خبَّرني آلعندليبُ عن صبيَّةٍ قالَ:آهُ ما أجملَ عيناها
سألتُ أينَ هي تلكَ آلصَّبيةِ؟ قالَ تستظلُّ بفيءِ سماها
تُشرِقُ آلشَّمسُ كي تبتسم لها وتُقبِّلُ ظباءُ آلوعرِ فاها
ألغاباتُ آلعذارى لها وطنٌ وما أكلت إلاَّ من جناها
غُزلانُ آلبراري صارت تُدلِلُها وملِكُ آلأسودِ يحمي حِماها
من ورق آلشَّجرِ حاكَت حُللها وماءُ آلمُزُنِ آلصَّافي سقاها
جَنَت وتغذَّت من ثمارِ آلرِّياضِ وعسلُ آلنحلِ آللذيذِ حلَّاها
وشَمَ شُعاعُ آلشمسِ جسدَها وآلنَّسمةُ آللطيفةُ قبَّلت وجنتاها
وغَدَت آلأرضُ وما عليها مُلكُها وصارت قبَّةُ آلسماءِ غطاها
آهٌ ما أطيبَ أريجِ عطرها وأفخرُ ما خلق آللهُ أعطاها
أطاعتها آلضواري كاسرٌ وجارحٌ وإن تعثرت ملاكُ آلرَبِّ نجَّاها
لو رأيتها رأيتَ أفروديت آلإغريق يُدغدِغُ آلنَّسيمُ عرفَ شذاها
جمالٌ ساحرٌ وخُلاصةُ عطرٍ ينثرُ أريجهُ بينَ ثناياها
ملكَت كلَّ ما داست ولمسَت لها أغوارُ آلبلادِ ولها رُباها
خضَعَ لها ما هبَّ ودَبَّ ومَن جاورَها طلَبَ رِضاها
هيَ وحيدةُ جِنسِها وعصرها ما باعها أحدٌ ولا إشتراها
عمِيَت عيونُ أعداءها عنها سلَّمها آلرَبُّ وبآلأَمنِ حباها
ما أطهرَ ولا أشرفَ منها ولا ذهبٌ ولا مالٌ أغراها
تنامُ قريرةُ آلعينِ وآللُّبِ وما وصلَ إلى مداها سِواها
بلَونِ آلوردِ آلأحمرِ خدَّيها وجمَّلَ لونَ شفتيها لماها
وشعرُها مثلُ ريشِ آلطاووسِ ومن بينِ الجميلاتِ قلبي إنتقاها
كانت ملاكٌ أم بشرٌ من براها نصَرَها وولَّاها
جلَّ جلالُ من دبَّرَ أُمورها وسهَّلَ دربَها وإلى عرشِها علَّاها
ولو همَسَت بأمرٍ أشغلَ بالها سمِعَت أقطابُ آلكونِ صداها
وإذا تاهت بإحدى آلصحاري ملاكُ آلهدايةِ دلَّها وهداها
[email protected]