كما يبعث الرّبيع السّاحر في النّفوس الإطمئنانية، والرّاحة للبشرية جمعاء ، هكذا وجود الأُم يدب الحياة والحيوية في قلوب كل مخلوق على وجه البسيطة. وكم صدق القائل : "الرّبيع عود ثقاب الّذي يشعل الروح الشاعرة، ويدفع بالينبوع الكائن في أعماق النفس الى التفجير والتدفق والانطلاق ".
روح الطبيعة ونبض الحياة عودة الربيع ، عودة الحياة للنمو والتجدد السرور والتفائل .
هذا الوصف وكافة الاوصاف عن الربيع تنطبق جملة وتفصيلا على المرأة الأم،ولم يأت يوم الأم في هذه الأيام السّاحرة الجمال صدفًة، وإنما تعبيرًا أكيدًا، وتكريمًا واستقبالا لعطائها وتضحيتها ودورها.
ويجب ان لا يغيب عن بالنا، وأن نذكر ونتذكر أنّ الله سبحانه وتعالى قد يبعث في هذه الأيام المطر الغزير دلالة عن تذمر واستياءه وسخطه من معاملة ومكانة وأوضاع الام، بعيدًا عن ما جاء في كافة الديانات السماويّة.
الأم تحمل رسالة إنسانية شريفة، وقطعت شوطًا وطريقًا مليئًا بالأشواك حتى دخلت معترك الحلبة الحياتية ومجالاتها المختلفة، واستطاعت رغم الحواجز والعقبات الشديدة أن تحقق للمجتمع النمو والحضارة والتطور والرقي تاركة بصمات واضحة وأكيدة.
إن ظاهرة العنف الظاهرة ضدها آخذة وللأسف بالتزايد والقلق، ناهيك عن الصمت الرّهيب اتجاه التقصير في حقوقها، حيث تقع المسؤولية علينا معًا وسوية كمجتمع أفراد ومؤسسات ، محاربة ظاهرة العنف على اشكالها مساندتها وعدم السماح لاستغلالها كوّنها وجعلها الحلقة الأضعف ، وان لا نحصر دورها في مناصب شكلية فقط ، احترامها وجعلها ملكة وتقبيلها بكل حرارة وتقديم أثمن الهدايا ليس فقط في يوم احتفالها، بينما خلال بقية أيام السنة يكاد ينسى قيمتها ودورها ، بل علينا تكريمها ودعمها والوقوف الى جانبها قولا وفعلا. فهذا حقها الطبيعي والشرعي هكذا يجب ان يكون في المجتمع الراقي والمتحضر ، فدور الام متعب ، طويل ، حافل بالتضحيات للأسرة تحديدًا وللمجتمع كافة في المجالات الاجتماعية التربوية والثقافية.
بهذه المناسبة، أوجه همسة تقدير وعرفان وثناء لكل امرأة وأم على تضحيتها وصمودها وسط هذه الغابة المظلمة المليئة بالذئاب المفترسة.
[email protected]