عندما شعرت بألم شديد في واحات صدري النازف، دمعت عيوني وضاقت بي الحياة. أسرعت بإرسال صورتي الأخيرة لحفيدي أيهم الذي كتب لي وبسرعة جنونية، عبارة عفوية " أحبُّك سيدي"، فأعاد لي أنفاسي ودبّت فيها الحياة من جديد.
غيمة سوداء حالكة، مظلمة، مخيفة، تخيّم فوق رؤوسنا ومحيطنا، تحجب عنه شمس الحقّ ونور العدالة والقيم الأخلاقيّة. كيف لا ونحن بصريح العبارة في حرب مجنونة أنانية تعود أسبابها للطمع والحسد والغرور.
حرب دمّرت نفوسنا وعقولنا وقلوبنا بين الشقيق وشقيقه، الأب وابنه، الجار وجاره، وبين العائلات وفي الشارع والمحطات وللأسف حتى في أماكن العبادة وحفلات الأفراح والأتراح وطبقات المجتمع كافة. واستوطنت بلا رجعة في مشاعرنا الخبيثة الغدارة واخترقت حضارتنا وثقافتنا، عاداتنا وتقاليدنا ونمط حياتنا وهزت رفات أجدادنا. وذلت الكبير قبل الصغير، وأبكت بمرارة أمهاتنا وآباءنا وغذت ورعت وزرعت بذور الفرقة والعنف بكافة ظواهره.
على الصعيد الشخصي أقول في هذا المقام:
لا أعلم ما ينتظرني، لكن إيماني وثقتي بالباري تكفيني وتغنيني. ولا أقلق لأن لي ربًّا رحومًا ومنصفًا.
اللّهمَّ باسمك العظيم وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك أن تجعلنا من الصابرين وتهدينا جميعًا، وتصلح ذات بيننا وتغفر ذنوبنا وتطهر قلوبنا، اللّهمَّ آمين!
[email protected]