حقيقًة، لم تكن كثرة الإضاءة التي أنارت وأشرقت سماء شفا عمرو عامّة، ومحيط الخلوة حي القلعة وبيت الطّائفة الدرزية في شفا عمرو وحدها السّبب، وإنما بشاشة وجوه وعمائم حوالي 2000 من المشايخ الأفاضل، اللذين قدموا من الجليل والكرمل والجولان برئاسة الرّئيس الروحي فضيلة الشيخ موفق طريف، اللذين حلّوا ضيوفًا على مشايخ مدينة شفا عمرو، حيث وطأت أقدامهم الخلوة المميزة، التي تم ترميمها بمستوى يليق بقدسيتها مقامها وتاريخها المشرّف .
وهنا، لا بد لي من التوقف برهة واسمح لنفسي، أن أوجه كلمة عرفان وشكر للشيخ يوسف احمد أبو عبيد إمام ورئيس جمعية دار الطّائفة الدرزية في شفا عمرو، وأعضاء الجمعية والمشايخ والشباب الخيرين على الجهود الجبارة التي بذلوها وعلى مدار السّاعة على هذا الانجاز، الذي بحق وحقيقة يستحق كل الثناء لجعل هذا المكان مصدر فخر واعتزاز مثالا وقدوة، وأدعو كل إنسان واقعي ويحب عمل الخير ويقدر التضحية والاجتهاد، أن يزور المكان ليقف عن كثب ويرى بأم عينيه هذا الانجاز العظيم، حيث تتوفر كافة الخدمات ووسائل الرّاحة للزائرين والمصلين.
خلال زيارة المشايخ للخلوة، انتهزوا هذه الفرصة العزيزة لأداء الصلوات والابتهال للعلي القدير أن يحل السلام العادل والاستقرار في محيطنا خاصّة، وكافة بقاع العالم منددين بمظاهر التطرف والعنف ودعوا إلى التعايش وزرع بذور التعاون والألفة والتسامح بين الطوائف، مناشدين المجتمع الدولي العمل على وضع حد للحروبات ومشاهد الدمار والتشرد والفقر ومساندة الضعفاء. بعد الصلوات توجهت الوفود إلى بيت الطّائفة، حيث كانت بانتظارهم ضيافة مميزة تليق بهم وبالموقف الجَلل شاكرين أهل البلد على حسن الاستقبال والضيافة .
نسأله تعالى أن يمن علينا بالاستقرار والسعادة ، وأن تكونَ سنة تآخي وسلام .
[email protected]