لا يختلف عاقلان اثنان، على أنّ للثّقافة دورًا كبيرًا في تحريك وتوجيه المجتمع، وتلعب دورًا أساسيّا في ترسيخ المبادئ الأخلاقيّة والاجتماعيّة، الأمر الّذي في نهاية المطاف يُساعد ويساهم في تشكيل هويّة الأفراد والجّماعات، وبناء مجتمع حضاري، وتشجع على التفكير النّقدي والإبداعي، ممّا يدفع الأفراد إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم، بالإضافة لبناء جسور التّفاهم بين الشّعوب من خلال تبادل الآراء والأفكار والتجارب، لتكون عاملا فعّالا في دفع تحقيق السلم والسلام والتعايش.
جاءت هذه المقدمة، في أعقاب الإعلان عن تأسيس نادي الكتاب الشفاعمري الأسبوع الماضي، وذلك خلال الاجتماع التأسيسي الذي عُقد في مركز الأفق للثّقافة والفنون في شفاعمرو، بحضور عددٍ من الكُتّاب والشُّعراء والمهتمين بالحركة الثقافية الذين أكّدوا على أهمية إنشاء هذا الإطار الهام وضرورة دعمه واستمراريّته، وقد تمّ اتخاذ قرار العمل بعدّة مسارات منها مسار لإقامة حلقات شهريّة مُصغرة، هادفة، مُناقشة مواضيع ثقافية وإنتاجات أدبية بحتة، بالإضافة لإقامة أمسيات على نطاق شامل.
سيتم دعوة الجمهور للمشاركة الفعالة، وقد تم انتخاب لجنة مصغّرة لوضع برنامج عمل لهذا الإطار ضمّت: د. محمد صفوري، معين أبو عبيد، يوسف صبح، زياد شليوط والدّكتور نزار حمادي.
ومن أجل المصداقيّة والّشفافية، وفي هذا المقام أسمح لنفسي القول أن المشهد الثقافي، التّربوي، والفني في مدينة شفاعمرو يعاني وشبه معدوم ولا يحظى بدعم من الجهات المخولة، وفي مقدمتها المؤسّسة الكُبرى.
كذلك هو الأمر على المستوى العام، وعذرًا لو وصفته بالمسرحية الهزلية التي تعيد مشاهدها ومللنا الخطابي الذّاتي، وعليه لاقت هذه الفكرة الإبداعية التّشجيع والدّعم والارتياح منقطع النظير إيمانا بأنها ستكون بمثابة مساحة وزاوية لأيقاظ الحركة الثّقافية من سبات نومها المؤسف.
من على هذا المنبر أقول:
ليست الثقافة أن نقول شيئا جميلا ومُنمقًا، إنّما أن تكون أنت النّور الذي يجعل غيرك يهتدي بخير ما تملك، وإن لم يكن العمل الأدبي معالجا لواقعنا، فلا يمكنه أن ينجح في تحقيق الأهداف المنشودة.
[email protected]