كشف تقرير إسرائيلي، نشر مساء اليوم، الأحد، أن السلطان العُماني الراحل، قابوس، توسط لعقد مفاوضات إسرائيلية - إيرانية سرية ومباشرة، بعد صعود الرئيس الإيراني، حسن روحاني لسدة الحكم، فيما لفت التقرير إلى جهاز الموساد تعامل بـ"إيجابية" مع المبادرة العمانية، في حين عبّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عن رفضه بشدة.
وذكر التقرير الإسرائيلي أن المبادرة العُمانية جاءت في أعقاب شروع إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، في مفاوضات سرية بوساطة عُمان مع الجانب الإيراني، في آذار/ مارس 2013 - المفاوضات التي أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي مع إيران في العام 2015.
ولفت التقرير إلى أن الاقتراح العُماني تم تقديمه للحكومة الإسرائيلية في تموز/ يوليو 2013، مع صعود الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سدة الحكم في إيران، خلفًا لمحمود أحمدي نجاد، حيث تم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 15 تموز/ يونيو 2013، علما بأن روحاني تسلم منصبه رسميًا بداية آب/ أغسطس من العام ذاته.
وأشار التقرير الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية، مساء اليوم، إلى أن رئيس الموساد السابق، تمير باردو، وعددا من المسؤولين البارزين في الموساد اعتقدوا أن المبادرة العُمانية جادة، وطالبوا بدراستها والتعامل معها بجدية، فيما عبّر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور، عن رفض المبادرة العُمانية بشدة.
وبعد مداولات ومشاورات أمنية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي كان قد باشر مذّاك بسياسة معادية وهجومية ضد إيران في جميع المحافل الدولية، قرر نتنياهو رفض المبادرة العُمانية. وجاء رفض نتنياهو، وفقًا للتقرير، منعًا لإضفاء الشرعية على المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الاتفاق النووي.
وبحسب التقرير فإن المبادرة العُمانية للمفاوضات المباشرة والسرية بين إيران وإسرائيل، التي ظلت سرية حتى الآن بين مجموعة صغيرة من رؤساء الأجهزة الأمنية، نقلت إلى مكتب رئيس الحكومة عبر رئيس الموساد حينها، باردو.
وذكر أن المبادرة العٌمانية جاءت في أوج التوتر في العلاقات بين إسرائيل وإيران، والتي كادت أن تتدهور إلى حرب عسكرية، وذلك في أعقاب الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2012، والذي هدد خلالها إيران، ليرد عليه الرئيس الإيراني في الجلسة ذاتها، ما أدى حينها إلى تصعيد في حدة التوتر في المنطقة.
وجاءت المبادرة بعد خمسة أشهر على بدء المفاوضات الأميركية الإيرانية السرية، بوساطة مسقط، والتي قادها مستشارو الرئيس أوباما، والتي تمت دون علم إسرائيل، وأفضت إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول 5 + 1 (أميركا، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا + ألمانيا)
وفي حديثه لمعد التقرير، ذكر عميدرور أنه أبلغ مستشارة أوباما للأمن القومي، سوزان رايس، أن إسرائيل كشفت هذه المحادثات، وعبّر لها عن غضب حكومته تجاه هذه الخطوة، وقال: "أخبرتها (رايس) أنه من السذاجة ومن الإهانة كذلك أنهم اعتقدوا أن باستطاعتهم (الأميركان) أن يفعلوا شيئًا من هذا القبيل (مفاوضات سرية مع إيران)، دون أن نعلم بذلك".
وأضاف عميدرور "لقد شعرت بخيبة أمل من حقيقة أن الأميركيين خدعونا إلى حد ما". وحول العلاقات الإسرائيلية العُمانية، شدد على أن "لإسرائيل والعمانيين علاقات طويلة جدًا. لم يولدوا اليوم ولا ليس بالأمس".
ونقل التقرير عن مسؤولين سابقين في إسرائيل، قولهم إن "العمانيين ظنوا أن صعود روحاني قد فتح نافذة من الفرص وأن المفاوضات الأميركية الإيرانية ستحقق نتائج أفضل إذا كانت هناك مفاوضات إيرانية إسرائيلية موازية".
ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، كانت الرسالة العمانية الموجهة إلى إسرائيل: "حتى لو لم يتم التوافق على أي شيء، فإن الحوار سيجلب التهدئة. والإصرار على رفض إجراء مباحثات مباشرة يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب بين الطرفين".
وبحسب التقرير، فإن المبادرة الإيرانية جاءت في فترة حساسة، بسبب موقف نتنياهو الأكثر عدوانية على الإطلاق تجاه إيران. وهو الموقف الذي دفعه (نتنياهو)، إلى إصدار تعليمات للموساد بعد توليه منصبه في عام 2009، بعدم إجراء أي اتصال بالإيرانيين - حتى لو كان الاتصال غير مباشر - دون إذن صريح منه. وأكد التقرير أنه "لا يتم توجيه مثل هذه التعليمات للموساد بخصوص أي بلد آخر في العالم".
ولم يتطرق التقرير الإسرائيلي إلى موقف السلطات الإيرانية حينها، من المقترح الذي قدمه السلطان قابوس.
[email protected]