شَبحُ الموتِ ما زالَ يُلاحقُني
في أحلامِ مَنامِي
وخَفيرُ المقَابرِ ... يُذَكِّرُني
وَصوتُ أشباحِ اللَّيلِ المتَراقِصَةِ يُـنَـبِّهُني...
نَعمْ، لقدْ أَحْبَبتُكِ يَا مَلاكي بالحَياةِ
وسَأَبْقَى أُحِبُّكِ بِالموْتِ
فَأعدُكِ أنَّ رُوحي سَتظلُّ قريبةً منكِ ومعكِ
فرَجائي ...
أَلَّا تَسْكُبي دمعةً مِنْ مَرارةِ الحُزنِ عَلى جَسَدي
لأنَّها تَمنعُ أَزْهارَ الرَّبيعِ من امْتِصَاصِ عَناصرِهِ
والرَّبيعُ عندي كبؤبؤ عَيني
وأَنتِ أغلى ما عندي
لا ولا تَذرفي دُموعَ اليأسِ السَّخيَّةَ
لأنَّها تُنبِتُ شَوكًا على قَبري
تتسَلَّلُ إِلى أَعْمَاقي
فلا أَسْتطعُ أَن أُقَبِّلَ وَجْنتَيْكِ عِندَما تُجَاورينَني
لا ولا تَرسمي تَنهدات الأَسى
سَطرًا على جَبيني
لأَنَّ النَّسيمَ
يَمرُّ بِوَقاحةٍ ويَقرأ سِرَّنا
الّذي طالما تَعاهدْنا أنْ يَبقَى عَهْدًا بَيْنَنا.
مَلاكي...
أَدرِي أَنَّ كلامي جَرَحكِ
وَأَعْلمُ أَنَّ عَيْنيكِ اللَّتينِ كَانتا تَريانِ جَمالَ الرَّبيعِ
لم تعدْ تَحنُّ للرَّبيعِ
وَلم تَنْظُرا إِليهِ كالرَّبيعِ
كالصَّفحةِ البَيضَاءِ
كَمِرآةٍ تَنعكسُ عَلى صَفْحتِها الأَشْياءُ
كابْتسامةِ طِفْلٍ
لا كبُقْعةٍ سَودَاءَ
لا ولا تُبقي تَنهّداتِ الأَسى في أَعْماقِ صَدْرِكِ
والغَصَّاتِ الأَليمةَ في قَلبِكِ.
حبيبتي...
تَأَمَّليني! حَدِّقِي بِوَجْهي
ارْتَوي مِنِّي
لا مَجَالَ لِلْكَلامِ
حَانَ الوَقْتُ لِأَقُولَ لَكِ وَدَاعًا
امْسَحِي دُمُوعَكِ السَّخِيَّةَ
ودَعِيني أَسْتَريحُ
[email protected]