استياء واستنكار لإلغاء المسيرة التضامنية الكبرى
قلعة شفا عمرو تحتضن قلعة السويداء
مسيرات حاشدة في كافّة القرى الدرزيّة
في هذه الظروف العصيبة، والمشاهد المقلقة والمؤلمة التي تشهدها الأقلية في القرى الدرزية في سوريا، لا مجال بعد للوقوف وقفة المتفرج وعلينا إسدال الستارة على مسرحية إطلاق الشعارات الرنّانة ، تنميق العبارات ، حب الظهور والعمل والتصريح بشكل فردي ، فلا ظروف وأرضية مناسبة أكثر من هذه الظروف الراهنة لتجمعنا وتوحدنا لنعمل معًا قلبا وقالبًا بنوايا سليمة وقلوب صافية وبشفافية بعيدًا عن المحسوبيات وتصفية الحسابات والاصطياد بالمياه العكرة، ومن منطلق الإيمان والقناعة بضرورة التحرك والتركيز على لب القضية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي بكافة الطرق والوسائل لإخواننا اللذين يتعرضون للاعتداءات الإرهابية من قبل عناصر تكفيرية.
وقد شهدت القرى الدرزية مسيرات جماهيرية حاشدة ،ندّدت بالأعمال الوحشية وحب السيطرة والهيمنة على إخواننا في جبل الدروز والمنطقة من قبل العناصر المتطرفة لمناصرة إخوانهم مستنكرين عدم تدخل العالم الحر لإنقاذ كرامة وحرية أبناء الطائفة المسالمة من جهة، وموقف إسرائيل الذي يستقبل ويعالج جرحى جبهة النصرة في مستشفيات البلاد، بينما يعتدون على إخواننا هناك من جهة أخرى.
وفي مدينة شفا عمرو، وتحت شعار قلعة شفا عمرو، تحتضن قلعة السويداء وخلال اجتماع خاص لوجهاء الطائفة عُقد في بيت إمام الطائفة الدرزية الشيخ يوسف احمد أبو عبيد، تم بالإجماع اتخاذ قرار لإجراء مسيرة وموقف تضامني موحد ، حيث شهدت المدينة أكبر وأضخم مسيرة يوم الجمعة بدأت من حي مرشان وانتهت ببيت الطائفة الدرزية، بمشاركة ضيوف من باقي الطوائف ومشايخ من القرى الدرزية والآلاف من أبناء الطائفة شيبًا وشبابًا، أطفالاً ونساءً من سكان البلدة. رفع المتظاهرون خلالها مئات أعلام الطائفة وشعارات وسط هتافات وأهازيج صادرة من صميم القلوب التي تحرك المشاعر وتدمع العيون، تُندّد بالأعمال اللا إنسانية والوحشية التي ترتكبها هذه العناصر التكفيرية، التي لا تعرف معنى الإنسانية وتسلك مسلك العنف وقتل الأبرياء من الشيوخ والأطفال.
وممّا جاء في كلمة الشيخ أبو حسن محمود الطويل بمهاتفة مباشرة من حضر، التي قرأها مباشرة على مسامع المتظاهرين، أكد فيها أنهم يعملون حسب أصحاب الاَراء والشورى، مؤكدًا أنهم لم ولن يعتدوا يومًا على الآخرين، وأن كافّة الدروز شيبًا وشبابًا سيصدون بأجسامهم المعتدين للدفاع عن الأرض والعرض والدين شاكًرَ هذا الموقف المشرف.
ومما جاء في كلمة إمام الطائفة الشيخ يوسف أبو عبيد، تحية إكبار واعتزاز بإخواننا الأبطال الصامدين الذين يدفعون ضريبة الدم الزكية بصمودهم ،صبرهم وتضحياتهم في سبيل الأرض والعرض ، وقال :
نقف اليوم لنعبر معًا عن شجبنا واستنكارنا للمجازر التي يتعرض إليها إخوتنا في سوريا من قبل العصابات الإرهابية التكفيرية التي تقتل وتدمر باسم الدين، والدين منها براءة، نجتمع اليوم لنؤكد أننا نقف بكل ما لدينا من قوة إلى جانب إخوتنا في تلك المناطق ونعلن أننا لن نسكت بعد اليوم إذا تكررت هذه الممارسات، وأننا سنتصدى لهذه العصابات ولأفكارها الهدامة التي تزرع بذور الشقاق بين ابناء الشعب الواحد وبكل الوسائل المتاحة لنا، مؤكداً أن عيوننا ستبقى ساهرة ويدنا على الزناد ليبقى جبل الدروز عامرًا وعاصمته السويداء قلعة شامخة حتى قيام الساعة مناشداً تكثيف التبرعات.
وممّا جاء في كلمة النائب حمد عمار ابن شفاعمرو :
بنو معروف حافظوا على كيانهم وكرامتهم بقوة العقيدة والإيمان والوحدة وحفظ الاخوان، لم يعتدوا على أحد بل بادروا بالمعروف وأجاروا المستجير وأطعموا الجائع وقدّموا المأوى للمحتاج، لم يهابوا الموت أبداً بل واجهوا المعتدين وصدوهم بالعزيمة والإصرار، شهد لهم القاصي والداني بالبسالة وشرف القتال وأيضاً بالأخلاقيات وحسن المعاملة والشهامة كما بالمسامحة والمسالمة، داعيًا التروي وتحكيم العقل، مؤكداً متابعة الأحداث وإجراء الاتصالات والضغوطات .
كذلك ألقيت عدة كلمات وقصائد لكل من الشيخ يقضان حلبي، الشاعر حسام حلبي، وسام حلبي، حسين زيدان، أجمعت على صمود أحفاد سلطان باشا في كل مكان.
اهلي بني معروف اهل الشان
مثل الشمس عالكون طلتنا
حان الوقت حروا دما الشريان
مع اهلنا تتكون وقفتنا
ما صار مي الدم يا اخوان
اتحدوا تنحرس قلعة الايمان
والعيب انا نخون وحدتنا
وقد أثار قرار المجلس الديني الدرزي إرجاء اجتماع التضامن الكبير في رحاب مقام النبي شعيب عليه السلام إستياء وتذمر واحتجاج لدى عدد من أبناء الطائفة، حيث وصفوه بغير حكيم ولا يخدم وحدة ومصلحة الطائفة.
تولّى عرافة المهرجان الختامي المحامي سليمان سلامة، الذي عبّر عمّا يجول في قلوب المتظاهرين من مشاعر حماسية بهذه الكلمات: رسالة فخر واعتزاز بكم يا أهلنا في الجبل العظيم يا من أثبتم للعالم بأنكم أمة تستحق حياة الحرية والعزة والكرامة ، إرادتكم وعزيمتكم وصمودكم التوحيدي حتمًا سوف يسقط كل الغزاة، الجبل كان وسيبقى وطنًا لكل الشرفاء وملاذًا لكل من يؤمن بالقيم الإنسانية، حتمًا إلى النصر سائرون ، حتمًا الى النصر سائرون .
[email protected]