بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية الذي يحلّ اليوم أجرى الائتلاف لمناهضة العنصرية من خلال مركز الاستطلاعات "رافي سميث"، استطلاع حول العنصرية في إسرائيل ستعرض نتائجه في جلسة اللوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست غدا الثلاثاء (22.03) في اليوم الخاص الذي أقرته الكنيست للاحتفاء بهذااليوم.
من بين أهم النتائج المقلقة التي أظهرها الاستطلاع:
- 52% من المستطلعين ادعوا أن إسرائيل عنصرية أكثر مقارنة بالوضع قبل سنتين.
- 79% من الإسرائيليين على قناعة أن هنالك عنصرية موجهة ضد العرب، و- 77% ادعوا أن هنالك عنصرية ضد طالبي اللجوء و- 75% ادعوا أن هنالك عنصرية في المجتمع الإسرائيلي ضد الإسرائيليين من أصول أثيوبية.
- 25% من الإسرائيليين ذكروا أنهم تعرضوا لموقف أو تصريح عنصري في العام الأخير.
- 73% من المُستطلعين أكدوا بأن الصيغة الأفضل لمحاربة العنصرية في المجتمع في إسرائيل هي التربية والتعليم.
- غالبية الجمهور (72%) يشعرون أن شبكات التواصل الاجتماعي تتسبب بالتطرف في الأجواء العنصرية في إسرائيل.
أجري الاستطلاع في تاريخ 7/3/2016 وشملت العينة 500 مستطلع/ة، 400 من المجتمع اليهودي و-100 من المجتمع العربي فوق جيل الـ18 عامًا.
إسرائيل عنصرية أكثر
52% من المستطلعين ادعوا أن إسرائيل عنصرية أكثر مقارنة بالوضع قبل سنتين وفقط 11% يعتقدون أن إسرائيل أقل عنصرية، 37% يعتقدون أنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع، بينما 67% من المجتمع العربي يعتقدون ويشعرون أن إسرائيل أصبحت أكثر عنصرية وبالمقابل 49% من اليهود يشعرون أن إسرائيل أصبحت أكثر عنصرية.
حسب معطيات الاستطلاع فإن الجمهور في إسرائيل يدّعي أن غالبية العنصرية موجهة ضد العرب، وضد اللاجئين الأفارقة والمواطنين من أصول إثيوبية، حوالي 79% من المجتمع في إسرائيل يؤمنون أن العنصرية هي بالأساس تجاه العرب و77% يؤمنون أن هناك عنصرية تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء و-75% ادعو أن هناك عنصرية في المجتمع في إسرائيل اتجاه اليهود من أصول إثيوبية، بينما يعتقد 41% أن هناك عنصرية ضد الشرقيين و-39% اتجاه متحدثي الروسية و-20% اتجاه الإشكناز.
1 من كل 4 تعرض لعنصرية بشكل شخصي
25% من الجمهور في إسرائيل (من العرب واليهود) أشاروا إلى أنهم تعرضوا إلى عنصرية بشكل شخصي في السنة الأخيرة. مع الإشارة إلى أن الشباب من جيل 18 – 28 هم أكثر من تعرّضوا وواجهوا حالات عنصرية بشكل شخصي.
ليس سنا للقوانين ولا تنفيذا للقوانين، انما تربية
حوالي 73% من المستطلعين ادعوا ان التربية هي الامكانية وافق العمل الاهم لمواجهة العنصرية في المجتمع في اسرائيل وليس سن القوانين وتنفيذها وفقط 11% أكدوا على أهمية أن تكون القيادات السياسية وغيرها نموذجًا هي الطريق والسبيل الفعال. 6% فقط اعتبروا سن قوانين لمناهضة العنصرية هي الطريقة الفعالة و-6% آخرين اعتبروا تنفيذ القوانين ضد العنصرية هي الطريقة الفعالة.
شبكات التواصل الاجتماعي تتسبب بالتطرف في الأجواء العنصرية
غالبية الجمهور 72% يشعر أن شبكات التواصل الاجتماعي تتسبب بالتطرف في الأجواء العنصرية في إسرائيل، بينما ادعى 24% فقط أن شبكات التواصل الاجتماعي تعكس صورة الأجواء في المجتمع بشكل حقيقي.
وفي تعليقه على هذه المعطيات قال المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية: "رغم أنها معطيات مقلقة، إلا أن فيها جانب يدعو للتفاؤل- إذ أن الجمهور في إسرائيل واع أكثر للعنصرية ووجودها ويعرف أن يشخّص وعلى ما يبدو معني بالقضاء على العنصرية. الاعتراف بالمرض هو أمر ضروري لبداية العلاج والعنصرية هي داء مجتمعي خطير جدًا ممكن أن يؤدي انتشاره إلى انهيار المجتمع بأسره". وأضاف عثمان: "حان الوقت ليأخذ منتَخبو الجمهور والقيادات والوزارات المختلفة هذه المعطيات بجدية وأن يبدأ بالعمل ضد العنصرية في المجتمع في إسرائيل قبل حدوث الانهيار المجتمعي الكبير".
كما وعقّبت النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة شريكة للوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست أن هذه النتائج "تظهر أن العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي موجهة اليوم ضد المواطنين العرب وكل من يُشتبه به بأنه "غير يهودي". لقد فقد المواطنون الشعور بالأمن والأمان على المستوى الشخصي وفي الحيز العام والعنصرية ومظاهرها المتطرفة هي أحد الأسباب الأساسية لذلك. إن التشريعات العنصرية في الكنيست تشرعن الممارسات العنصرية بين المواطنين، وعنصرية مؤسسات الدولة تعطي بدورها الشرعية لاستمرار الوضع القائم. إن مكافحة العنصرية تتطلب جهودا سياسية ومجتمعية وتربوية وهنا أشد على أيدي المنظمات التي تعمل جاهدة لمحاربة العنصرية من خلال التربية لقيم المساواة وترسيخ شرعية التعددية".
النائبه ميخال بيران(حزب العمل): "ليس مفاجئ ان كثير من الناس لديهم شعور بان اسرائيل بدأت تتحول الى دولة عنصريه، ويوجهون اصبع ألاتهام الى الشبكات الاجتماعيه. التستر الذي يمكننا من التعبير عن الكراهيه من غير الظهور للعيان، الامر الذي يضعنا امام تحد جديد لانه على ما يبدو انه لم نجد الآليات المناسبه لمحاربة العنصريه في الشبكات الجتماعيه."
في أعقاب المعطيات المُشار إليها، وأيضًا الاستنتاجات التي خلص إليها الاستطلاع، تقرر في الائتلاف لمناهضة العنصرية وبالتعاون مع المنتدى للتربية للحياة المشتركة إطلاق حملة إلكترونية موسعة تعمل على نشر رسالة المنظمتين الفاعلتين في مجال مناهضة العنصرية وأيضًا التأكيد على الحلّ- الكل يبدأ من التربية والتعليم.
تخاطب الحملة الجمهور الواسع آخذة بعين الاعتبار أنّ الائتلاف لمناهضة العنصرية والمنظمات الشريكة يولون أهمية كبيرة لهذه الاستراتيجية في التغيير المجتمعي، ويؤمن الائتلاف لمناهضة العنصرية بأن التربية لا تقتصر على جهاز التعليم الرسميّ، إنما تتعلق بكل وسيلة نشر، مقولة أو حيّز يتم من خلالها تصميم عالم القيّم التي يحملها الأفراد، وذلك يشمل التصريحات غير المسؤولة والمُحرضة التي يطلقها سياسيون ورجال دين، والإعلام الذي يعمل على تغطية الوقائع بصورة موجَهة ومضللة، التربية في المنزل وفي محيط الأصدقاء، والشبكة العنكبوتية والمنشورات التحريضية التي تنشر وتعمم عبرها، فكل هذا مجتمِعًا يشكل بوصلة للتربية أو أدوات للتربية، مما يجعل استعمالها الخاطئ يقودنا إلى الوضع الحاليّ الذي نعيشه اليوم.
يرى الائتلاف لمناهضة العنصرية أنّ هنالك ضرورة لتعزيز تربية مغايرة مع استعمال صحيح للأدوات التي ذكرت أعلاه. تجاهل أحدى الأدوات قد يضر في معركتنا، جميعًا، ضد العنصرية ومن أجل نشر قيّم التسامح والحياة المشتركة. من المهم التشديد أنّ التربية لتعدد الثقافات هي الأداة الموجهة التي تُمنح للأفراد لتجاوز الاختلافات الثقافية مما قد يساهم في وقف تفشي العنصرية. التربية لتعدد الثقافات لا تعني فقط التعرف على ثقافة الآخر، إنما خلق بيئة جديدة تعكس الاختلافات الثقافية بصورة بنيوية
[email protected]