قبلَ عامٍ ودَّعتنا اميرةٌ مليحةُ آلمليحاتِ آلشَّحرورةُ صَبَاحُ
لكُلِّ صباحٍ ظُهرٌ ومساءٌ وبآخر آلمساءاتِ مَوتٌ يَلوحُ
روحُ صباح كآلنَّسمةِ رقيقة عطرُها على آلأرزاتِ يفوحُ
حَزِنَ عليها آلطيرُ وآلبشرُ وفي آلفراديسِ آلحساسينُ تنوحُ
لَبِسَت آلشحاريرُ ثيابَ آلحِدادِ وما إرتدَت بَدا مَليحُ
كَم غرَّدت عصفورةُ آلشَّرقِ
ثُكِلَ آلأوف آلذي لا ينتهي وأصابت أبياتَ آلعتابا آلجُروحُ
شمَخَت شُموخُ أرزِ لبنانَ وعلى إسمِها شُيِّدَت صُروحُ
خفيفةُ آلظِلِّ هيِّبة آلوقار وكانت بما في قلبِها تبوحُ
إختالَ عِقدُ آللؤلؤِ بجيدِها وبسَماتُ ثغرِها أبداً لا تروحُ
وجهُها وجهُ عشتاروت آلفينيق ما شابتهُ خُدوشٌ ولا قُروحُ
جريئةٌ وحادَّةٌ كحدِّ آلسَّيفِ رصينةٌ وما هزَّها جُموحُ
سَحَرَت عُشَّاقَها بسِحرِ صوتِها وكم إختالَ على عاتقِها آلوُشاحُ
طولُها طولُ رُمحٍ عربِيٍّ وضحكتُها أفرَحَت من كانَ ينوحُ
كُلُّ مَن سَمِعها أحبَّها ضمَّها آلوِجدانُ وعَشِقتها آلرُّوحُ
خفَقَت لها قلوبُ آلسامِعينَ وغدا عابِسُ آلوجهِ سَموحُ
غنَّت للوردِ ولأكمامِ آلزَّهرِ فتباهَت بها على آلأغصانِ آلقُلوحُ
كَرمَت بمالِها مثلُ حاتِمٍ
جالَت آلعالمَ مثلُ كوكب وكم أبهجَت مُهَجاً وهيَ تسوحُ
غنَّت لبِلادِ آلعرب وللعربِ وكلُّ ما غنَّت بآلحُبِّ صريحُ
ذابَت شُموعُ لبنانَ ودَمَعَت وأعلنت الحِدادَ عليها آلمصابيحُ
وشَحَبَ لونُ شارِعِ آلحمرا وصارت تُنازعُ جسدهُ آلرُّوحُ
وسجَدَ لها آلأرزُ إجلالاً وبغُصونِ آلأرزِ صفَّقَت آلرِّيحُ
لا يُعطيها حقَّها خِطابٌ ولا يُكافئُ فضلَها آلمَديحُ
آمنَت بعظمةِ آللهِ والكنيسةِ هيَ أيقونةٌ وبيومِ آلزيَّاحِ تزيحُ
سطَعَت شمسُها فغاروا منها هي الحقيقةُ ومن عادَاها قبيحُ
طَرَقت أبوابَ آلأهرامِ فانفتحت وعلى ضِفافِ آلنِّيلِ تغدو وتروحُ
غنَّت فغنَّى لها آلتَّاريخُ وهلَّلَ وما آزرَها ذِئبٌ ولا ثعلبٌ يجوحُ
تُستباحُ قِلاعُ آلعِظامِ وتُنتهكُ وحِصنُ مَجدِكِ صدرُهُ مشروحُ
[email protected]