25 نيسان واقعنا وكياننا
يتمتع، كما هو معروف، نبينا شعيب عليه السلام، بمكانة كبيرة وبالغة الأهمية عبر التاريخ تعجز كل الكلمات والعبارات مهما كانت عظمتها وصيغتها مؤثرة ومعبرة أن تصف مكانته، عظمته، وكرامته وخاصة صبغة اللون الأخضر الذي يميزه؛ كونه طعم الحياة والاستمرارية العطاء والتجدد، وهذا حال وضع محيطه المزهر ومناظره الخلابة التي تبهر البصر وتشرح القلوب حيث يشعر الزائر بالخشوع والإيمان والراحة النفسية والصلوات المستجابة.
هذه السنة، أكتب مقالتي السنوية عن هذه المناسبة العزيزة على قلوب أبناء الطائفة المعروفيّة، بيد مرتعشة وبغصات يعتصرها الألم ودمعة في العين؛ إذ تصادف مناسبة 25 نيسان التي أصبحت جزءًا من واقعنا وكياننا في ظل أوضاع محرجة مأساوية على الصعيد العالمي، وابتلائه بمحنة انتشار وباء الكورونا الذي شل الحياة بكافة مجالات مرافق وميادين الحياة، وأرغم العائلة المصغرة التي تشتّتت أن تجتمع معا على طاولة واحدة، وتعترف أن الحياة لا تساوي شيئًا، ولا فرق بين فقير وغني، كبير وصغير، وليعطينا فرصة لنقف على هذه المحطة مطولا ونحاسب ضميرنا ونرسخ الإيمان في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا، لكنّ هذا الوباء أبى، في هذه السنة، إلّا أن يشكّل حصنا منيعا وحاجزا ملموسا أمام رغبتنا الأكيدة النابعة من القلب والإيمان للمشاركة الفعلية بزيارة هذه البقعة المقدسة لرحاب المقام، وتحديدا العمائم البيضاء، رمز الطهارة والبركة لتأدية الفرائض الدينية وإقامة الصلوات والابتهالات والتضرع لله عز وجل أن يشمل أبناء البشر في كل بقعة من بقاع العالم بعطفه ورعايته.
بهذه المناسبة الغالية أدعو أبناء طائفتي للعمل على تهيئة أجواء التقارب والألفة وتوحيد الصفوف والحوار البناء الهادف للتوعية والإصلاح وكل ما يصب في مصلحة الطائفة، خدمتها، ورفعتها، بعيدا عن لغة التجريح والمصالح الشخصية الضيقة والهدامة.
ما أروع أن تلتقي الأعياد معا! وأنتهز هذه الفرصة متمنيا أعيادًا مباركة وحياة رغيدة لكافة المحتفلين من أبناء الطائفة الدرزية بعيد النبي شعيب عليه السلام، وإخواننا المسيحيّين بعيد الفصح المجيد، وأبناء الطائفة الإسلاميّة بحلول شهر رمضان المبارك، وللشعب اليهوديّ بعيد الفصح وعيد استقلال الدولة آملا أن تنقشع هذه السحابة السوداء وتعود الأوضاع والحياة إلى سابق عهدها لننعم بشروق فجر أفضل.
[email protected]