أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الأحد أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن مرتفعات الجولان في إشارة لروسيا والولايات المتحدة على ضرورة استثناء الهضبة الاستراتيجية من أي اتفاق بشأن مستقبل سوريا.
وقال نتنياهو لمجلس وزرائه الذي اجتمع لأول مرة في الجولان منذ احتلال إسرائيل للمنطقة بعد حرب 1967 وضمها في عام 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي: "ستبقى مرتفعات الجولان في أيدي إسرائيل إلى الأبد".
وقال نتنياهو -الذي أدلى بتصريح مشابه خلال حملة انتخابية في عام 2009- إنه تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس السبت وأبلغه أن أي اتفاق سلام لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات يجب ألا يهدد أمن إسرائيل. وأضاف أن هذا يعني "في نهاية المطاف طرد قوات إيران وحزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية من الأراضي السورية".
وفي تكرار لدعوة سابقة من حزب البيت اليهودي المتشدد الشريك في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم حثّ نتنياهو المجتمع الدولي على الاعتراف في نهاية الأمر بأن الجولان سيظل بشكل دائم تحت السيادة الإسرائيلية.
واختيرت الجولان رسميا كمكان لانعقاد جلسة مجلس الوزراء للاحتفال بذكرى فوز نتنياهو في الانتخابات قبل عام.
ومن جانبها أدانت سوريا بأشد العبارات قيام الحكومة الإسرائيلية بعقد اجتماع لها في الجولان ووصفته بأنه "باطل شكلا ومضمونا". وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تلقت وكالة الانباء السورية ( سانا) نسخة منهما اليوم:" تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعقد هذا الاجتماع الاستفزازي في الجولان السوري المحتل والباطل شكلاً ومضموناً كما تدعو الحكومة السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل الفوري لإدانة عقد مثل هذا الاجتماع اللامسؤول وللمطالبة بعدم تكرار هذا العمل الأهوج وخاصة انه يعقد على أرض سورية محتلة".
وأكدت الوزارة في ختام رسالتيها أن "حكومة الجمهورية العربية السورية تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤلياته لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة وإنهاء احتلال الجولان السوري بموجب قرار مجلس الأمن رقم 497 وإلى إدانة كل أنواع وأشكال الإرهاب الإسرائيلي ضد أهلنا في الجولان السوري المحتل وضد سلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وشعبها.. ناهيك عن أن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تهدد الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة والعالم".
ويرى بعض المعلقين السياسيين التوقيت مرتبطا بالمحادثات التي من المقرر أن يجريها نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا حيث يلعب التدخل العسكري والدبلوماسي لموسكو دورا مهما. ورغم أن روسيا ملتزمة بالإبقاء على سوريا موحدة تحت قيادة الأسد إلا أنها لم تتطرق علنا إلى مستقبل الجولان. وقال نتنياهو في تصريحاته عن حديثه مع كيري "بصرف النظر عما يحدث خلف الحدود فإن خط (الجولان) لن يتغير".
وكانت جهود السلام الإسرائيلية السورية التي جرت في الماضي تحت رعاية الولايات المتحدة ترتكز على إعادة الجولان حيث يعيش الآن نحو 23 ألف إسرائيلي مع نفس العدد تقريبا من العرب الدروز الموالين لدمشق.
[email protected]