بَرى آللّهُ آلأرضَ وآلسَّماءَ وسيّرَ آلبشَرَ وآلمَجَرَّاتِ آلرَّحمنُ
للفُصولِ مزاجاتٌ وأهواءٌ تميِّزُها ألخريفُ مَوتٌ والبعثُ رُضوانُ
تتفتَّحُ بآلرَّبيعِ أكمامُ آلزَّهرِ ياسَمينُ نِسرينُ نَرجِسٌ ورَيحانُ
وَبعزِّ آلصَّحوةِ تزهو آلحقولُ ويَصحو آلفلاَّحُ ولو كانَ نَعسانُ
ويعودُ آلطَّيرُ إلى مفقَسِ بيضِهِ يُودِّعُ أيكَهُ وهُوَ حزنانُ
تَحتَفي آلعصافيرُ بالربيعِ فتُزقزِقُ ينتشي خشَبٌ ويلينُ صُوَّانُ
ويرشَحُ آلحجلُ بجفنات آلدَّوالي ويُغري آلفراشاتِ آلملوَّنةَ بُستانُ
تحلو آلسَّهَراتُ ببيادِرِ آلغمار ويُغششُ آلطيرُ لو كانَ عشقانُ
تستجدي آلخيرَ وآلبرَكةَ أئمَّةٌ وتُنشِدُ آلرِّزقَ وآلتوفيقَ رُهبانُ
يُسمَعُ في آلمُروجِ مُعاءٌ وثُغاءٌ وترعى بَعضُ آلسَّنابلِ جِداءٌ وحِملانُ
وتنهقُ آلحميرُ شاكيةً باكيةً وقد نالَ منها قندولٌ وبِلاَّنُ
تُصبِّحُ فاطِمةُ على مِريَم ويتبادلُ التَّهاني أحمدُ وسِمعانُ
تلتئمُ آلعوائلُ حَولَ آلمائدةِ ولِكُلِّ عائلةٍ أبٌ ورُبَّانُ
تنفتِحُ آلشهِيَّةُ والأيادي تتشابَكُ فيلتَهِمُ ارغِفةً مَنْ عُدَّ شبعانُ
حَيَّ على آلفلاحِ شِعارُهُمُ وآلفلاَّحُ للفلاّحِ أهلٌ وخِلاَّنُ
وما ألطَفَ عزفُ آلنَّايِ وراعٍ يُدندِنُ ما أورثَت قحطانُ
يَنفُضُ آلرَّبيعُ عنهُ برْدَ آلشِّتاءِ ويَعرِضُ حُلَّتَهُ آلقشيبةَ وهو خَيْلانُ
يستيقِظُ آلعالَمُ بعدَ سُباتٍ ويغدو آلسَّغِبُ آلجَوعانُ شبعانُ
ويكشِفُ آلثَّلجُ عن أسرارٍ كتمها وتحمَرُّ خُدودُ آلصَّبايا آلحِسانُ
وتزخرُ آلوديان بآلماءِ آلعذبِ فيغُبُّ منهُ مَن لم يَكُ ظمآنُ
يُجدِّدُ آلعَزمَ طقسُ آلرَّبيعِ ويشِدُّ أزرَ آلمُسِنِّينَ فِتيانُ
تُوَدِّعُ سواحِلُ البحرِ آلشِّتاءَ وترتاحُ من لَطمِ آلمَوجِ شُطآنُ
يُقبِّلُ آلنَّحلُ آلوُرودَ بشغفٍ ويُودِّعُنا بالدَّمعِ زرزورٌ وسَمَّانُ
ألقائدُ آلفذُّ بآلمَرعى تَيسٌ وكم طرِبَت لخريرِ ماءِها آلعُربانُ
يَجِزُّ آلراعي صوفَ آلخِرافِ ويخلَعُ ثوبَهُ آلمزركَشُ الثعبانُ
تُداعِبُ الفلاح بالمساء نسَماتٌ وقوافلُ آلخير زرافاتٌ ورُهطانُ
سبِّحوا اللهَ ومَجِّدوا الوَهَّابَ فكَم ذكَّرَنا بآلآلاءِ قُرآنُ
[email protected]