يعقد العالم الرئيسي، آفي حسون، زيارة إلى تايوان هذه الأيّام للتوقيع على اتفاقية تعاون في مجال البحث والتطوير بين البلدين. وستشكل هذه الاتفاقية دفعة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين اسرائيل وتايوان. ويذكر أنّ الجهات المسؤولة عن تطبيق الاتفاقية في المستقبل ستكون مكتب العالم الرئيسي في وزارة الاقتصاد الاسرائيلية عبر المركز الاسرائيلي للبحث والتطوير الصناعي وقسم التكنولوجيا الصناعيّة في وزارة الإقتصاد التايوانيّة.
ويشار إلى أنّه بعد توقيع الاتفاقية وإقرارها سيتم نشر اعلان للشركات الاسرائيلية والتايوانية من أجل أن تقدم معاً عروضها لمشاريع في مجال البحث والتطويرالصناعي ليتم تبنيها ودعمها مادياً من كلا الطرفين التايواني والاسرائيلي.
الاتفاقية التي سيتم توقيعها في العشرين من نيسان، ستشكل أساساً للتعاون في البحث والتطوير الصناعي بين اسرائيل وتايوان، علماً أنّ اسرائيل قامت في السنوات الاخيرة بتوقيع العديد من الاتفاقيات المشابهة. ففي الفترة الاخيرة فقط تم توقيع اتفاقيات مع دول هامة مثل اليابان والمكسيك. ومع ان الحديث يدور عن اتفاقية روتينية بالنسبة لاسرائيل، إلا أنه بالنسبة لتايوان تعتبر هذه الاتفاقية انطلاقة هامة وهي الأولى من نوعها.
ومع أن حكومة تايوان تستثمر الكثير من الموارد في مجال البحث والتطوير وكانت قد دعمت ومولت في السابق ابحاثاً في إطار التبادل الأكاديمي إلا أنه لم يكن هناك دعم حكومي لتعاون الشركات التايوانية الخاصة مع الشركات الأجنبية. ولذلك استثمرت الهيئة الاقتصادية في تايوان، بالتعاون مع ممثلية وزارة الخارجية ومكتب العالم الرئيسي الكثير من الوقت في المفاوضات والزيارات واللقاءات، إلى أن آتت هذه الجهود أخيراً بثمارها وقررت تايوان توقيع الاتفاقية.
تايوان الآن في خضم منافسة متعاظمة مع جاراتها الاسيوية: اليابان، كوريا الجنوبية والصين، والطريقة الوحيدة لبقائها في المنافسة هو عبر دعم التجديد. ولذلك بدأت تايوان بزيادة الموارد المخصصة لموضوع البحث والتطوير، ولكن هذه العملية تستغرق الكثير من الوقت ولا شك بأن التعاون مع اسرائيل يمكنه الانتقال بالتقنيات التايوانية خطوات نحو الأمام.
يذكر أنّ تايوان واسرائيل لا تتنافسان اقتصادياً فيما بينها، ولكنها تكملان بعضهما بعضاً. فاقتصاد تايوان موجه تجارياً وهي قوة عالمية في مجال الهندسة والانتاج عالي الجودة، واسرائيل هي رائدة عالمياً في مجال التطوير. لذلك فان امكانيات التعاون في البحث والتطوير الصناعي بينهما متعددة ومتنوعة.
الملحق التجاري لوزارة الاقتصاد في تايوان، دورون حمو قال: "في السنوات الاخيرة نرى اهتماماً متزايداً من طرف الشركات التايوانية بما يحدث في اسرائيل. تايوان تدرك اليوم ما لم يكن واضحاً قبل 4 سنوات، أن لاسرائيل الكثير مما تقدمه في مجال التطوير والهايتك، وبأن كلا البلدين لديه ما يستفيده من الآخر ودليل على ذلك ما نلحظه في الأشهر الأخيرة من زيارات متكررة لشركات كبيرة تايوانية إلى اسرائيل ونتوقع الاستمرار في زيادة التعاون والزيارات من قبل الصناعات التايوانية". أضاف حمو أيضاً بأن "هذه اتفاقية مهمة جداً لكلا الدولتين وأنا متأكد بأننا سنشهد قريباً جداً مشاريع بحث وتطوير مشتركة ستساعد في زيادة حجم التجارة بين الجانبين".
من الجدير بالذكر أنّ الصناعات الرائدة في تايوان اليوم هي الصناعات التقنية المتقدمة، وهنالك عدد من الشركات التايوانية رائدة في مجالها في العالم، من بينها: فوكسكون- المصنّعة الأكبر في العالم للقطع الالكترونية وإحدى الشركات الرئيسية التي تزود القطع لشركات آبل وHTC المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، TSMC- مصنّعة الرقائق الالكترونية الأكبر في العالم، ASUS و ACER مصنعة الحواسيب، والحواسيب اللوحية والهواتف الخلوية. كما تستحوذ تايوان على قسم كبير من سوق الصناعة العالمي للمكونات الالكترونية: حوالي ربع شاشات LCD وحوالي 90٪ من الحواسيب النقالة.
الشركات التايوانية هذه وشركات أخرى تدمج ابتكارات تقنية اسرائيلية في منتجاتها، ومن المتوقع ان تتزايد هذه الظاهرة بشكل ملحوظ. التجارة بين اسرائيل وتايوان تعتبر ضعيفة نسبياً وتصل إلى 1.3 مليار دولار رغم الامكانيات المتعددة للتعاون. ومن المتوقع بعد التوقيع على الاتفاقية أن تتعزز العلاقات التجارية بين البلدين وتزدهر.
[email protected]