قال كبير الأُدباء جبران : "الموسيقى هي انية الملامح الصّامتة، ووليدة العواطف الكاشفة عن نفسية الانسان الواعي لحقيقة ما ". وأنا اضيف وأقول: انها لغة النفوس والعواطف الجيّاشة التي تطرق ابواب المشاعر، وهي جزء من حضارة المجتمع ولغة التعبير العالمية لا تعرف الحد والحدود، تعمل على تبادل التآخي الثقافي والفكري بين مختلف الشعوب، تبعث تصفية الذهن، تشفي من الامراض النفسية والجسدية وتدب الحياة والحماس والحيوية.
جاءت هذه المقدمة عن الموسيقى دورها واثرها، تزامنًا مع رحيل احد رموز الوسط الفني في العالم العربي عامة، ولبنان تحديدًا الملحن الموسيقار الكبير ملحم بركات ذو الموهبة الفريدة من نوعها لما يتمتع ويمتلك من طبقات صوت عالية ومواصفات نادرة، حائزًا وبجدارة على العديد من الالقاب والاوسمة من عدة دول ومؤسسات محلية وعالمية. لحّن لكبار واشهر المطربين والمغنين، عُرف بجراءته ،مواقفه ونقده لبلده وقياداتها، شديد العصبية حاد المزاج.
ليس فقط مسقط رأسك كفر شيما بأحيائها ،حاراتها وأرقتها المتلاصقة المتعرجة ،اشجارها وروابيها، عمّ بها الحزن الشديد ،الاسى ولوعة الفقدان، وانما قضاء، بعبدة، جبل لبنان الشويفات بيروت وكافة القرى والمدن اللبنانية تحديدًا، والعالم العربي بأسره حتى حل ازمة وانتخاب رئيس الجمهورية الذي تم انتخابه يوم وفاتك لم يستطع اخفاء علامات الفقدان والحزن.
كلنا سنفتقدك، وسنفتقد مدرستك الفنيّة النادرة التي اسّستها وبذرت فيها بذور اصيلة، اعطت قيمة ونكهة ومفهوم مميز يُفتخر به. فذكراك ستظل في قلب ملايين المحبين الذين سيستمرون بسماع مواويلك وموسيقاك العذبة...
[email protected]