حقيقة، يؤلمني ويؤسفني، أن أركز في مقالتي، وفي هذه المناسبة العطرة على مشاهد العنف، إراقة الدماء ،الدمار ،الخراب، حب الهيمنة والتسلط.
كيف لا؟ وانتهاك حرية الإنسان وكرامته، التي غدت سلعة رخيصة في متناول يد الدّاني والقاصي وسط فوضى عارمة ،هذا لا لأني متشائم أو لا أؤمن بالمقولة: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، وإنما لاتساع وانتشار هذا المشهد المؤلم الذي أصبح روتينيا والآخذ وللأسف بالانتشار كالوباء، يحرق الأخضر واليابس ويتجاوز كل التوقعات والخطوط ،لا نبالي بما يجري من حولنا، قد تدمع عيوننا ، ترتعش قلوبنا ونلتقط أنفاسنا برهة إلاّ أننا نعود بعد برهة مزاولة حياتنا الطبيعية وكأن شيئا لم يحدث.
باعتقادي، لم تأتي موجة الحرارة الحارقة والكوارث الطبيعية والضّباب الكثيف والغبار الخانق الذي ملأ الجو والصدور صدفةً، فما هو إلا غضب الرّب والصّالحون احتجاجًا على موت قلوب وضمير البشرية عامّةً، والعربية تحديدًا على ما يجري ويدور من مسرحية مشاهدها تُعيد نفسها عنوانها الصراعات الدامية وتشريد الأبرياء والعزل لا نهاية لها بعكس ما جاء في الديانات السماوية، حيث ابتعدنا عن طاعته وخرجنا عن إرادته والتجأنا إلى المظاهر وإتباع كل ما هو سلبي.
حتى مناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي تفصلنا عنه أيام هذه المناسبة العزيزة والغالية والتي من المفروض أن نحافظ عليها وعلى معانيها الدينية والاجتماعية والتربوية، غدت مناسبة عابرة لا أهمية لها حيث عمدنا على إخفاء بهجته وسيطر علينا شعور اللامبالاة والفتور، وغدا ما تبقى من اللقاءات العائلية روتينية سطحية مختصرة مصطنعة تقوم إكراهًا معدومة الشعور بالانتماء والواجب وغدت عبئًا ثقيلاً، علمًا بأن مناسبة العيد تجمع وتوحد أفراد العائلة وتجمع شملهم لتتصافى القلوب، إلاّ أن لغة التجريح والصراعات وتبادل الاتهامات وتصفية الحسابات تركزت في العيد ناهيك عن ظاهرة الهروب والسفر إلى خارج البلاد.
أسأله تعالى، أن ينصر المظلوم وتتحقق العدالة ويعم السّلام وتحل لغة الحوار والتسامح، أعاده الله على جميع المحتفلين بكل خير...
[email protected]