موقع الحمرا الأربعاء 21/05/2025 06:36
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. د. مصطفى يوسف اللداوي/
  4. شهداءُ بيت لاهيا أيتامٌ على مائدةِ اللئامِ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي/

شهداءُ بيت لاهيا أيتامٌ على مائدةِ اللئامِ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

نشر بـ 20/08/2019 16:17 | التعديل الأخير 20/08/2019 16:18

توشح قطاع غزة بالسواد، وشمله حزنٌ عميقٌ، وسكنه أسىً كبير، وساد الصمت شوارعه، والوجوم بيوته ومساكنه، وحبس الناس أنفاسهم وهم يسمعون الأخبار ويترقبون النتائج، فقد تضاربت الأنباء وتعددت الروايات، وطافت في سمائه سحبٌ قاتمةٌ سوداء، ونشطت طائرات العدو في فضائه كالغربان، ودوى هديرها في المنطقة كنعيق البوم ونذير الشؤم، فقد منيت غزة كعادتها بشبابها اليافع، وأبنائها الصِيدِ الغيارى، الذين يسقطون في كل ساعةٍ وحينٍ في كل مكانٍ من قطاعهم الحبيب، على حدوده الشرقية وأمام أسلاكه الزائلة، وخلال مسيرات العودة، وفي المواقع وعلى الثغور، وفي نقاط الرصد ومراكز الرباط.

 

شبانٌ فرسانٌ ثلاثة، محمد سمير الترامسي، ومحمود عادل الولايدة، ومحمد أبو ناموس، وحدهم سقطوا على الأرض شهداء، وغدوا فوق ترابها غرباء، لا يشاركهم الوغى أحدٌ، ولا يتبنى مقاومتهم حزبٌ أو تنظيم، ولا تنسبهم إلى نفسها حركةٌ أو جبهةٌ، بل تبرأ منهم الصغير والكبير، والفسيل والفصيل، وأعلن عدم مسؤوليته عنهم الحاكم والمحكوم، والسلطة الفعلية واللجنة التنفيذية.

 

بدا الشهداء الثلاثة الذين كانوا يضجون بالحياة، أيتاماً لا أب لهم يفخر بهم، ولا أم تزغرد لهم وتباهي بهم، ولا من يرفع صورهم أو يذيع أسماءهم، وهم الذين ضرجوا الأرض بدمائهم الطاهرة، ورووا بها ظمأ أرض غزة العزة، ورسموا على تراب شماله قوس قزحٍ شعبيٍ بتلاوينهم وتعدد مشاربهم، اللهم إلا من انتمائهم الواحد للوطن، وحبهم الصادق لفلسطين، وعشقهم لغزة التي يتضورون فيها جوعاً، ويعانون فيها ويلاً، ويشكون فيها ألماً، ويقاسون داخلها حصاراً.

 

حزن غزة على شهدائها الثلاثة مختلفٌ عن حزنها على بقية الشهداء، حزنٌ فيه غصةٌ وألمٌ، وفيه حسرةٌ وغضبٌ، وثورةٌ ولهبٌ، وفيه صمتٌ ووجومٌ، ورفضٌ ومعارضةٌ، واستغرابٌ واستنكارٌ، وإن كانت لا تفرق أبداً بين أبنائها، ولا تميز بين شهدائها، ولا تبخل بعطائها ولا تضن برجالها، إلا أن هؤلاء الثلاثة قد أدموا قلبها، وأحزنوا أهلها، وأبكوا سكانها وآلموا أحبابها، وأثار استشهادهم حراكاً شعبياً واسعاً، وجدلاً دينياً لافتاً، ونقاشاً سياسياً مسؤولاً، نأمل ألا تخبو ناره ولا يخمد جمره حتى يستبين الناس الحق، ويعرفوا الصواب، ويتعلموا مما حدث، ويأخذوا منه الدروس والعبر، لئلا تتكرر المحن ويدفع الشعب الثمن.

 

بعيداً عن الموقف من عمليات التسلل الفردية، ومحاولات الاشتباك الذاتية، التي سأفرد لمناقشتها مقالاً خاصاً، فإنه ما كان ينبغي أن ننكر الشهداء، أو أن نتنصل من المسؤولية عنهم، أو نتخلى عنهم ونتركهم لقمةً سائغةً للعدو يلوكهم بحقده، ويتشفى بهم بغيظه، ويقسو عليهم بلؤمه، ولا يحق لنا أن ندينهم وقد سقطوا شهداء، ونتهمهم بأنهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم، وأنهم اجتهدوا وأخطأوا، ولم ينسقوا مع أي جهة، ولم يتعاونوا مع أي طرفٍ، وكأنهم يقولون أنهم يستحقون ما أصابهم، ويستأهلون ما لحق بهم.

 

إننا بهذا الفعل المنافي للمروءة والمناقض للنبل والشهامة، نزيد في حزن أهلهم، ونعمق المأساة في قلوبهم، ونتركهم وحدهم في محنتهم، وكأننها نجرعهم مر الكأس مرتين، كما أننا نحط من قدر أبنائهم ونستخف بهم، ونخدش شهادتهم ونعيب عليهم مقاومتهم، ونبريء العدو من جريمتهم ونطهره من دمائهم، ونحملهم أنفسهم مسؤولية ما حل بهم.

 

ما كان سيكون حال الشهداء الثلاثة على هذه الصورة المستنكرة، وكأنهم إثمٌ يتبرأ منه الجميع، ودنسٌ يتطهرُ منه الكل، لو أنهم نجحوا في اجتياز الحدود، واشتبكوا مع الجنود، وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى، حينها كانت القوى والتنظيمات والأحزاب والحركات ستتنافس في تبنيهم، وستعلن مسؤوليتها عن عمليتهم، وستعلو أصوات الناطقين باسمها أنها كانوا ينتمون إليها وينتظمون في صفوفها.

 

وكانت التنظيمات ستتسابق في إقامة بيوت العزاء لهم وفتح سرادقات التهنئة لأهلهم، وسيرفعون صورهم المزدانة بشعاراتهم، وكأنهم لا يتبنون إلا نصراً، ولا ينسبون إلى أنفسهم إلا كسباً، لكن قدر الشهداء الثلاثة أن يسقطوا مقبلين غير مدبرين على السياج الفاصل، قبل الاجتياز ودون اشتباكٍ.

 

أيها الشهداء الأبرار قروا عيناً وطيبوا نفساً واهنأوا عيشاً، فإن الله عز وجل قد قبلكم عنده، واستضافكم في رحابه، وأسكنكم فسيح جناته، وأودع أرواحكم في حواصل طيرٍ خضرٍ معلقةً في قناديل تحت عرشه، وجمعكم من أنبيائه ومن سبقكم من الشهداء، فلا يضيركم إن تخلى بعض الناس عنكم، ونأت التنظيمات بنفسها عن شهادتكم، ولا يحزنكم الجدال الذي ثار بعدكم.

 

فشعبكم أيها الشهداء الأطهار يتبانكم ويحتضنكم، ويعتز بانتسابكم إليه ويفخر بانتمائكم إليه، والله وحده الذي كفى عبده يكفيكم، وهو الذي اختاركم وانتقاكم، وهو سبحانه وتعالى الذي يعلي مقامكم، ويبقي ذكركم ويحفظ أسماءكم، ويخلد أعمالكم، ويبارك في دمائكم، ويشفعكم فيمن تأخر أو قصر من أهلكم.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


المستوطنون يخافون من العودة والفلسطينيون يُقْتلون في سبيل العودة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

المستوطنون يخافون من العودة والفلسطينيون يُقْتلون في سبيل العودة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الخميس 09/05/2024 16:01

يحاول المسؤولون الإسرائيليون عبثاً، على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، إقناع عشرات آلاف المستوطنين، الذين هربوا من بيوتهم ومنازلهم في المست...

سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 24/04/2024 15:51

ربما لا يعرفه الكثير من شعبنا الفلسطيني في غزة، ولم يسمعوا باسمه من قبل، ولم يتعرفوا على مهمته، ولم يحيطوا علماً بدوره، ولم يدركوا قدره، رغم أن الكثير...

الاستراتيجية الأمريكية في الحرب الإسرائيلية على غزة - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الاستراتيجية الأمريكية في الحرب الإسرائيلية على غزة - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأثنين 22/04/2024 15:21

لا يمكن أبداً الفصل بين الاستراتيجية الإسرائيلية والاستراتيجية الأمريكية تجاه الفلسطينيين عموماً، وتجاه قطاع غزة وأرضه وسكانه على وجه الخصوص، فكلاهما...

كالأغبياء سنستدرجكم ورمال غزة ستبتلعكم  / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كالأغبياء سنستدرجكم ورمال غزة ستبتلعكم / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 24/01/2024 13:55

الأولى قالها بخبرةٍ ودرايةٍ أبو حمزة، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والثانية رددها بثقةٍ ويقينٍ أبو...

العصيبي شهيد القدس والأقصى والشرف والكرامة /  بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

العصيبي شهيد القدس والأقصى والشرف والكرامة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 02/04/2023 15:13

جمع باستشهاده أطراف المجد كله، وسما إلى العلياء وحده، وطرق بشهادته الطبية أبواب الجنان العلية، وارتقى بشبابه درجاتها طبيباً، والتحق بركب السابقين من ا...

حربُ الاستقلالِ الثانية أحلامٌ إسرائيليةٌ واهيةٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

حربُ الاستقلالِ الثانية أحلامٌ إسرائيليةٌ واهيةٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

السبت 11/02/2023 15:11

ما أشبه اليوم بالبارحة، عندما كانت العصابات الصهيونية المختلفة، شتيرن والأرجون والهاجاناه وغيرهم، يعيثون فساداً في أرض فلسطينية التاريخية، ويمارسون ال...

اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قديمٌ منظمٌ وجديدٌ مُشَرَّعٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قديمٌ منظمٌ وجديدٌ مُشَرَّعٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 08/01/2023 15:07

من يعرف إيتمار بن غفير كان يدرك تماماً أنه سيقدم على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسينتهك حرمته، وسينفذ تهديداته

صناديدُ الشعب الفلسطيني ورعاديدُ الجيش الإسرائيلي / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

صناديدُ الشعب الفلسطيني ورعاديدُ الجيش الإسرائيلي / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الثلاثاء 06/12/2022 13:45

أظهرت جريمة قتل الشهيد عمار مفلح حجم الخسة والنذالة التي يختال بها جنود الكيان الصهيوني ومستوطنوه، وكشفت عن كبير جبنهم وعميق خوفهم الذي لا يستطيعون إخ...

اليمينُ الإسرائيلي لم يَعُدْ والتطرف الصهيوني لم يَغِبْ  / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اليمينُ الإسرائيلي لم يَعُدْ والتطرف الصهيوني لم يَغِبْ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 06/11/2022 09:36

مخطئٌ من يظن أن الكيان الصهيوني قد تغير، وأن سياسته قد تبدلت، وأن نتائج الانتخابات الأخيرة قد صدمت الفلسطينيين وأخافتهم،

فلسطينُنا أرضٌ وبحرٌ وفيءٌ وسماءٌ ونهرٌ ونفطٌ وغازٌ وماءٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

فلسطينُنا أرضٌ وبحرٌ وفيءٌ وسماءٌ ونهرٌ ونفطٌ وغازٌ وماءٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 26/10/2022 10:07

كل الأرض الفلسطينية من البحر غرباً إلى النهر شرقاً، ومن رفح جنوباً حتى رأس الناقورة شمالاً، أرضٌ عربيةٌ فلسطينيةٌ، أرضها وسماؤها وبحرها، كانت لنا وحدن...

الأكثر قراءة

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم السلاح والرهائن

الأربعاء 23/04/2025 21:55

محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم ال...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة جرّاء تعرّضه لحادثة عنف فجر اليوم

الثلاثاء 29/04/2025 13:20

سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة...

كلمات مفتاحية

بول ووكر بورشه الأمان سلطة الدجاج الفليفلة المغار انتخابات نهى جوابره منوعات ترفيه فن نجوم باب الحاره قدما يوم الارض جسر الزرقا مدارس عرابة فوز العاشر الكنائس الارثوذكسية العالم تستنكر توقيف المطران حنا اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه حادث اصابات حقيقة زواج منّة شلبي المخرج محمد جمال العدل شوربة شوربات فريكة بندورة
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development