حقيقة عندما أسطر كلماتي وأتطرق من خلالها إلى زعزعة أوضاعك واستقرارك وانحرافك نحو الهاوية التي طالما كانت آمنة، أبية ومثالًا يحتذى به؛ أشعر بضيق وألم شديدين!
في دجى وحدتي، اتّخذت إحدى زوايا مكتبي، أتأمّل نجومك من نافذته المطلة على قلعتك الشامخة وأحدق فيها مطولًا، باحثًا عن أنوارك التي سافرت، على ما يبدو، بلا رجعة، فتظهر في أفقك خيوط ملونة تعيدني إلى ذكريات الماضي المشرف، لا أدع أهداب عيني تنسدل وأتساءل: هل أمواج الحياة الصاخبة لم تعد تجد لها مرسى؟ يا ترى ماذا حل بك؟ لقد تغيرت وتغيرت أحوالك، أفراحك، سماؤك، حاراتك، أجواؤك وابتسامة أهلك. ولم تعُدْ وجوه المارة في أحيائك مألوفة، تبتسم، كما كانت، لسمائك. شربوا من مياهك العذبة ثم لوّثوها ودنسوا أرضها، زعزعوا استقرارها ومحوا تاريخها وماضيها. فهذه المجموعة التي تعمل على تعكير صفو أجوائك وزعزعة استقرارك، لا تستطيع بإذن الله وبتصدِّي الخيرين والشرفاء الأحرار، محبي هذا البلد العريق أن تضع حدًا لهذه المشاهد المؤسفة والمقلقة.
أستحلفك بالله مدينتي أن تكوني أكبر وأكثر عنفًا من التسونامي في تصديك لمواجهة هذه الظاهرة، لنحافظ على تاريخك ولتبقى صورتك كما عهدناها أبية لا تنزف ولا تَبْكي ولا تُبْكي أطفالنا، وليظل سجلُّك ناصعًا، ورايتك مرفوعة لعل وعسى نحمي ونصون ما تبقى من أسرتنا الواحدة. ولتنقشع هذه الغيمة المتلبدة وتبدد دخانها الحالك ولنطلق معًا في أرجائك ومحيطك طيور التفاؤل لترفرف عاليًا فوق قلعتك.
رماح تؤكِّد ضرورة التحرك والعمل الفوري، وعدم الاكتفاء بالتقاط الصور من أجل العناوين وإطلاق التصريحات الجوفاء الخالية من الجوهر، والعمل فورًا بكل الوسائل وتجنيد كل الطاقات والإمكانيّات وإقامة لجنة موسعة من كافة الأطياف والطبقات تضع بدورها خطة مدروسة لملاحقة ومعالجة الموضوع جذريًّا. وبلا شك الضغط المكثف على أجهزة الأمن والشرطة لتقوم بواجبها حتى إسدال الستارة على هذه المشاهد المؤلمة التي ملّها المواطن.
[email protected]