موقع الحمرا الثلاثاء 20/05/2025 21:29
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. في الرملة سيفرحون بنجاح حمدي/

في الرملة سيفرحون بنجاح حمدي

جواد بولس
نشر بـ 29/05/2014 11:22

"سمعت أنك ستزور أبو حمدي غدًا،  فرجائي أن تنقل له سلامنا جميعًا وطمئنه عنّا، نحن بخير ومشتاقون له، بلّغه أن "حمدي" أنهى جميع امتحاناته وهو الأول في صفّه، بيرفع الراس فليفرح له وبه، لا تنس ذلك يا أستاذ"..

تنهي أم حمدي محادثتها وتحمّلني ذلك الشوق والبشرى أمانات، لأعود أنا إلى قلمي ليستذكر ولينزف.

أوصلني سجّان من بوابة السجن الرئيسية إلى غرفة صغيرة، هي مكاتب التسجيل في سجن "أيلون" في الرملة. لا جديد في هذه الغرفة التي يذكّر كل شيء فيها بالبؤس. طاولتان من خشب رخيص قديم، وحيطان متعبة لونها كلون الجراد. وراء الطاولة التي في الصدر ينكب "طارق"، سجّان عرفته منذ سنوات بعيدة، على دفتر من ورق مجدول وله هوامش، عيناه مغروزتان فيه، وبقلمه الذي يحرّكه كطالب في الصف الأول، يملأه بملل، وأفأفة واضحة، شعره كان كثير اللمعان، لم أتحقق إن كان ذلك من فعل "جيل" مرّغه للزينة أو من كثرة عرق، في لحظة دخولي رفع عينيه ورحب بي بحيادية مصطنعة. تبادلنا بعض الجمل وشرحًا عن أسباب غيابي لأكثر من عقد، ففي هذه السنوات لم يحتجز هناك أسرى فلسطينيين أمنيين. نقل "طارق" أسماء الأسرى الذين طلبت زيارتهم وشدّد على من يتلقى القائمة في الطرف الآخر للهاتف، أنهم إداريون مضربون عن الطعام.

على يساره يجلس سجّان أسمر، شعره مقصوص على قالب "كاظم"، خدّاه أسيلان وعيناه توعزان بجدّية شاب راضٍ بوظيفته، صدره مدفوع ويعلن: عاش السجن. عرّفني إلى نفسه فتبيّن أنه قريب لصديق لي منذ كنا طلّابًا في الجامعة. مازحًا توعدّت أن أشكوه لقريبه إذا لم يحسن معاملتي، فحظيت بابتسامة عريضة على وجهه، لم ترحني. تركتهما في الغرفة، وخطوت إلى الخلف لأقف قريبًا من مدخلها، وعلى طرف ما يشبه الساحة.
 أمامي حركة يقظة لأفواج من بشر يتحركون كدمى تعمل على بطّاريات مستعملة. صراخ ينداح مثل الرعد من جميع الجهات، بعض مصادره تأتي من وراء قضبان تشابكت على شبابيك تخفي غرفًا معتمة وراءها. سجناء يلبسون البرتقالي، مكبّلون في الأرجل والأيادي ويمشون ما بين " القفقزة" و"الشحشطة"، رؤوسهم "تتقمّع" كبنادل لساعة حائط قديمة، يحرسهم سجّانون يلبسون ثيابًا يصعب تحديد لونها، لكنّها عابسة قاتمةً، تميل الى لون خوخة بدأت تتخمّر، وبعضها يبدو بلون الطحالب عند أقدام ساقية. 

أحاول أن أفهم من أين يأتي الصراخ وعلى ماذا؟ لكنني كنت وحيدًا في هذا الهمّ، فالكل هناك يسمع والكل يطنّش، لقد ربّوا أذانًا لها مصافٍ ومغالق. فجأة يمد أحدهم يده ويشير باتجاه الأرض، قريبًا من قدمي  ويصيح : "إنّه جرذون ..جرذون كبير"، لم يكترث معظم من كان في الساحة، واستمروا بحركتهم، البعض بدأ يضحك. نظرت للأسفل، فبدا الجرذ تائهًا مذعورًا؛ مدّ رأسه إلى الأمام فصار يشبه خنزيرًا بريًا صغيرًا، يغرز رجليه الخلفيتين ويدفعهما بقوة ملتصقًا بالأرض، وكأنه سيارة  سباق عجيبة. بلحظة غاب عن أنظاري. "عادي"، قالها أحد السجانين الذي كان بجانبي في الساحة، ودخل مسرعًا إلى المطبخ. عدت إلى الغرفة الصغيرة حيث نادي وطارق ما زالا يمارسان الملل.

بعد ساعة قضيتها في ساحة العجب أدخلني صديقي السجّان إلى غرفة الزيارة حيث بدأت رحلتي مع الوجع وفي عالم كلّه بشر وحقيقة، حنين وأمل يتجدد.
 زرت ثلاثة من الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر اعتمدوا فيه على شرب الماء فقط. بدوا في حالة ضعف مقلقة، على وجوههم صفرة تكلّل بريق عيونهم المتَّقد من حب وشوق. تحدّثنا طويلًا وأكدوا أنهم سيمضون حتى نهاية الطريق، فلقد عافوا المذلة وانتظار "الرحمة " ويعرفون أن فاقد الشيء لا يعطيه. والأهم أنهم  أهابوا بأحرار العالم ليقفوا معهم ويعلوا صوتهم من أجل الكرامة الإنسانية والحرية وصرخوا لأبناء شعبهم عاتبين بأن "اتحدوا وراء راية فلسطين واتركوا الرايات المفرّقة، فالزمن يستصرخ الوحدة والصوت يجب أن يردد ما قاله الحادي؛ لا وقت للأخضر يناطح، ليغلب في الساحات الأصفر أو الأحمر، فهل كان للحرّية لون إلا لون الروح والنفس".

سجّلت ما قالوه بدقة وألم، وسجّلت أن محمودًا قضى  ثلاثة عشر عامًا في السجن الإداري، عاش منها حرًا ثمانية وعشرين شهرًا فقط. استطاع أن يخطب شريكة حياته  المختارة في العام ٢٠٠١، واستطاع أن يتزوّجها فقط في العام ٢٠٠٥. ولد بكره "حمدي" في تموز من عام ٢٠٠٦، بعد ولادته بثلاثين يومًا اعتقلوه مرّة أخرى إداريًا. ولد ابنه الثاني "حسام الدين" في كانون الثاني من عام ٢٠١٠ وكان محمود في السجن لأنهم اعتقلوه إداريًا قبل ولادته. وأمّا "عمر" ابنه الثالث، فولد يوم ٢٠١٤/٢/١٣، ومرّةً أخرى كان محمود في السجن فهو معتقل منذ ٢٠١٤/٢/٢ حيث مازال  يكابد هذا العبث.

كان محمود شبانة، أبو حمدي، يروي لي قصته بصوت ينتفض إنسانية وشموخًا، وأوصاني أن أنقل للعالم ولأهله حكايات الرملة وأخواتها وكان يصرخ ورفاقه: "هاكم ذروة القمع والبطش فلا تختلفوا على "رابعة" ولا على صورة "مرسي" أو "السيسي"، في فلسطين ما يكفي من ألم وفخر وعزة، وفيها قصص لبشر دفع ويدفع حياته عربونًا لحرّية معطّلة، وفيها ما يشرّف من صور ورموز كي توضع على الصدور نياشين؛ أوقفوا تلك المزاحمات الوهمية، وارفعوا صرخة الوطن في ساحات فلسطين المترددة والمتوجسة".

في طريقي إلى خارج السجن رافقني سجّان حاول أن يكون ودودًا. لم أنتبه لحديثه معي وفكّرت بمن تركت خلفي وما رأيت.
 بدأت أرسم تفاصيل زيارتي القادمة. غدًا سأعود إلى الرملة وسأوصل الأمانات لأصحابها، سأجد البؤس يحتفل في كل زاوية وساحة، إلا على وجوه فرسان الحرّية، سأجد البسمة وفي الحدقات وعود العاصفة. سيلاقونني مؤمنين بأن "البئر أبقى من الرشاء"، وسيفرحون بنجاح حمدي الفلسطيني لأنّه وأترابه سيحملون راية المستقبل وشعلة النور، سأخفي عنهم بعضًا من تأتآت ساحات فلسطين لأعود من عندهم محملًا حبًا وعزيمة ورسالة "لحمدي" تقول:

من يعش على حب وايمان سينام على ورد ونبض.  

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

السبت 12/04/2025 14:06

استمعت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت لمرافعات الأطراف في قضية اقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، الشاباك. وكانت مجموعة من الجمعيات وال...

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

السبت 05/04/2025 16:13

قبل سنوات كان مجرد تعاطي المواطن العربي في إسرائيل مع قضية العصيان المدني يعدّ شططاً سياسيا أو ضربا من ضروب المزايدة القومية الرمانسية، بينما كانت تعد...

حق الشعوب بالانتحار ولكن..  جواد بولس

حق الشعوب بالانتحار ولكن.. جواد بولس

السبت 22/03/2025 17:28

تشهد اسرائيل، هذه الأيام، آخر تداعيات الحرب الجارية منذ سنوات طويلة بين دعائم وبقايا منظومات الحكم السابق فيها، وبين كتائب "العهد القديم" الذي يعمل بن...

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

السبت 15/03/2025 15:08

فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الاوسكار عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مطلع الشهر الجاري  في هوليود .

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

السبت 08/03/2025 21:25

تساءلت في مقالتي الأخيرة ماذا لو جرت الانتخابات الاسرائيلية اليوم؛ وافترضت أن مشاركة المواطنين الفلسطينيين فيها باتت مهدّدة لسببين رئيسين، الاول سياسة...

الأكثر قراءة

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم السلاح والرهائن

الأربعاء 23/04/2025 21:55

محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم ال...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة جرّاء تعرّضه لحادثة عنف فجر اليوم

الثلاثاء 29/04/2025 13:20

سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة...

كلمات مفتاحية

بول ووكر بورشه الأمان سلطة الدجاج الفليفلة المغار انتخابات نهى جوابره منوعات ترفيه فن نجوم باب الحاره قدما يوم الارض جسر الزرقا مدارس عرابة فوز العاشر الكنائس الارثوذكسية العالم تستنكر توقيف المطران حنا اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه حادث اصابات حقيقة زواج منّة شلبي المخرج محمد جمال العدل شوربة شوربات فريكة بندورة
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development