شهدت اسرائيل ليلة دراماتيكية بعد خمسة أيام من أعمال البحث الواسعة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية بأذرعتها المختلفة في مختلف أنحاء البلاد ومنطقة مرج ابن عامر و الناصرة خصوصًا، وعليه أعلنت إسرائيل رسميًا عن القاء القبض على 4 من الأسرى الهاربين من سجن الجلبوع، فيما تستمر أعمال بحث واسعة عن الأسيرين الأخيرين.
وكانت قد القت شرطة اسرائيل في ساعة متأخرة من مساء الجمعة القبض على اثنين من الأسرى الفارين من سجن جلبوع بالقرب من جبل القفزة في الناصرة وهما الأسيران محمود عارضة ويعقوب قادري. وبعد ساعات وتحديدًا قرابة الساعة الخامسة من فجر السبت أعلن عن اعتقال الأسير زكريا الزبيدي والأسير محمد العارضة قرب بلدة الشبلي في منطقة الجليل الأسفل.
الاسير محمود عارضة
الاسير يعقوب قادري
الاسير زكريا زبيدي
الاسير محمد قاسم عارضة
وبحسب تقارير عبرية فإنّ" إلقاء القبض على الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري جاء في أعقاب معلومات استخبارية وبلاغ من مواطن حول وجودهما في منطقة الناصرة"، بحسب الإدعاء. فيما ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنّه :"تم اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة من قبل ثلاثة من وحدة "مرعول" لتعقب الأشخاص بناءً على تحليل ميداني بينهم قائد الوحدة، وتمكن الثلاثة من تحديد مكان الأسيرين إذ وجدا عارضة نائما أسفل شاحنة وكان الزبيدي يسير حوله مرهقًا، وعلى الفور اتصلوا بقوات اليمام الخاصة التي قامت باعتقالهم".
بينما تستمر القوات الإسرائيلية من الشرطة والشاباك والوحدات الخاصّة وغيرها بأعمال بحث واسعة عن الأسيرين الأخيرين من بين الأسرى الستة وهما أيهم كممجي ومناضل انفيعات.
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم شرطة اسرائيل للاعلام العربي: " خلال الليلة، القت قوات خاصة من اليمام وجهاز الامن العام الشاباك، القبض على سجينين فارين آخرين في قرية أم الغنم مختبئين في مصف للشاحنات وذلك بعد نشاط مكثف لشرطة لواء الشمال ومحاربي حرس الحدود وجيش الدفاع الإسرائيلي ووحدات خاصة الى جانب جهاز الأمن العام الشاباك وسلطة السجون، التي عملت بتعاون وشراكة على مدار الساعة منذ ليلة رأس السنة العبرية الجديدة وحتى الآن. عملت جميع القوات بكثافة عالية، وأجرت أنشطة مسح وتفتيش في مناطق مفتوحة وجمعت كل معلومة حتى تم التمكن من الوصول إلى موقع الهاربين زكريا زبيدي ومحمود العارضة . ويستمر البحث عن هاربين آخرين. حتى الآن، تم إلقاء القبض على أربعة من السجناء الهاربين: زكريا زبيدي ، ومحمود العارضة ، ومحمد العارضة ، ويعقوب قادري". إلى هنا نص بيان الشرطة.
وفي بيان لاحق صدر فجر السبت جاء أنّه:"القت قوات خاصة من اليمام وجهاز الامن العام الشاباك القبض على سجينين فارين آخرين في قرية أم الغنم مختبئين في مصف للشاحنات وذلك بعد نشاط مكثف لشرطة لواء الشمال ومحاربي حرس الحدود وجيش الدفاع الإسرائيلي ووحدات خاصة الى جانب جهاز الأمن العام الشاباك وسلطة السجون التي عملت بتعاون وشراكة على مدار الساعة منذ ليلة رأس السنة العبرية الجديدة وحتى الآن. عملت جميع القوات بكثافة عالية، وأجرت أنشطة مسح وتفتيش في مناطق مفتوحة وجمعت كل معلومة حتى تم التمكن من الوصول إلى موقع الهاربين زكريا زبيدي ومحمود العارضة.".
واختتمت الشرطة بيانها بأنّه:"يستمر البحث عن هاربين آخرين. حتى الآن, تم إلقاء القبض على أربعة من السجناء الهاربين: زكريا زبيدي ، ومحمود العارضة ، ومحمد العارضة ، ويعقوب قادري.".
"الجهاد الإسلامي": المساس بحياة الأسيرين أو محاولة الانتقام منهما ستكون بمثابة إعلان حرب
وذكرت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، تعقيبا على اعتقال الأسيرين، أنه "من جديد يحاول العدو أن يعيد لجيشه بعضا من الصورة التي سقطت بفعل الضربات التي تلقاها على أيدي المجاهدين والثوار الأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني. إننا نحمل العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن حياة الأسيرين البطلين اللذين تم اعتقالهما مساء اليوم في الناصرة، ونؤكد أن المساس بحياتهما أو محاولة الانتقام منهما ستكون بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني كله، ما يستدعي رد المقاومة بمعركة لن يتردد فيها المجاهدون والمقاتلون عن القيام بكل ما عليهم من واجبات".
وأضاف بيان الحركة "إننا نوجه التحية لكل أسرانا الأبطال ونعاهد الله تعالى أن نواصل العمل من أجل حريتهم مهما كلّف ذلك من ثمن. إن ما صنعه أبطال كتيبة الحرية لن يمحوه اعتقال اثنين من مجاهدينا الابطال، فما زال الصراع مفتوحا وطويلا وممتدا، وسيبقى العدو تحت تأثير الصدمة وما سيتلوها من صدمات بفعل على أيدي المقاومين والأحرار".
وخلال الأيام الماضية، داهمت قوات الأمن الإسرائيلية قرى الناعورة وطمرة الزعبية وإكسال وسولم والمقيبلة في مرج ابن عامر، ومدينة أم الفحم وقرية زلفة المحاذية لها.
ومما يذكر أن الأسرى الأربعة تمكنوا برفقة الأسرين مناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كممجي، من الفرار من سجن "الجلبوع" شديد التحصين بالقرب من بيسان، وذلك بعد حفر نفق من زنزانتهم استغرق مدة عام، ليمتد بطول 25 مترا نحو خارج أسوار السجن وعلى بعد أمتار من أحد أبراج المراقبة.
وحملت هيئة الأسرى الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وشددت على أن "المساس بهما مساس بالشعب الفلسطيني بأكمله".
[email protected]