نشر موقع صحيفة "معاريف" العبرية، صباح اليوم السبت، تقريرا مطولا تناول فيه استعدادات حماس القوية للحرب أو المعركة القادمة مع إسرائيل، وذلك بالرغم مما يعانيه قطاع غزة من ظروف صعبة لا تتحمل أي مواجهة عسكرية جديدة، في ظل النقص الحاد في جميع الموارد والاحتياجات الخاصة بالسكان. ويقول الموقع "إن حماس خرجت من بين الأنقاض وتستعد للجولة القادمة من العنف، وأن كبار قادة الجناح العسكري محمد الضيف ويحيى السنوار يقودان مشروع إعادة بناء البنية التحتية "للإرهاب" من خلال إعادة ملئ مستودعاتهم بالصواريخ وحفر الأنفاق، بما فيها تلك التي تشق طريقها إلى إسرائيل.
وبحسب الموقع، فإن التقدير السائد لدى المؤسسة العسكرية هو "أن حماس ليست مهتمة حاليا في مواجهة أخرى خلال المستقبل القريب، ولكن إذا سنحت لها فرصة لتنفيذ هجوم كبير من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح أسرى أو مفاوضات التهدئة فإنها لن تفوت الفرصة، كما أنه لم تظهر أية مؤشرات بأنها تخشى أي حملة عسكرية أخرى ضدها".
ويشير الموقع العبري إلى أن حماس لا تمنع التنظيمات من وضع عبوات ناسفة قرب الجدار. مبينا "أن الجيش الإسرائيلي يستعد للأسوأ من ذلك والذي يشمل تسلل مسلحين من الأنفاق لتنفيذ هجوم كبير يتضمن خطف إسرائيليين أو سيناريو آخر يتمثل في كابوس إطلاق قذائف الهاون التي مثلت قوة كبيرة لحماس خلال الحرب الأخيرة في ظل فشل نظام القبة الحديدية بالتصدي لتلك القذائف".
وأشار الموقع إلى التجارب الصاروخية الكثيفة التي تجريها حماس من غزة باتجاه سواحل البحر المتوسط، وقال إنه في أي مواجهة فإن إسرائيل بحاجة إلى عدد كبير من بطاريات القبة الحديدية للتصدي للصواريخ الكثيفة التي ستطلق من غزة. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن نظام البطاريات سيعتمد أكثر على حماية المنشآت الحساسة وكذلك المناطق ذو الكثافة السكنية.
ويقول الموقع: "محمد الضيف الذي أدار حرب الأنفاق في صيف 2014، يستعد لمواجهة أخرى بإصدار أوامره بحفر مزيد من الأنفاق". مشيرا إلى أنه لا أحد في إسرائيل يعلق على إذا ما كانت بعض الأنفاق دخلت إسرائيل أو لا، إلا أن ذلك ممكن.
ويضيف: "الافتراض العملي أنه ليس هناك سببا يدفع حماس للتخلي عن سلاحها الاستراتيجي ممثلا بالأنفاق". مشيرا إلى أنه لا يوجد حل تكنولوجي لمواجهة هذا السلاح الاستراتيجي رغم حصول الجيش على بعض الحلول، لكنها لا زالت جزئية، والطريقة الوحيدة لذلك هي تحديد أماكن الأنفاق ومسارها لتدميرها.
ويتابع قائلا: "في الواقع لا يوجد ضابط كبير في المنطقة الجنوبية يمكن أن يقول أنه ذاهب للنوم، وليس في ضمانته أو ضمان أحد أن حماس لن تقرر غدا القيام بعملية كبيرة داخل إسرائيل". مشيرا إلى مطالبات من مسؤولي المجالس الإقليمية قرب حدود غزة بالعمل على بناء جدار أمني لإنقاذ حياة الإسرائيليين.
وبحسب إدعاء الموقع، فإن قيادة المنطقة الجنوبية تعمل باستمرار لرصد مناطق الأنفاق باستخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها طائرات الاستطلاع المتطورة وغيره.
ويشير الموقع إلى الدور الكبير الذي يقوم به محمد الضيف ويحيى السنوار لقيادة القسام في المعركة المقبلة، وتأثير السنوار داخل حركة حماس وعلى قراراتها وقوته أمام إسماعيل هنية وغيره من قيادات الحركة، وتفكيره باستمرار في تسجيل مكاسب قوة ضد إسرائيل.
ويدعي الموقع أن حماس تحاول الحصول على دعم من إيران، إلا أنها لم تنجح حتى الآن. خاتما تقريره بالقول "بينما يعيش السكان في غزة بحالة من الجوع والفقر، تستفيد حماس من ذلك جيدا بحشد الناشطين لحفر الأنفاق مقابل الغذاء والعمل والحفاظ على حياتهم. عدد غير قليل من سكان غزة فقدوا حياتهم تحت الأنقاض خلال حفر الأنفاق بمسمى حوادث العمل".
[email protected]