في خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال لقائه برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن حل الدولتين ليس هو الخيار الوحيد لحل القضية الفلسطينية، معتبرًا ان أي حل يرضي الطرفين مقبول على بلاده.
ويعتبر هذا التصريح خروجًا عن الإجماع الدولي وكسرًا للنهج السياسي الأميركي بشأن القضية الفلسطينية منذ عقود، إذ تبنت الإدارات المتعاقبة حل الدولتين، وفي أحيان معينة اتخذت خطوات مضادة لإسرائيل، رغم تحيزها الواضح لصالحها طوال الوقت، من أجل الحفاظ على إمكانية تطبيق هذا الحل.
وتضعنا هذه التصريحات أمام بدائل عديدة مطروحة لحل القضية الفلسطينية، من بينها الدولة الواحدة والكونفدراليات المختلفة، أو الإبقاء على الوضع الحالي ودم اتخاذ أي خطوة.
حل الدولة الواحدة
إن إقامة دولة واحدة ينطوي على الأرجح على ضم إسرائيل رسميًا للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وربما قطاع غزة كذلك.
بعض أوساط اليمين الإسرائيلي تؤيد ضم الضفة الغربية المحتلة بحجة ارتباطهم تاريخيا ودينيا بهذه الأراضي، ولكن مسألة الحقوق التي ستمنح للفلسطينيين الذين يعيشون هناك تعتبر أمرًا أساسيا وحساسًا بالنسبة لهم، إذ قد يؤدي هذا الحل إلى نشوء دولة ثنائية القومية، تلغي طابع الدولة اليهودية، وهذا ما يرفضه أغلب الإسرائيليون.
وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للصحافيين الأربعاء البديل الحقيقي هو قيام دولة ديمقراطية علمانية واحدة يتساوى فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون.
وإذا شملت هذه الدولة غزة والضفة الغربية، فإنها ستدمج نحو 6,4 ملايين يهودي مع عدد شبه مساو من العرب.
ويخشى الإسرائيليون الذين يعارضون هذه الفكرة أن تقضي على وجود الدولة اليهودية، إلا في حال رفضت إسرائيل منح الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حقوقًا ومواطنة كاملة كما يكفلها القانون الدولي، وعندها ستتحول رسميًا لدولة يحكمها نظام فصل عنصري.
وقال عريقات إن الذين يؤمنون بأنهم يستطيعون تقويض حل الدولتين واستبداله بما أسميه نظامين ... الفصل العنصري، لا أعتقد أنهم سينجحون في ذلك في القرن الحادي والعشرين، هذا مستحيل.
وكان الرئيس الإسرائيلي الراحل، شيمون بيريز، حذر في 2012 بدون أغلبية يهودية، من المشكوك فيه أن تبقى الدولة اليهودية يهودية.
كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية
طرح الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، فكرة حل إقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، على شكل كونفدرالية مع حدود مرسومة، وبرلمانين ودستورين ولكن بجيش واحد هو الجيش الإسرائيلي.
ويرجح أن لا تقبل القيادة الفلسطينية بهذا الحل لأنها تطالب منذ سنين بسيادة كاملة على دولتها المستقلة.
كونفدرالية فلسطينية أردنية
يدعو الإسرائيليون اليمنيون منذ فترة طويلة إلى توحيد دولة فلسطينية مع الأردن، وهو الحل الذي سيريح إسرائيل من هذه القضية.
إلا أن الأردن، الذي حكم الضفة الغربية من 1948 حتى احتلالها من قبل إسرائيل في حرب 1967، فك ارتباطه بالضفة الغربية إداريًا وقانونيًا في 1988 بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين.
وفي 1972 رفضت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اقتراحا طرحه الأردن بتشكيل كونفدرالية أردنية فلسطينية.
إلا أن استطلاعا للراي أجرته جامعة النجاح في الضفة الغربية في تشرين الأول/ أكتوبر على 1362 من سكان الضفة الغربية وغزة أظهر أن 46,1% من المستطلعين يدعمون إقامة كونفدرالية مع الأردن على أساس دولتين مستقلتين مع صلات مؤسسية قوية بينهما.
ولم يكشف الاستطلاع عدد الرافضين للفكرة.
ستاتوس كفو: عدم القيام بأي خطوة
يعتقد أن الخيار المريح بالنسبة لنتنياهو هو إبقاء الوضع الحالي الذي تسيطر فيه إسرائيل على جميع التحركات من وإلى الضفة الغربية وقطاع غزة، مع احتفاظها بالسيطرة العسكرية والمدنية الميدانية الكاملة على 60% من الضفة الغربية.
إلا أن المجتمع الدولي يؤكد أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر.
ويرجح أنه مع حلول الذكرى الخمسين للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هذا العام سيزداد الضغط الدبلوماسي لإنهاء الوضع الحالي، وستتعزز الدعوات إلى مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
[email protected]