عيد الأضحى المبارك العيد الكبير" كما يُعرف هو مناسبة دينية واجتماعية عظيمة ورمزا للتضحية ولطاعة والتكافل الاجتماعي له مكانة وقدسية مميزة
على مر العصور، حافظ العيد على جوهره العميق، واجواء يغلب عليها التعاون والمحبة والفرح الحقيقي وكان الأطفال يفرحون بملابسهم الجديدة ويزور الناس بعضهم دون تكلف وتنشر مظاهر المحبة والألفة وكانت الشعائر تمارس بروح خاشعة يعمها الدعاء والنية الصافية لكن المظاهر المحيطة به شهدت تغيرات جذرية سلبيا
اللامبالاة بالمظاهر
في الماضي، كانت المظاهر الاحتفالية بالعيد أبسط وأكثر تركيزًا على الجوهر الروحي والاجتماعي. كان الفرح ينبع من الاجتماع وتبادل الزيارات وتناول الطعام معًا، دون تكلف أو مبالغة. كانت العائلات تحرص على شراء الأضحية وإعداد الأطعمة التقليدية وتوزيعها، وكانت الزيارات تقتصر على الأقارب والجيران.
أما في الحاضر، ومع انتشار ثقافة الاستهلاك والمظاهر، أصبح هناك في بعض الأحيان لامبالاة بالجوهر وتركيز مبالغ فيه على المظاهر الخارجية. قد يتجلى ذلك في:
لإفراط في الإنفاق: قد يميل البعض إلى التنافس في شراء أغلى الملابس والهدايا والمفاخرة بالمأكولات والاحتفال في أماكن باهظة الثمن، والسفر الى خارج البلاد مما يحول العيد من مناسبة روحية واجتماعية إلى عرض للمكانة المادية.
التصوير والتباهي: أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة التركيز على التقاط الصور ومشاركة تغيير العادات: قد تقلل بعض العائلات من الزيارات الحقيقية، مكتفين بالتهنئة عبر الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضعف الترابط الاجتماعي الذي يميز العيد.
الانشغال بالشكل: قد يركز البعض على تنظيم احتفالات ضخمة ومبهرة، دون الالتفات الكافي للمقاصد الدينية والاجتماعية للعيد مثل التصدق على الفقراء أو صلة الأرحام بعمق.
إن التحدي اليوم يكمن في الحفاظ على الأصالة والجوهر الحقيقي لعيد الأضحى مع الاستفادة من الإيجابيات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة. ينبغي أن يظل العيد مناسبة للتعبد، التراحم، وتقوية الروابط الإنسانية، بعيدًا عن أي مبالغة في المظاهر التي قد تفقده معناه السامي
رغم ما تقدم يبقى العيد فرصة لتجديد الايمان وقيمة العطاء والتضحية وتطهير النفس وتقوية الروابط الانسانية
علينا العمل على إعادة احياء القيم الأصلية لهذه المناسبة العزيزة ونقلها للأجيال القادمة بروحه الحقيقية لا بالمظاهر والشعارات كي لا يفقد معناه السامي
أتمنى للمحتفلين فرحة تملأ القلوب وسكينة تغمر القلوب والأرواح وللبشرية جمعاء ان يكون هذا العيد مصدر الهام لنا نتجاوز خلافاتنا والعمل بنوايا صادقة من اجل مستقبل يسوده الأمن والتعايش السلمي ومحاربة ظواهر العنف والتعصب والخطاب الطائفي
[email protected]