حين تمرُّ الأمم في أحلك الظّروف، لا بدّ أن تظهر المعادن الأصيلة، ويعلو صوت العزّة والشّهامة. فيعلو شأن أولئك الذين لا يرضخون للذلّ ولا يبدّلون المبادئ تحت ضغط المحن في زمن تبدّلت فيه القيم وتغيّرت فيه المفاهيم، يبقى جبل الدّروز جبل العزّ منارة مُضيئة.
في جبل العرب تتغير المفاهيم والمعادلات، جبل فيه لا يُقاس الرّجال في عددهم، بل بثباتهم ومواقفهم البطوليّة. فقد ولد مصطلح الكرامة والشّرف ونبض المجد وسط أهله المعتزّين الدّالين على النذّل، الخونة والمرتزقة الّذين لا دين ولا شرف لهم.
والسّؤال الذي يطرح نفسه: بأيّ دين وعقيدة تقدّمون على مثل هذه الأعمال البربريّة يا حثالة البشريّة؟ من قتل بدم بارد للأطفال والنساء العزل واهانة الشيّوخ، اغتصاب القاصرات والنساء، سرقة وابتزاز البيوت حرقها وهدمها!
إنه جيل لا يعرف الذلّ، بل جيل العزّ الذي يقوم على التّقوى والإيمان بالله، ولا يركعون إلا لله عزّ وجل والتّاريخ يشهد على ذلك.
الى كل حرّ، الى كل سلطان بين أبناء الجّبل ومحيطه تمسّكوا بكرامتكم وعقيدتكم الثّابتة، ولا تساوموا، حافظوا على أرضكم وعرضكم في هذا الأيام العصيبة والتحديّات.
وإن تعاظم الظّلم، فالنّور لا ينطفئ، ومن تربّى على الكرامة والشّهامة لا يعرف الانحناء. سيبقى جبل الدّروز جيلا بعد جيل يحمل راية العزّ، عامر بالعمائم البيضاء، ميدان الشّرف والكرامة.
عاش جبل الدّروز حرّا، شامخًا عامرًا.
انّ لناظرة قريب
والسّاعة آتية لا ريب فيها
يُمهل ولا يُهمل
مصيركم مزبلة التّاريخ وبئس المصير
كفى كفى كفى إراقة دماء
[email protected]