أيام معدوة تفصلنا عن يوم الانتخابات للكنيست الـ 22، وفي هذا الوقت علينا دعم ونصرة القائمة المشتركة. هذه القائمة التي تعكس أمانينا وآمالنا ومطالبنا ووحدتنا وتعكس إرادة شعبنا.
نعم، انها إرادة شعب.. مع أن البعض يتحفظ وهناك من يغالي الى حد السخرية من هذا الكلام.. والسؤال أليست هي إرادة شعب؟ اذن، لنعد الى عام 2015 يوم تأسيس القائمة المشتركة، حتى نتذكر ونذكر.
صحيح أن رفع نسبة الحسم كانت دافعا لقيام المشتركة، صحيح أن الأحزاب استشعرت خطرا على وجودها وعلى اختفاء التمثيل العربي فتنادت لتشكيل القائمة المشتركة. لكن صحيح أيضا أن الضغط الجماهيري بالأساس، ومطالبة الناس، وتوجيه الأسئلة المحرجة للنواب، وتهديد الجمهور للأحزاب بحجب الأصوات عنها اذا لم تتحد وتتفق معا، كانت تلك القابلة الحقيقية للقائمة المشتركة، لقد كانت تلك رغبة وإرادة شعب قبل أن يتم رفع نسبة الحسم، ولهذا نالت ثقة الناخبين وحصلت على غالبية الأصوات.
صحيح أنه حصل تقصير من المشتركة ونوابها، صحيح أن المشتركة لم ترتفع لمستوى التوقعات الكبيرة، صحيح أن الخلافات الداخلية طفت على السطح وغطت على أعمال أعضائها ومتابعتهم لقضايا الجماهير.
لكن المشتركة بقيت إرادة شعب، والاثبات أنه عندما انفصلت الى قائمتين خاضتا الانتخابات في نيسان الماضي، تراجعت قوة القائمة من 13 نائبا الى 10 نواب. تراجعت نسبة التصويت لأحزاب المشتركة من 10.6% الى 7.8%، وحصل تراجع في الأصوات من 446.583 صوتا الى 337.108 أصوات، رغم ازدياد عدد الناخبين. وتمت محاسبة الأحزاب على فك المشتركة.
واليوم تعود القائمة المشتركة، وبعدما استخلصت النتائج، لتعكس إرادة الشعب، الذي طالب وضغط وهدد، عادت المشتركة لتكون إرادة الشعب.
ولأنها إرادة شعب، يجب أن نخرج للتصويت لها يوم الثلاثاء القادم في 17 الشهر الجاري. لا يعقل أن نواصل معاقبة المشتركة وقد استجابات لنداءاتنا وارادتنا.
من الخطأ الجلوس في البيت أو الخروج الى النزهات دون التصويت. يمكنك الخروج والجلوس أينما تريد بعدما تدلي بصوتك وتؤثر.
كيف تقبل أو تقبلين أن يؤثر عنك أي شخص آخر، كيف تتنازل وتتنازلين بسهولة عن حقك وتجلس أو تجلسين لتتفرج/ي كيف يسلبونك حقك ويأخذون دورك.
عاقبناهم لأنهم انفصلوا، فلماذا لا نكافؤهم بعدما تجاوبوا مع مطلب الشعب؟ كفى للترف الفكري، كفى للتعقيبات والتعليقات عبر الفيسبوك وغيره من وسائل الاتصال.. قلنا ما قلناه، كتبنا ما كتبناه، عبرنا عن غضبنا، عن عدم رضانا، والآن حان وقت الالتزام، هذا هو وقت الوقوف الى جانب بعض، الى تلبية نداء الوحدة والتماسك، لنترك اللهو والعبث ولننطلق نحو تحقيق انجاز ونصر نعتز به يوم الثلاثاء القادم.
بدأوا حملتهم المشبوهة بمقولة، "ماذا فعل لكم أعضاء الكنيست العرب"؟ والمثير للسخرية حقا أن أعضاء كنيست من أحزاب صهيونية روجوا لهذه الفرية بشكل مقيت ومؤلم. بعدها انتقلوا الى مقولة أن النواب العرب ينشغلون بالقضية الفلسطينية أكثر مما ينشغلون بقضايا مجتمعهم. وهنا أتوجه لأولئك المتباكين علينا، ولمن يجب أن يسمع عندنا، ما دامت قلوبكم على العرب، تفضلوا الغوا قانون القومية العنصري، امنحوا السلطات المحلية الميزانيات المطلوبة، سنوا القوانين التفضيلية، امنحوا أبناءنا المساواة في الوظائف والمنح، قدموا لهم المخططات واسمحوا لهم بالبناء على أراضيهم، أوقفوا الاجرام والتجارة بالسلاح داخل بلداتهم وأحيائهم. من يمكنه أن يمنعكم عن ذلك، فأنتم الأغلبية ومفاتيح القرارات بأيديكم.
التصويت حق لك فلا تتنازل عنه. التصويت صوت لك اجعله سوطا في وجه من يهينك ويتجاهلك. التصويت واجب عليك من أجل مستقبل أبنائك، من أجل أخيك وجارك. في المشتركة نجد الديمقراطية والعروبة بل والإنسانية، هنا يلوح الأفق الجديد، هنا تنعكس الكرامة والمساواة، تتجلى الوحدة الشعبية، في المشتركة بكل مركباتها العقائدية، بكل التعددية القائمة على الاحترام. لذا فلنخرج كلنا للتصويت للمشتركة.
[email protected]