لا شك أن الأمسيات الثقافية تعتبر إحدى أهم أعمدة الجانب الثقافي والتربوي، وتساهم في ربط الجسور والتواصل وإثراء الحركة الثقافية والفكرية.
وأدب الأطفال، تحديدًا، يعمل على تطوير قدرات ومهارات الطّفل، يعزّز من تفاعله الاجتماعي، يوسّع خيالهم ومداركهم، يهذب وجدانهم ويحسن من أدائهم ويزودهم بمعلومات في العديد من مجالات ومرافق الحياة الشّائكة والمركبة.
وسط أجواء ثقافية تربويّة في أحضان حديقة ساحرة، حيث لبست الطبيعة ثوبًا من الورود المتناثرة التي تنشر في الأرجاء عطرًا، تبعث الهدوء والاسترخاء، أقام الصالون الأدبي لمنتدى عكاظ أمسية أدبية مميزة حول أدب الأطفال، بمشاركة نخبة من الشعراء، الكُتاب والفنانين لتقول بصوت عال؛ نعم، بالأدب والثقافة ترتقي القمم وتعلو الهمم.
كان هذا المشهد في حديقة منزل الزّميل الشّاعر ناظم حسون في شفاعمرو، بلد التآخي والثقافة.
كانت الاستهلالية للشاعر المعروف د. عنان جابر الذي استهلها بكلمة ترحيب قصيرة معبرة ومؤثرة بنخبة الشعراء الكتاب والفنانين.
الكاتبة الرّاقية المعروفة المحاورة، حوا بطواش، تطرّقت في حديثها لتعريف أدب الأطفال، مشيرة إلى أن هذا النّوع من الأدب يخاطب عقلية الطفل ومراحل نموه، ثم طرحت أسئلة موضوعية تتعلق بموضع هذا النوع من الأدب.
الكاتبة الشفاعمرية، عايدة خطيب التي بدأت تكتب منذ نعومة أظفارها، ولها عشرات الإصدارات من القصص والكتب الشعرية، والحاصلة على جائزة الإبداع من وزارة الثقافة تحدّثت عن إصدارها الأخير" أرفض أن أكون معاقا"، هذا الإصدار من ضمن قصص علاجية للكاتبة، منه الرسمة النافعة التي عالجت من خلالها موضوع الإعاقة الجسدية، قصة انتصار سعاد من مرض السرطان وقصة عصفورة شمس تتحدث عن الفقدان والموت مشيرة إلى ضرورة عودة كاتب الأطفال، الرجوع إلى متخصصين وإخصائيين في مجال العلاج النفسي عندما يكتب قصة علاجية، إذ يتوجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بكل دقة، حذر، ودراسة عميقة وموضوعية لتعزيز قيم تربوية في تقويم سلوك الطفل ودعمه، وعدم الاستهانة بطفل اليوم، فلا نكتب له قصّة مباشرة مليئة بالعظة المباشرة، وعلى الكاتب أن يحترم الطفل.
د روز اليوسف، أكدت أن للقصة دورًا إيجابيًّا وتأثيرًا على الطفل؛ تعمل على تحسين وتعزيز مهارات وقدرات الاستمتاع، المحادثة والقراءة، تطور تفكيره عقله والشعور بالراحة والطمأنينة وتزيد من قوّته في التعبير والكتابة.
كاتبنا الغني عن التعريف، ابن كفر مندا سهيل عيساوي، وله ما يزيد عن 25 إصدارًا من الشعر والنثر والتاريخ وأدب الأطفال، أكّد انّ القصص تساعد كثيرا على تقوية الخيال عند الأطفال وشخصية الطفل، وتحرره من عُقد نفسية وتساهم بدفعهم لحب الكتابة والقراءة ودمجهم في الحياة الاجتماعية والثقافية.
تخلّلت الأمسية فقرات فنية أطربت الحاضرين، إذ داعب الفنان عماد فرو أوتار العود بأنامله السّاحرة وشارك كل من:
الشاعر المعروف نجيب سعيع والفنان موسى إبراهيم.
في هذا المقام،أدعو إلى دعم الحركة الثقافية والتربوية كونها تمثل الرصيد الموروث التاريخي والحضاري للشعوب، بدونه لا ترتقي ما لم تتقدم في الفكر الثقافة والإبداع.
[email protected]