نعم، بكلّ فخر واعتزاز يخطّ قلمي هذا التقرير عن مسيرة شخصيّة عملت ووصلت واعتلت القمّة. ربما لا يروق هذا الكلام لجهة أو طرف ما، وقد لا يواصل البعض متابعة قراءته، وقد تدور في مخيّلته ....?!
باعتقادي أنّ على كلّ إنسان، مهما كان انتماؤه واعتقاده، أن يتحلّى بالصفات الإنسانيّة، وأن يكون واقعيًّا ومنصفًا، يدعم ويبارك كلّ نجاح في أيّ مجال، بغضّ النظر عن هويّة الشخص، وتحديدا إذا كان كاتبا، فعليه أن يقول كلمته بكلّ مصداقيّة وشفافيّة طالما كان صريحا وواقعيًّا. وعليه لا يختلف عاقلان أنّ أيّ مخلوق، مهما كانت طاقاته وقدراته، لن يعتلي صهوة الصدارة والتقدّم والوصول إلى أعلى المراتب دون أن يمرّ بالكثير من المحطّات المقلقة والشائكة، ودون أن يمكث فيها مطوّلا، ولا عيب في ذلك!
لكنّ المعادلة تختلف كليًّا مع الجنرال غسان نايف عليان، ابن بلدي وطائفتي المعروفيّة، الذي رسم مستقبله بلوحة فنّيّة ساحرة يحدوها الأمل، رسمها بقلبه وفكره واضعا نصب عينيه الوصول إلى تحقيقها وبدافع الإرادة والعزيمة وإيمانه بأن لا مستحيل هناك، لم يمكث كغيره في مثل هذه المحطّات طويلًا ليحطّم كلّ التوقّعات ويفاجئ الجميع بإنهاء لوحته على أحسن وأفضل وجه، ومن ثمّ لتلاقي الإعجاب والثناء وتدخل التاريخ.
يوم الأحد من هذا الأسبوع كان يوما مميّزا، إنّه يوم تاريخيّ إذ تمّ بحضور وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس الأركان كوخابي، وعدد من كبار الضباط في جيش الدفاع، وأهل المحتفى به في معسكر هكريا في تل أبيب؛ منح الضابط غسان نايف عليان، ابن شفاعمرو درجة جنرال وهي أعلى درجة بعد قائد الأركان، وهو حاليًّا الوحيد الذي يحمل هذه الدرجة من أبناء الطائفة الدرزيّة،لا يشمل الاحتياط مع العلم أنّ عدد الحاصلين على هذه الدرجة في صفوف جيش الدفاع لا يتجاوز العشرات.
وفي كلمته خلال الاحتفال قال وزير الدفاع: أقف اليوم، وأنا فخور، بمنح المحارب غسان عليان الشجاع والجريء، صاحب القيم والأخلاق العالية، رتبة جنرال ولا شك أنّ ضمّه إلى صفوف قيادة جيش الدفاع بمثابة دعم وقوّة؛ لأنّ استراتيجيّته اثبتت قدراته ومهنيّته وتفانيه، وهذا بفضل التجربة التي اكتسبها خلال سنوات خدمته وتولّيه وظائف ومناصب قياديّة مركزيّة مشيرا إلى أنّ هذا الحدث الهامّ يحمل قصّة دولة إسرائيل وعائلة عريقة لها دور في بناء الدولة ودعمها.
أمّا المحتفى به الجنرال غسان عليان فقال في سياق كلمته المؤثّرة بمشاعر ممزوجة بالافتخار والانتماء: أقف وأنا أمنح رتبة جنرال وعيناي تتّجهان نحو والدي، مربّي الأجيال "الذي غصّ بالبكاء " وإلى أمّي المثاليّة اللذين غرسا في قلبي أسمى القيم والأخلاق والاحترام والتواضع والمحافظة على ما ورثته من جدّي المرحوم قاضي المحكمة الدينية الدرزية، الشيخ حسين عليان، الذي كان من الداعمين في تأسيس الدولة والتوقيع على حلف الدمّ بين الطائفة الدرزية ودولة إسرائيل.
أؤكّد مجدّدا استمراري كجندي في جيش الدفاع وأداء واجباتي الشخصية على أفضل وجه، هكذا سيكون مسلكي.
وفيما يتعلّق باستلامي منصب منسّق لأعمال الحكومة الإسرائيليّة في الضفّة والقطاع سأقوم بأداء عملي بكلّ مهنيّة، وأعمل بالتنسيق مع القيادة الفلسطينيّة لما فيه مصلحة المواطن في نطاق ومراعاة المصلحة المشتركة
وفي هذا المقام تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الدفاع شكر الجنرال كميل أبو ركن على خدمته الطويلة والحافلة في جيش الدفاع ومواجهته التحدّيات والعقبات.
لغسّان ثلاثة أخوة يعتبرون من خيرة شباب الطائفة الدرزية الذين حقّقوا نجاحات منقطعة النظير ولهم دورهم ومكانتهم وقد كسبوا ثقة ومحبّة أفراد المجتمع كافة.
بسام شغل منصب قائد كتيبة "روتم " بلواءء جبعاتي برتبة عقيد
مجيد ضابط متقاعد برتبة رائد ويعمل في الأعمال الحرّة
المحامي إحسان يعمل مديرًا لقسم في بلديّة شفاعمرو
لكم منّي صدق مشاعري وإلى المزيد من العطاء المتدفّق
مع خالص تقديري واحترامي
معين أبو عبيد – شفاعمرو 16/3/21
[email protected]