حينَ يُهان الوقارُ لا يُصفعُ شيخٌ فقط
بل تُصفعُ هيبةُ وطنٍ بأكملِهِ
وتُسدلُ الستارةُ على زمنٍ باتَ فيه الاحترامُ معدومًا
وغابَتِ المروءةُ وتحطّمتْ فيه النّخوةُ
امتدّتْ يدُ الغدرِ لا لتقتلَ فقط بلْ لتهينَ
حثالةُ البشريّةِ قصّوا شاربَ شيخِنا التّقيّ
لكـنَّهم ما أدركوا
أنَّ الشّاربَ وحدَه لا يصنعُ الرّجولةَ
وأنَّ الوقارَ لا يُنتزعُ بمقصّاتكم أيُّها السفلُ
بل يولدَ في الضّميرِ
ويحيا في القلوبِ الطّاهرةِ
أهَـنْتم كلَّ حرٍّ وصاحبَ ضميرٍ
تعالتْ صرخاتُ السّخطِ
مِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ
من الحناجرِ الّتي أخمدتْ طويلًا
فثارتْ...
لعلمكم.... هذا الشّاربُ سيعودُ
لكنَّ خزيَكم سيظلُّ محفورًا
في جبينِ الزّمن والتّاريخُ لا يرحمُ
نعمْ، سيعودُ الشّاربُ كما تعودُ الكرامةُ لأهلِهَا
وسيعلمُ الجيلُ الصّاعدُ
أنَّ مَنْ يحترمُ شيخَهُ لا يَخضعُ لِذُلٍّ
وسيروي للأجيالِ أنَّ الكرامةَ لا تُقَصُّ
وأنَّ الشّيخَ الجليلَ ارتفعَ فوقَ الإهانةِ
وبَقيَ شامخًا
كقنديلٍ في عتمةِ وطنٍ أضاعَ ملامِحَهُ
لكنَّهُ لم ينسَ شبابَهُ
صَمْتُكَ يا شيخَنا جِراحُنا
[email protected]