته إلى البيت. إلى بيتنا لإجراء التفتيش فيه.

الضابط المذكور كان "عربيا". لكن كلب الشيخ شيخ، وأسفل من صاحبه  الشيخ، أحيانا. ما زلت أذكر الحادثة كما رواها لي أبي. وأذكر اسم الضابط أيضا. لكنّي لا آتي عليه هنا. هل من سبب لأن يضرس  أبناؤه اليوم إذا  كان والدهم أكل يومها الحصرم وغير الحصرم، في خدمة سيّده الإنجليزي  ؟  

ذكرت في موضع آخر أنّ الوالد لم يكن يحبّ العمل في الأرض. كلّ الأعمال، في نظره، كانت أربح من العمل في الأرض. حتى التهريب على أنواعه. في ذلك الوقت كان الوالد يهرّب، مع شركاء له كثيرين، الدخّان المفروم. يفرمونه عندنا في البيت، على الهاون، ثمّ يجعلونه في قوالب ملفوفا في أوراق وزنها معروف،  كيلوغرام أو نصف كيلو أو ربع، جاهزا للشحن والبيع. في غزّة ؟

ساق الضابط المذكور والدي، مثل قاتل كبشوه متلبّسا، إلى البيت لتفتيشه. جميع الناس في الشارع، وفي البيوت على جانبيه،  شاهدوا المنظر ذاك، واثقين كيف ستكون النهاية. وصل الضابط الهمام ومن معه بأبي إلى البيت، لكنّهم وجدوا الباب مقفلا. استجاب الوالد لأمر الضابط، فأرسل من ييبحث عن الأمّ ليأتي بها، فتفتح لهم الباب المقفل، ويُجروا التفتيش الدقيق في البيت.

كانت الأمّ عند الجدّة. حبلى ومعها صغيرها ابن السنتين أيضا.  أنا يعني. أخبروها بما رأت عيونهم، وبأوامر الضابط بقدومها إلى البيت حالا لإجراء التفتيش الدقيق. لكنْ كيف تذهب الأمّ برجليها فتفتح الباب، ليجد البوليس داخل البيت كلّ الدخّان المفروم، فيقود زوجها إلى السجن ؟ خسارة مادّيّة كبيرة، وبهدلة فوقها.

كان من حظّ الوالد أنّ خشبة، من خشبات السقف الطيني،  كانت سقطت في تلك الأيّام، وكانت العائلة في انتظار الصحو والنشاف، ليتمّ ردّها، أي إصلاحها، بخشبة جديدة بدلا منها. جاء الأصدقاء الذين شاهدوا الوالد مع البوليس إلى أمّي، وأخبروها بالحكاية مفصّلة. فقرّ الرأي أن يصعدوا إلى السطح، فيتدلّى أحدهم من فتحة الخشبة تلك، ليربط الدخان المفروم بالحبل، وينتشلوه، ليذهبوا به بعيدا عن البيت، فتبوء بذلك الفسدة وكبسة البوليس بالفشل الذريع !

صعدوا السطح، من عند الجيران، كالعادة، وأمّي معهم. جاءوا الفتحة الناشئة عن سقوط الخشبة الميمون، وأخذوا يتشاورون همسا في طريقة النزول لرفع ما في البيت من التبغ المفروم.  كلّ هذا والضابط  مع والدي أمام الباب المقفل، في انتظار قدوم الأمّ، لإجراء التفتيش الدقيق في البيت.

الوالد أخذ يحدّث الضابط، لتمضية الوقت، عن القرية، وسبل الحياة فيها، والمعيشة الصعبة المكتوبة على السكّان لتحصيل قوتهم، والقيام بأود عائلاتهم. والضابط يصمت هنيهة، لا يصغي طبعا إلى شيء من حكايات الوالد، ثمّ ينهال على الوالد، وعلى الأنبياء كلّهم، بالمسبّات، خفيفة حينا وفاحشة أحيانا. لكن لا مناص من الانتظار: الباب مقفل، والضابط أمامه ينتظر، والأمّ لا بدّ لها من المجيء مهما تأخّرت. فلا مجال لتفويت هذه الفرصة وقد سنحت !

على السطح، حول فتحة الخشبة الواقعة، تجمّع بضعة أصدقاء والأمّ؛ المرأة الوحيدة بينهم وصاحبة البيت. لكنْ من يُدلّونه بالحبل من السطح لانتشال المهرّبات من البيت ؟ لم يتطوّع أحد الرجال بالنزول. احتجّوا أنّهم لا يعرفون موضع الدخّان المفروم كلّه. أو خافوا ؟! لم يتطوّع أحد بالنزول إلى البيت، مربوطا بالحبل، سوى الأمّ. الأمّ الحبلى، وبطنها لحلقها !

ربطوا الأمّ من ساعديها بالحبل، ودلّوها تحت، متّكلين على الله. لكنّ الله لم يسعفهم. إمّا لأنّه لا يشارك في التهريب، أو لأنّهم ربطوا الحبل بسرعة وخوف، فلم يوثقوه. ما إن دلّوا الأمّ من السطح حتّى فلت الحبل من ساعديها، فسقطت الأمّ تحت، بمن في بطنها، لتصل المصطبة جالسة على قفاها، دون أن تصاب بأذى ! لا هي، ربّما من الخوف، ولا الطفل المسكين في بطنها. ظلّ الجنين سالما في بطنها. لذا سمّاه الوالد يوم خرج إلى العالم، بعد هذه الحادثة، سالما!  سقط من شاهق، في بطن أمّه، وظلّ سالما !  لا ننسَ أيضا: المهلهل، البطل الشعبي المعروف، كان أيضا اسمه الزير سالم !

أبي والضابط الهمام ومن معه سمعوا الخبطة طبعا، حين وقعت الأمّ:

   - شو هذا الصوت يوسف ؟ سأل الضابط والدي متحدّيا غاضبا.

- أنا سمعت الصوت مثلي مثلك. ما بعرف شو هذا. تنساش إنّه الدوابّ في الصطبل !

كان بيتنا ذاك غاية في الطول، أذكر. تدخله  من الباب، حيث وقف الضابط والوالد ينتظران، فتعبر الاصطبل الطويل، على يسارك، حيث تُربط الدوابّ على طوالاتها، ثمّ ترتقي إلى المصطبة في درجات، فتصل "غرفة الجلوس" حول الموقد. ومن خلف الحائط حيث كنّا نسند ظهورنا قرب الموقد،  يمتدّ التبّان، وفيه كنّا نخزن تبن الدوابّ أيّام الموسم في الصيف. يصعدون بالخيشة المليئة تبنا إلى السطح، ومن هناك يفرّغونها في التبّان !

نهضت المسكيتة أمّي ناسية الوقعة. جمّعت كلّ الدخّان المفروم في كيس كبير، وربطته ربطا وثيقا، لينتشله الأصحاب فوق. ثمّ ربطت يديها، ربطا سليما هذه المرّة، لينتشلوها هي أيضا إلى فوق، إلى السطح، ويذهبوا بالتبغ بعيدا عن البيت. ويا دار ما دخلك شرّ !

بعدها، حملت أمي الطفل ابن السنتين، وجاءت البيت على مهلها، امتثالا لأوامر الضابط الهمام. طبعا فرح الضابط بقدوم صاحبة البيت. أخرجت الأمّ المفتاح من جيبها،وأدارته في السكّرة، فانفتح الباب، ليدخل الضابط الهمام البيت مسرعا كالمجنون. لم يذهب الانتظار الطويل عبثا،علق العصفور على الدبق – فكّر الضابط الهمام في نفسه.

فتّش الضابط ومرافقوه البيت تفتيشا دقيقا. لم يبقوا فيه شيئا لم يقلبوه، ولا جارورا لم يفتحوه. لكنّهم لم يعثروا طبعا على شيء يبلّون به ريقهم. أخيرا التفت الضابط الهمام، فوقعت عينه على إسكملة في صدر البيت، وعليها صحن قهوة صغير فيه بعض التبغ المفروم:

شو هدا يوسف ؟!

هذا احشيه في .. ، أجابه الوالد باسما !!

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


ثقافة السلام مقابل ثقافة الحرب بقلم: د. غزال أبو ريا

ثقافة السلام مقابل ثقافة الحرب بقلم: د. غزال أبو ريا

الأربعاء 22/10/2025 19:31

متى ستُشرعن ثقافة السلام في عالمنا، مقابل ثقافة الحرب والهدم؟

الموسيقى الهادئة وتأثيرها كتب:غزال أبو ريا

الموسيقى الهادئة وتأثيرها كتب:غزال أبو ريا

السبت 11/10/2025 19:24

• أظهرت أبحاث كثيرة أن الاستماع إلى موسيقى هادئة ومنتظمة الإيقاع (مثل موسيقى الكلاسيك الهادئة أو الأصوات الطبيعية) يساهم في خفض ضغط الدم ومعدل نبض الق...

كرة القدم مرآة لقيم المدرسة والعمل الجماعي  بقلم: د. غزال أبو ريا

كرة القدم مرآة لقيم المدرسة والعمل الجماعي بقلم: د. غزال أبو ريا

السبت 11/10/2025 19:13

كما تقوم المدرسة على مثلّثٍ متينٍ من التعاون بين الطلاب، والأهالي، والمعلمين، حيث يشكّل كلّ ضلعٍ عنصرًا لا غنى عنه في بناء المعرفة وصياغة الشخصية، كذل...

مقدمة الشاعر الكاتب الإعلامي فهيم أبو ركن في كتاب السماء الخضراء والطبيعة الزرقاء.

مقدمة الشاعر الكاتب الإعلامي فهيم أبو ركن في كتاب السماء الخضراء والطبيعة الزرقاء.

الأثنين 06/10/2025 18:23

هذا ما كتبه الشاعر الراقي الكاتب الإعلامي فهيم أبو ركن عن كتاب: السماء الخضراء والطبيعة الزرقاء، من تأليف الشاعر الكاتب الدكتور الشيخ رافع حلبي ابن دا...

رد ذكي ومسؤول ... ما السيناريوهات المطروحة؟ بقلم: هاني المصري

رد ذكي ومسؤول ... ما السيناريوهات المطروحة؟ بقلم: هاني المصري

الأحد 05/10/2025 21:15

جاء ردّ حماس على خطة ترامب ذكياً ومسؤولاً وإيجابياً؛ إذ رحّبت بالجهود الأمريكية وقالت "نعم" واضحة، خصوصاً فيما يتعلق بالإفراج عن جميع الأسرى ضمن صفقة...

اللاعب الأجنبي في فريق كرة القدم بقلم:غزال أبو ريا.

اللاعب الأجنبي في فريق كرة القدم بقلم:غزال أبو ريا.

الخميس 02/10/2025 20:29

في السنوات الأخيرة أصبح من المألوف أن نرى لاعبين أجانب ينضمون إلى فرق كرة القدم، بعيدين عن أهلهم ووطنهم، طلبًا للرزق والتقدّم المهني، في عالمٍ تحوّل إ...

سخنين في مرآة الشعر: منيب مخول وخازن عبود بين الحنين والبناء ... بقلم: غزال أبو ريا

سخنين في مرآة الشعر: منيب مخول وخازن عبود بين الحنين والبناء ... بقلم: غزال أبو ريا

الثلاثاء 23/09/2025 21:05

سخنين، البلدة الجليلية التي احتضنت التاريخ، وقدّمت الشهداء، وحملت الهوية الفلسطينية في قلبها، لم تكن يومًا مجرد اسم على خارطة. لقد أصبحت رمزًا، وجسرًا...

تطورات خطيرة تنتظر ردّاً فلسطينياً بمستواها بقلم: هاني المصري

تطورات خطيرة تنتظر ردّاً فلسطينياً بمستواها بقلم: هاني المصري

الثلاثاء 02/09/2025 15:20

أعلنت الإدارة الأميركية رفض منح تأشيرات دخول للرئيس محمود عبّاس والوفد المرافق له لحضور الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقاباً على سلسلة...

إخوة وأكثر  إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية والقصيدة  بقلم: رانية مرجية

إخوة وأكثر إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية والقصيدة بقلم: رانية مرجية

الأثنين 01/09/2025 20:38

يا دروزَ الجبل، يا قممًا تعانقُ السماء،

على خطى سير أعلام النبلاء-(1) إعداد: الشيخ أمير نفار

على خطى سير أعلام النبلاء-(1) إعداد: الشيخ أمير نفار

الخميس 28/08/2025 21:19

"وكان من أجلاد الرجال وألباء القضاة، ذا ذكاء وفطنة، وعزيمة ماضية، وبلاغة وهيبة".... "وكانت عالمة فقيهة حجة،  كثيرة العلم"،  أوصاف تواترت في كتب السابق...

الأكثر قراءة

عيلبون: وفاة سمر مسعود حايك (أبو زيد) عن عمر يناهز 58 عاماً

الأحد 05/10/2025 19:27

عيلبون: وفاة سمر مسعود حايك (أبو زيد) عن...
أمين عام "حزب الله" في ذكرى اغتيال نصر الله: لن نتخلى عن السلاح وجاهزون لأي دفاع في مواجهة إسرائيل

السبت 27/09/2025 18:44

أمين عام "حزب الله" في ذكرى اغتيال نصر ا...
د. سليم ذباح يتحدث عن أسباب ارتفاع أمراض القلب لدى العرب عشية اليوم العالمي لصحة القلب

الأحد 28/09/2025 20:25

د. سليم ذباح يتحدث عن أسباب ارتفاع أمراض...
البيت الأبيض يكشف خطا أحمر وضعه ترامب أمام "حماس" إن رفضت خطته بشأن غزة

الخميس 02/10/2025 20:52

البيت الأبيض يكشف خطا أحمر وضعه ترامب أم...
النقب: اقرار وفاة الشاب وليد أبو عصا متأثرًا بجراحه إثر تعرضه لإطلاق نار في أم بطين يوم امس

الخميس 02/10/2025 18:37

النقب: اقرار وفاة الشاب وليد أبو عصا متأ...

كلمات مفتاحية

اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه فلسطين اخبار فلسطين اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه البعنة قنبلة كيفانش تاتليتوغ الاحوال الجوية حاله الطقس انخفاض درجات الحراره جمعية خطوات عيلبون الطقس صافي درجات الحرارة اخبار محليه محلية اخبار محليه اخبار محلية مصرع غرق سائح دوار يافا يوسف ديك اسرائيل، الاقصى اللد اخبار محلية
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development