ثأر المنتخب الهولندي من خسارته في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010، وصعق المنتخب الأسباني بخسارة ثقيلة لحامل اللقب وتغلب عليه 5-1 في اللقاء الذي جمع بينهما في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من الدور الأول لمونديال البرازيل، واحضتنها ملعب "أرينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا.
تقدم تشافي الونسو لأسبانيا في الدقيقة 27 من ركلة جزاء، وادرك فان بيرسي هداف التعادل لهولندا قبل نهاية الشوط الاول في الدقيقة 44، وفي الشوط الثاني دارت الطاحونة الهولندية باقصى قوة ويحرز روبين الهدف الثاني في الدقيقة 52، ثم يضيف دي فريج الهدف الثالث في الدقيقة64، ويعزز بيرسي من تفوق هولندا بالهدف الرابع (والثاني له) في الدقيقة 72، قبل أن يختتم النجم روبين بالهدف الخامس والثاني له ايضا في الدقيقة 80.
قدم المنتخب الهولندي مباراة رائعة، خاصة في الشوط الثاني واستطاع تعويض تأخره بهدف إلى فوز عريض، وأثبت انه قادم للبرازيل من اجل المنافسة على اللقب الذي طالما هرب منه، في حين ظهر المنتخب الأسباني بمستوى لا يليق به كحامل اللقب، وكان بمثابة لقمة سائعة امام نجوم الطاحونة، ولم يستفد من تفوقه نسبيا في الشوط الاول فنيا ولا بالنتيجة.
فرض المنتخب الأسباني سيطرته على معظم مجريات الشوط الاول، ونجح في وضع "الطاحونة" في وضع الثبات من البداية بفضل جهود المتألق إنييستا ودافيد سيلفا وسيرجيو بوسكاتس، في حين كان دييجو كوستا بعيدا عن الاداء المتناغم لفريقه، واكتفى بالمشاغبة داخل منطقة جزاء هولندا.
وفي المقابل ركن المنتخب الهولندي إلى محاولة إمتصاص إندفاع الماتدور الأسباني، والأعتماد على التمريرات الطولية لروبين وفان بيرسي إستغلالا لبطء واضح في اداء قلبي دفاع اسبانيا بيكيه وراموس.
وعلى عكس إتجاه اللعب كان التهديد الاول في اللقاء لمصلحة هولندا بتمريرة بينية للمنطلق فان بيرسي وسط الدفاع الاسباني لينفرد ويسدد ولكن كاسياس كان لها بالمرصاد وتصدى للتسديدة ببراعة في الدقيقة 8.
ووسط الضغط الأسباني نجح كوستا في الحصول على ركلة جزاء نتيجة عرقلته داخل المنطقة، انبرى لها المتخصص تشافي الونسو واودعها على يمين الحارس الهولندي سيلسين محرزا هدف التقدم للماتدور في الدقيقة 27.
حاول المنتخب الهولندي التخلي عن حذره ومبادلة الاداء الهجومي، لكن الضغط الذي نفذه لاعبو المنتخب الأسباني في وسط الملعب حال دون إكتمال معظم الهجمات.
وفي الوقت الذي تاهب الجميع لنهاية الشوط الاول بهذه النتيجة فاجأ بيلند الجميع بتمريرة طولية للمندفع فان سار الذي طار وسدد الكرة بشكل جمالي من فوق كاسياس محرزا هدف التعادل للطاحونة في الدقيقة 44.
انقلب الوضع راسا على عقب في الشوط الثاني، ودارت الطاحونة الهولندية باقصى قوتها، وسيطر الثلاثي المرعب روبين وفان بيرسي وشنادير على الثلث الهجومي للملعب تماما، في الوقت الذي تراجع اداء معظم لاعبي أسبانيا واستمرار الاخطاء الدفاعية الواضحة.
وبصورة بالكربون من الهدف الاول لهولندا، تلقى روبين تمريرة بينيه طولية بين قلبي دفاع اسبانيا، استلمها ببراعة وراوغ بيكيه اخر مدافع، وسدد بسهولة في مرمى كاسياس محرزا الهدف الثاني لهولندا في الدقيقة 52.
ولم يركن المنتخب الهولندي لتقدمه واستمر في فورته الهجومية، وكاد فان بيرسي ان يضيف الهدف الثالث بتصويبة صاروخية تصدت لها العارضة.
وعلى غير المتوقع لم ينجح المنتخب الأسباني في مجاراة الطاحونة، لتنفتح دفاعاته بشكل غريب امام إنطلاقات روبين وزملائه، ومن ركلة حرة لعبها شنادير داخل منطقة الجزاء اشترك فان بيرسي مع كاسياس لتسقط الكرة امام دي فريج يودعها المرمى محرزا الهدف الثالث للطاحونة في الدقيقة 64.
وينهار المنتخب الأسباني تماما، امام الهجوم الضاري الهولندي، ومن خطا دفاعي ينجح المتألق فان بيرسي في قطع الكرة من كاسياس بصورة غريبة ويودعها المرمى محرزا هدفه الثاني والرابع لهولندا في الدقيقة 72.
ولم يبد المنتخب الأسباني اي محاولة لإيقاف هذه السيول الهجومية، ويقود روبين بمجهود فردي هجمة مرتدة سريعة يسبق بها الدفاع ويرواغ كاسياس ويسدد صاروخية محرزا الهدف الخامس للطاحونة التي لا تهدأ.
[email protected]