نعم، لقد خَرَجت النجوم عن أفلاكها، والكلمات عن منطقها، فلم تعد هناك كلمات لم تُدون في هذه المناسبة التي ملّها القارئ ،تطرّق فيها أصحاب الأقلام بصورة تقليدية بحت عن معاني العيد في كافة جوانبه، ووصف مظاهره وأجواءه التي لا تزال تسيطر عليه المادة والمظاهر ومهما اشتدت وكثرت مشاهد القتل والعنف، وانتهاك كرامة الإنسان وحريته بكافة أشكاله وما تشهده منطقتنا خاصّة، والعالم عامّة من مسرحية هزلية غدت، وللأسف مشهدًا مألوفًا يبعث إلى عدم الارتياح ويدب اليأس في النفوس، فتدمع العين وتبكي القلوب بلوعةٍ.
لا بد أن نقف مطوّلا على هذا الحدث والمناسبة العظيمة، لنذكر ونتذكر عاداتنا وتقاليدنا، أعزائنا الذين رحلوا عنا، ولنحاول أن نُحكم عقلنا ونحاسب ضميرنا قناعة بأن القيمة الحقيقية في بني البشر إحساسنا،شعورنا وتضامننا ليس فقط في محيطنا الصّغير، وإنما فيما يحدث حولنا، بالإضافة إلى عطاءنا السّخي الذي يجب أن لا يُقاس بالكم، ومن منطلق ودافع المصلحة والشهرة، وإنما بروح العطاء بكل ما لهذه الكلمة من معنى.
علينا أن نذكر بحق وحقيقة أصحاب الحالات الخاصّة، وفي مقدمتهم الأطفال المشردين اللذين نُزعت منهم الضحكة العفوية وطفولتهم، نشاطرهم ونقاسمهم حياتهم التعيسة، ونصرخ معًا وسويّا في ضمير العالم بأسره الذي فقد مصطلح المصداقية والعدالة، ولنقول بصوتٍ عالً كفى كفى مؤامرات، تصفيات، دمار وإراقة دماء.
رماح، تنهي بقولها : من لم ينصف ربه بطاعته له، ولم ينصف نفسه بكفها عمّا يضرها، ولم ينصف إخوانه بتقدير فضائلهم، ولم ينصف الناس بتقدير ظروفهم، لا يرتجى منه ما يعينه على الخير.
اسأله تعالى أن يجعله مناسبة خير، سلامة ،محبة وتحقيق الحريّة والكرامة للعباد أجمعين...
[email protected]