التعامل مع الغيرة
أكدت دراسة برازيلية لمعهد (هينريكيه)، للدراسات الاجتماعية والإنسانية، أنه ليست هناك امرأة لا تغار؛ بل هناك امرأة تستطيع التعامل مع غيرتها، وأخريات ينهرن، ويتسببن بالمشاكل، ويحولن بيوتهن إلى خراب ودمار.
الغيرة المرضية
الغيرة المرضية عند المرأة بحسب تعريف علماء النفس، هي عدم قدرتها على التعامل مع المواقف التي يمكن أن تثير الغيرة؛ فهي تحول جميع المشاعر السلبية إلى غيرة تجاه موقف ربما لا يتطلب كل هذه المبالغة، علّق خبراء الدراسة: "ربما تتحول الغيورة إلى إنسانة خطيرة جدًا، يعاني منها الزوج الذي يعيش معها تحت نفس السقف، ولكن أهم تعريف للغيرة المرضية، هو حب تملك الآخر".
فالمرأة في هذه الحالة تتمتع بمخيلة خصبة حول الأمور السلبية، يمكن أن تعطيها تفسيرات خاطئة لسلوك زوجها، وربما تبدو تصرفاته العادية مع نساء أخريات بمثابة ذنوب لا تغتفر بالنسبة للزوجة التي تعاني من الغيرة المرضية.
الغيرة الصحية
ليس هناك امرأة خالية من مشاعر الغيرة على الإطلاق، ولكن أثبتت دراسات أخرى عالمية، أن هناك غيرة صحية ينبغي أن تتواجد عند المرأة والرجل على حد سواء؛ فالمرأة التي لا تغار على زوجها أبدًا، يعني أنها لا تحبه ولا تهتم به، وهذا ينطبق على الرجل أيضًا؛ فالرجل الذي لا يغار على زوجته، يعني أنه لا يحبها أو يهتم بها، وكما يقولون فإن قليلاً من الغيرة يعتبر مفيدًا وصحيًا جدًا للعلاقة الزوجية.
يجب أن يكون هناك توازن في مشاعر الغيرة عند المرأة؛ أي أنها يجب ألا تذهب بالأمور إلى أبعد من حدودها؛ فهي يجب أن تعلم أن زوجها تزوج منها وليس من غيرها؛ لأنه وقع في حبها، وهو مازال معها لأنه يحبها ويريدها أن تكون زوجة له، هذا تفكير منطقي، ولكن بما أن المنطق صعب على غالبية النساء؛ فالأنسب ربما تكون الدبلوماسية؛ أي أنه إذا لم تستطع أن تكون منطقية؛ فينبغي عليها أن تحاول أن تكون دبلوماسية في تعاملها مع الغيرة تجاه زوجها.
هل يمكن تحويل الغيرة المرضية إلى غيرة صحية؟
الجواب هو نعم، بحسب الدراسة التي أوضحت أن استطلاعًا للرأي أجراه معهد "هينريكيه" بين صفوف نحو ألفي امرأة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت، أظهر أن 60% من النساء اللواتي يعانين من درجة عالية من الغيرة أو الغيرة المرضية، يملكن القدرة على التحكم بهذا الشعور وتحويله إلى درجة أخف، ولتحقيق ذلك يجب اتباع عدة خطوات؛ فكيف ذلك؟
أولاً: التقييم العميق للعلاقة الزوجية
وذلك لإيجاد ما يمكن أن يكون السبب في غيرتها الشديدة؛ فإن عثرت على أي سبب، يجب أن تناقشه مع الزوج في أسرع وقت ممكن؛ لكي يبدي رأيه ويوضح ما تريد أن يتم توضيحه؛ فإذا اقتنعت بردود الزوج حول تلك الجوانب السلبية من بعض الأمور؛ فإنها ستشعر بارتياح وتعلم أنها كانت مخطئة في تفسيرها لهذا الأمر أو ذاك.
ثانيًا: يجب أن تقومي بتقييم نفسك كامرأة
فلعلها تكتشف بعص النقاط غير الطبيعية التي تسكن شخصيتها لسبب من الأسباب؛ لكي تتدارك الأمور وتحاول احتواءها قبل أن يخرج الأمر عن نطاق السيطرة؛ فما هي أهم نقاط التقييم الذاتي؟
هل هناك شعور بالفراغ في نفسك تريدين ملأه عن طريق مشاعر عدائية قوية كالغيرة.
كيف كانت علاقاتك بأصدقائك في الصغر (هل كنت متسلطة؟).
هل البيئة التي تربيت فيها كانت قمعية بالنسبة لك؟
هل انخدعت من قِبل كثير من الناس؟
هل تعانين من الشعور بالدونية؟
ثالثًا: اعترفي بأنك غيورة
وهذا نصف الطريق باتجاه تحسين سلوكك؛ فالاعتراف بأمر خاطئ، يعني العمل على تحسينه وجعله شيئًا جيدًا.
رابعًا: الفصل بين الجوانب الإيجابية والسلبية للغيرة
هذا الفصل سيمكنك من اكتشاف كيف أن الغيرة المبالغ فيها، يمكن أن تدمر حياتك الزوجية.
خامسًا: تجاهلي بعض الأمور من دون رد فعل؟
هذا يعني غض النظر عن بعض التصرفات التي من الممكن أن تثير الغيرة واعتبارها تصرفات تافهة لا تستحق أية ردة فعل؛ فإذا ابتسمت في وجه زوجك ولم يبادر هو بالابتسامة، بإمكانك ألا تقومي بأي رد فعل.
سادسًا: حاولي التحكم بعواطفك
يمكن تحقيق ذلك عن طريق ممارسة ضبط النفس إلى أقصى الحدود، ومع تكرار ذلك؛ فإنه سيكون من الممكن التحكم بكثير من العواطف، من بينها الغيرة.
سابعًا: ضرورة معرفة نقاط ضعفك ونقاط قوتك
قالت الدراسة البرازيلية إن معرفة نقاط ضعفك وقوتك، تساهم في جهود استخدام الدبلوماسية في تعاملك مع الغيرة، ووضعها ضمن إطار معقول.
ثامنًا: اسألي نفسك، هل زوجك يحاول إثارة غيرتك بشكل مقصود؟
من الضروري أن تعرف المرأة الكثير عن شخصية زوجها، وتميز بين تصرفاته الجدية والمازحة، من هذا المنطلق يمكنك أن تعرفي إذا كان يثير غيرتك بشكل مقصود أو من قبيل الدعابة.
[email protected]