الطِّفل يأتي إلى العالم ولديه جهاز مناعيّ قليل الخبرة، ثم تبدأ أجهزته المناعيَّة في مقاتلة هجمات متتالية من الجراثيم والفيروسات؛ فلا يستطيع مقاومتها، وهذا ما يفسِّر اعتبار العديد من أطباء الأطفال؛ أنَّ إصابة الطِّفل بنزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو التهابات الأذن من ستة إلى ثمانية مرات في السَّنة شيئاً طبيعياً.
وعن الوسائل التي يمكن للأم اتباعها لتقوية جهاز المناعة لدى الطِّفل،فأن هناك عادات صحيَّة من شأنها إمداد جهاز طفلك المناعيّ بدفعه إلى الأمام، وهذه العادات تنحصر فيما يلي:
*الرِّضاعة الطبيعيَّة
توصي الأكاديميَّة الأمريكيَّة لطبِّ الأطفال، بأن ترضع الأمهات أطفالهنَّ رضاعةً طبيعيَّة لمدَّة عام، إذ يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادَّة وخلايا الدم البيضاء التي تعزز المناعة بصورة فائقة، فهو غنيّ بالأجسام المضادَّة المقاتلة للأمراض، وإذا كان هناك أسباب تمنع اكتمال مدَّة الرِّضاعة؛ فاحرصي على إرضاع طفلك رضاعةً طبيعيَّة بالأشهر الثَّلاثة الأولى على الأقل.
* تنظيم أوقات النَّوم
فالطِّفل حديث الولادة، يحتاج إلى 18 ساعة نوم في اليوم، بينما يحتاج الطِّفل الذي يتراوح عمره ما بين سنة إلى سنتين من 12 إلى 13 ساعة، أمَّا الأطفال في سن ما قبل المدرسة؛ فيحتاجون إلى 10 ساعات تقريباً، وإذا كان طفلك لا يستطيع أن يأخذ غفوة، أو لا يريد ذلك؛ فاحرصي على أن ينام في وقت مبكر.
الغذاء الصحيّ
تشير الدِّراسات إلى أنَّ الغذاء الغنيّ بالعناصر الغذائيَّة النباتيَّة؛ يزيد من إنتاج الجسم لخلايا الدَّم البيضاء المحاربة للعدوى، كما يزيد من إنتاج الجسم للإنترفيرون، وهو جسم مضاد يغلف أسطح الخلية؛ حاجباً بذلك الفيروسات، ويمكنه الحماية من الأمراض المزمنة، كالسرطان ومرض القلب عند سن الرشد، ويفضَّل تناول الخضروات طازجة، مع التركيز على الأنواع التي يتوفَّر فيها فيتامين «ج»، مثل: الخضروات ذات اللون الأخضر، والجزر، والبرتقال، والفراولة؛ حيث تحتوي هذه الخضروات على مركبات الكاروتيني، وهى عناصر غذائيَّة نباتيَّة مقوِّية للمناعة؛ لذا حاولي قدر الإمكان أن يحصل طفلك على خمس حصص من الفواكه والخضر يومياً، وتعادل الحصَّة الواحدة ملعقتي طعام تقريباً للطِّفل من سنة إلى سنتين، وكوباً وربعاً للأطفال الأكبر سناً.
* الاهتمام بالنَّظافة
دوماً تأكدي من أنَّ طفلك يغسل يديه بالماء والصَّابون قبل كل وجبة وبعدها، وبعد الانتهاء من اللعب، وبعد لمس حيوانه الأليف، وبعد الفراغ من استخدام الحمام، وبعد العودة من المدرسة، واحرصي على أن تكون المساحات ذات الاستعمال الواحد للتنظيف السريع معك خارج المنزل، وجددي فرشاة أسنانه بعد إصابته بالإنفلونزا أو نزلة البرد؛ لأنَّها قد تنقل له العدوى مرَّة أخرى.
* ممارسة الرِّياضة
تشير الدِّراسات إلى أنَّ النشاط المنتظم، عامل مهم لتقوية مناعة طفلك، لذا من الضَّروري أن يبدأ من سن 5 أو 6 سنوات في ممارسة رياضة؛ يُطلق من خلالها العنان لطاقاته، وحاولي جعلها نشاطاً عائلياً، كما أنَّ هناك نشاطات عائليَّة أخرى ممتعة يمكن مشاركة الطِّفل فيها، مثل: ركوب الدَّراجة، والتنزُّه مشياً على الأقدام، والجري، والتزلُّج، ولعب كرة القدم، وكرة السَّلة، وكرة المضرب.
[email protected]