لا شك أن القلق من موضوع القبول في العمل، أو عدمه، من الأمور التي تهم كل مرشح للعمل أو للوظيفة لذا، يتوجب على كل متقدم أن يُعِدَ نفسه جيدًا ويتحضر ليوم المقابلة. فالانخراط في العمل والاستمرار به يعني أن الانسان يعيش حياة طبيعية ويمارس دوره كفرد من أفراد المجتمع السليم لجهة الانتاج والاسهام في تطور وتحضر المجتمع الذي يعيشه فيه.
وفي هذا السياق حدثنا السيد حسام أبو مخ- مدير مراكز ريان الشمال بإدارة الفنار: " لا بد لنا أن نتحدث عن قدرة سوق العمل على التأقلم والتكيّف مع العصر الحديث وما شهده من ثورة تكنلوجية وظروف حياتية جديدة الزمته بضرورة التكيّف والتأقلم مع المستجدات. وقد ساهمت التكنولوجيا في احداث تغيرات مهمة تجلت كثيرًا في فترة كورونا حيث أن التكنلوجيا ساهمت الى حد كبير في استمرار الحياة العملية بشكل شبه طبيعي حيث مارس الكثير من الموظفين أعمالهم عبر اجهزة الحواسيب والهواتف دون الحاجة للوصول الى أماكن عملهم أو الى مكاتبهم. ومن اللافت جدًا أن بعض المجالات شهدت تغيرات أكثر من غيرها، ففي الوقت الذي القت فيه التكنولوجيا بظلالها على مجالات عدة كالهايتك مثلا، حيث استطاع العاملون في هذا القطاع مزاولة أعملهم عن بعد، في البيوت أو في مكاتب قريبة على بيوتهم، اضافة الى أن العديد من الجلسات والأعمال التي كانت تتطلب نقاشا وتنسيقا بين أطراف العمل المعنية، تتم الآن عبر التطبيقات الحديثة كالزوم وما شابه. هذا وغابت هذه التغيرات عن عدة قطاعات أخرى سيما تلك التي تتطلب لقاءات وُجاهية مع الزبائن أو تلك التي تحتاج الى حضور فعلي للأشخاص مثل قطاع البناء والصناعة وما شابه ذلك. هذه التغيرات الهامة ساعدت أيضا سكان الأرياف والضواحي من الانخراط أكثر في سوق العمل. وفي هذا السياق، تنشط مراكز ريان في المجتمع العربي وتبذل قصارى جهادها من أجل إعداد وتجهيز المرشحين للقبول للعمل في المصالح والشركات التجارية الكبرى والمتوسطة ذلك فضلًا عن منح اولئك المرشحين المهارات المطلوبة والمعلومات الحيوية والضرورية بغية الاستمرار في العمل.
وفي ذات السياق شاركت السيدة ميرا خرباوي هنو- مديرة الموارد البشرية في شركة الفنار: " لا بدل لنا من الحديث عن حقائق مسحية واستطلاعية اشارت الى أن ما يقارب من الـ %75 من العمال والموظفين المُستطلعين لا يعرفون معنى تلك البنود ولا كيفية احتسابها، وأن ما يهمهم بالدرجة الاولى هو " النيتو " أي صافي الأرباح التي تحوّل الى البنك، علما أن الموضوع، مع أهميته، ليس هو الوحيد المهم في العمل، بل هناك أمور أخرى غاية في الاهمية كصناديق التوفير والتقاعد والاجازات السنوية والمرضية والولادة والساعات الاضافية الخ. وفي هذا السياق ايضًا، نجد ضرورة الى الاشارة الى الأنشطة والأدوار الريادية التي تقوم بها مراكز ريان في تحضير المرشح لناحية حقوقه ومستحقاته، وتسعى تلك المراكز الى اعداد وتجهيز المرشحين عبر بناء برنامج مهني لكل مرشح ومرشح وبما يتوافق مع كفاءاته وشهاداته وخبرته.
وتجدر الاشارة الى موضوع التشبيك وأهميته في أي منظومة عمل، فخبراء الادارة ينظرون نظرة إيجابية الى قيام موظف ما يعمل في احدى الشركات بالتوصية على شخص آخر ويزكيه للعمل معه، اضافة الى اهمية موضوع التعاون والتنسيق بين جميع كيانات منظومة العمل.
وفي السياق الحقوقي شاركت السيدة منال خزان- محامية والمحررة الرئيسية لموقع كل الحق باللغة العربية: "لا بد من التأكيد على حقيقة مفادها أن المعرفة تعني القوة والمعرفة مبنيّة على المعلومات، والأخيرة في هذا العصر متاحة ومتوفرة وبشكل مجاني، فعلى المرشحين للعمل معاينة كل المواد المتعلقة بحقوق العمل من ناحية الراتب المستحق والملائم لكل وظيفة ووظيفة وكل قطاع وقطاع، ساعات العمل وأيامه، الساعات الاضافية والاجازات بأنواعها، سنوية، مرضية وولادة، وصناديق التوفير والتقاعد وحقوق التمثيل النقابي الخ. ولا شك أن موضوع الحقوق لا يقتصر فقط على الحقوق الاقتصادية وانما هنالك حقوق اجتماعية على المرشح للعمل أن يكون على دراية بها كظروف العمل والاستراحة وتوفير أدوات العمل وأدوات السلامة العامة".
[email protected]