إن من أهم أسس رقي المجتمعات وتقدمها هو تماسكها الداخلي ووحدة أفرادها , مع الإقرار بوجود نقاط اختلاف ونقاش مستمر, هذا التماسك مدعاة الى الألفة والتعاون , من منطلق الشعور الفردي والجماعي بالمسؤولية والأمانة تجاه هذا المجتمع , وتزداد المسؤولية علينا في الداخل الفلسطيني ما لمجتمعنا من خصوصية في هذه البلاد إذ يواجه تحديات كثيرة ومختلفة ,غير خافية على أحد , ويزداد الواجب في الحفاظ عليه ومواجهة تلك التحديات والتقدم فيه , فنحن أهله نعيش فيه ويعيش فينا ولا وطن لنا سواه .
وإننا نلحظ جميعا أن هناك بعض الظواهر المرضية السلبية تعصف بمجتمعنا مستهدفة تماسكه , إن هي بفعل أيدينا , بقصد أو بغير قصد ,أو من مخطط مدروس , من عنف ومخدرات وتفكك أسري وتضييق اقتصادي وعمالة ... , انتقالا إلى دائرة الإجرام المنظم وارتباط البعض حتى في لقمة عيشه مع العالم السفلي , مرورا بلغة التخوين وضرب العمل الجماعي , هدفها تمزيق نسيجنا الاجتماعي وإشغالنا واستنزاف مقدراتنا وأوقاتنا لتصرف بوصلتنا واهتماماتنا عن قضايانا المصيرية المرتبطة بثوابت شعبنا وأمتنا.
هذا لا يعني اليأس ونفض اليد من مجتمعنا , ومن الخطير التركيز على السلبي القليل وإن كان بارزا , ونهمل ونتجاهل – بقصد او بغير قصد – الجوانب الإيجابية والقدرات الهائلة فينا , حتى باتت القناعة عند البعض أن الموت او الفشل والانحلال هي السمة البارزة لمجتمعنا , ويسوّقون هذا الشعور , مع الاسف .
إن هذا الواقع يتطلب منا الوعي الكامل والانتباه والتحذير من الأمرين معا , الظواهر المرضية ولغة اليأس والتيئيس والإحباط والتخوين , مع العمل الإيجابي وإظهاره , وهذا يتأتى من خلال التربية الأسرية والمسؤولية الزوجية , ودور المربين في الهيئات التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة .
وللعمل الجماعي دوره الكبير, من خلال الخطط والبرامج الهادفة المنطلقة من ثقافتنا وقيمنا التي نشأ ونجح من خلالها محيطنا الذي نعيش فيه ( والبعض يريد ان ننسلخ منها ونبقى اسرى التقليد والتبعية ) , لتصل فكرة أهمية الوطن في حياتنا وغرس حبه والتفاني والتضحية في سبيل الحفاظ عليه ورقيه وازدهاره , وإشاعة لغة الحوار والتعاون والتكافل الاجتماعي والتعاون مع أهل الإصلاح , مع التحذير من أهل الفساد والإفساد وخطورة دورهم والبعد عنهم .
وليس خافيا أن بذل كل الجهود الطيبة لا تعني بالضرورة سرعة قطف الثمار , فعملية الهدم قديمة ومستمرة , ومهمة الإصلاح دائما أصعب , المهم أن نكثف العمل ونبدأ التغيير .
وانطلاقا من هذه القناعات يعمل حزب الوفاء والإصلاح من خلال خطط وبرامج واضحة تركز على الوعي الوطني والحفاظ والانتصار لهويتنا وثوابتنا الوطنية , والإصلاح الاجتماعي وتعزيز قيم الاحترام والاخلاق الحميدة والترابط المجتمعي, توعية وتطبيقا بين شرائح المجتمع المختلفة , وتحميل كل دوره وواجبه , متعاونين ومتواصلين مع الخيرين من أبناء شعبنا , افرادا وهيئات وأحزابا , ونجتهد ان نؤدي واجبنا ونوصل رسالتنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا , مع صعوبة الظرف والواقع , ولكن متفائلون وكلنا أمل , فمجتمعنا يملك القدرات والمقدرات اذا اجتمعت ووظفت بإيجابية , ولن نيأس , وسنحقق أملنا بالصبر والمثابرة .
وإننا , من باب المسؤولية والغيرة , نوجه نداء الى كل المؤسسات والجهات المسؤولة الغيورة في مجتمعنا , أننا على استعداد للمساعدة والتعاون وتوظيف خبراتنا وقدراتنا للمساهمة في نشر الوعي وتعزيز الهوية والانتماء.
[email protected]