لماذا نعمد الأطفال وهم لم يؤمنوا بعد؟ ان الأطفال لا يدركون قيمة المعمودية، ولا معنى الايمان، فكيف يسمح لهم ان يعتمدوا؟
الإجابة:
نحن نعمد الطفل، لأنالمعمودية Baptism لازمة لخلاصه.
وذلك حسب قول السيد المسيح إلىنيقودمس: "الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت اله" (انجيل يوحنا5:3).
وكذلك ليصير عضوًا في الكنيسة ويستفيد من روحياتها.
يستفيد منالأسرار الكنسية، ويحضر إلىالكنيسة ، ويشترك فيقداساتها ، ويتناول.. لماذا نحرمه من كل هذا الجوالروحي وهذه الفوائد الروحية؟! ألأنه طفل؟ هوذا السيد المسيح يقول: "دعواالأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم؛ لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (انجيل متى14:19؛ 18: 5، متي 18: 10،مرقس10: 15و16، لوقا 18: 15ـ17). وقدسهم الله مثلما قيل في (ارميا1: 5) "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من البطن قدستك". وملأهم من الروح القدس كما كتب عن يوحنا المعمدان في انجيل لوقا(1: 15) "ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس".
فإن كانالسيد المسيح قد قبلهم، وقدسهم، وملأهم بروحه القدوس حتى وهم في بطون أمهاتهم! فمن يجرؤ أن يرفضهم ويرفض تعميدهم؟!
ولكن لعل المعترض يقول: ولكن الطفل لم يؤمن. والإيمان لازم للخلاص. فنقول:
الايمان شرط للكبار، الذين يحتاجون إلى اقتناع فكري. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
الكبار يحتاجون إلى كرازة، وإلى خدمة الكلمة، وإلى إقناع، لكي يقبلوا الإيمان. أما الأطفال فهم يؤمنون بكل ما نقوله لهم. لا يوجد في داخلهم ما يرفض هذا الأيمان. إنهم لم يصلوا إلى سن الشك والجدال بعد.
اما الكبار فيلزم اعلان ايمانهم قبل المعمودية. بل يلزم تعليمهم قواعد الإيمان، كما كانت تفعل الكنيسة في صفوفالموعوظين الذين يؤهلون للعماد.
ولكن الأطفال نعمدهم على إيمان والديهم.
وفي الكتاب المقدس نجد أمثلة عديدة لأطفال نالوا الخلاص على إيمان والديهم، ودخلوا في عضوية الكنيسة (جماعة المؤمنين) على إيمان الوالدين أيضًا. ونذكر من بين الأمثلة:
1- خلاص الأبكار بدم خروف الفصح.
وواضح جدًا أن الرمز في هذا الحادث التاريخي العظيم. فالفصح يرمز إلى السيد المسيح، حيث قال بولس الرسول: "فصحنا المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا" (رسالة كورنثوس الأولى7:5 – نص الكتاب المقدس كاملًا هنا بموقع الأنبا تكلا). ودم الفصح يرمز إلى دمالمسيحالذي به نلنا الخلاص. وقد قال الرب فيسفر الخروج "فأرى الدم وأعبر عنكم" (13:12).. وهنا نسأل:
الأطفال الذين خلصوا بدم الفصح. ماذا كان إيمانهم بالدم؟!
لا شيء طبعًا. ولكنهم خلصوا من المُهلِك بإيمان آبائهم الذين لطخوا الأبواب بالدم، مؤمنين بقول الرب، بأن هذا الدم سيخلص أطفالهم من الهلاك. وقد كان.. أكان يلزم أن نسأل كل طفل يخلص عن إيمانه بدم الفصح أولًا، وربما كان رضيعًا لا يعي..؟!
مثال آخر نذكره:
2- الأطفال الذين خلصوا بعبور البحر الأحمر من عبودية فرعون.
والرمز للخلاص واضح جدًا هنا. بل إن عبور البحر الأحمر اعتبره القديس بولس الرسول معمودية (1كورنثوس2:10).. كل هؤلاء الأطفال عبروا البحر غالبًا على أكتاف أمهاتهم وآبائهم، وهم لا يدرون شيئًا عما يحدث. أما آباؤهم فآمنوا بوعد الرب لموسى بالخلاص، وعبروا البحر في إيمان. وبإيمانهم خلص أطفالهم معهم.
مثال ثالث نذكره كذلك من جهة الأطفال وآبائهم:هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
3- الأطفال الذين كانوا يختنون في اليوم الثامن.
وكان الختان رمزًا للمعمودية. وبه كان يصبح الطفل عضوًا في شعب الله. وإن لم يُختَن يهلك.. فما كان الطفل يعي من كل هذا، أو بماذا كان يؤمن وهو في اليوم الثامن من عمره. أكنا لا بُدّ أن نسأله عن إيمانه بشريعة الختان كما أعطاها الرب لأبينا إبراهيم فيسفر التكوين(17). أم هو يختتن بإيمان والدية، ويصير له ذلك برًا، وينضم إلى شعب الله..
4- الأطفال الذين اعتمدوا ضمن أسرات بأسرها:
فقد قبل عن ليديا بائعة الأرجوان أنها اعتمدت "هي وأهل بيتها" (سفر أعمال الرسل15:16). ولم يستثن الأطفال. وقبل عن حافظ السجن الذي آمن على يد بولس و سيلا، إنه "اعتمد في الحال، هو والذين له أجمعون" (سفر الأعمال 33:16). ألم يكن هناك أي طفل في كل هؤلاء؟! وقيل نفس الكلام عنكريسبس رئيس المجمع في كورنثوس (أعمال الرسل 8:18). ويقول بولس الرسول إنه عمَّد بيت "استفانوس" (1كو16:1). ولم يستثن ما فيه من أطفال.
وعمومًا، لا توجد آية فيالكتاب تمنع معمودية الأطفال.
ومع ذلك فهم عندما يكبرون سيُختبَر إيمانهم. إن ثبتوا فيه استمروا. وإن لم يثبتوا لا ينتفعون، كأي كبير اعتمد وكان مؤمنًا ثم لم يثبت، ولا فارق.
[email protected]