أنشأت شركة انتل للمرّة الأولى مجموعة "الهايتكيون العرب" والتي ستعمل على تشخيص وتحديد العوائق التي تقف أمام الأكاديميين من أبناء المجتمع العربي في عمليّة التوظيف في صفوف الشركة، كما ستعمل المجموعة على دمج المهندسين العرب في مراكز التطوير والانتاج التابعة لإنتل في كل أنحاء البلاد، إلى جانب العمل على التطوير المهني للعاملين العرب في الشركة وتعزيز النشاطات الجماهيريّة لإنتل في المجتمع العربي.
وقد تمّ اطلاق مجموعة "الهايتكيون العرب" خلال شهر رمضان بمراسم احتفاليّة، تضمنت وجبة إفطار بمشاركة موظفي الشركة من جميع الديانات، إلى جانب إدارة الشركة. وقال فادي عبود، أحد مؤسّسي المجموعة: "إنتل هي مثال يحتذى به من حيث منح إمكانيات متساويّة للجميع وتوفير بيئة عمل متساوية لأبناء الأقليّات عامةً والمجتمع العربي خاصةً. هذه الخطوة التي قامت بها انتل من شأنها توثيق العلاقة مع المجتمع العربي وتعزيز دمج المهندسين والمهندسات العرب وأصحاب مهن أخرى في صفوف الشركة، كما سيتم التعاون مع مختلف المؤسّسات التي تعنى بتطوير المجتمع العربي".
وأكّد عبود على أنّ إنتل هي إحدى شركات الهايتك الرائدة في إسرائيل من حيث تشغيل المهندسين العرب، إذ كان قد تمّ توظيف العامل العربي الأوّل منذ عام 1978. وإلى جانب العاملين العرب في إنتل، فإنّ قسم من الموظّفين العرب الذين كانوا قد بدأوا مسيرتهم المهنيّة في إنتل، وصلوا إلى مناصب مرموقة في شركات رائدة مثل أبل، كيدنس وغيرها.
وقد بارك ينيف غرتي، مدير عام شركة انتل في إسرائيل، إقامة المجموعة قائلا: "نحن نؤمن أنّ التعدّديّة والاحتواء في الشركة وفي عالم التشغيل عامةً هي محرّكات الابتكار والابداع. نحن نتقدّم وننمو بفضل التعدّدية داخل الشركة، ونؤمن أنّها أساس تطوّرنا. إنتل هي إحدى شركات الهايتك التي توظّف أكبر عدد من العاملين العرب والكثير من مهندسينا العرب هم من روّاد صناعة التكنولوجيا في الشركة ويشغلون مناصب إداريّة مرموقة. رغم أنّه لا يوجد لدينا مشكلة في هذا السياق للوهلة الأولى، مع ذلك نحن نؤمن أنّه بالإمكان عمل المزيد معتمدين على أنّ إنتل كمكان عمل يمتاز بالتعدّدية والاحتواء، ويضم عاملين من خلفيّات مختلفة والذين يعملون كشركاء متساوين، هذا يعتبر أرض خصبة للإبداع والابتكار والعمل الجماعي الرائع".
ويذكر أنّ إنتل إسرائيل هي شريكة هامّة في مشروع "معًا-تك" والذي يساعد على دمج الأكاديميّين العرب في شركات الهايتك الاسرائيليّة والدوليّة. كما تتعاون إنتل مع مؤسّسة تسوفن، بحيث ترافق الأكاديميين العرب وتساعدهم في الاندماج في صناعة الهايتك.
وتجدر الإشارة إلى أنّ صورة الوضع اليوم من حيث اندماج العرب في الهايتك الإسرائيلي هي مشجّعة لكنّها لا تزال بحاجة إلى تحسين. بين السنوات 1985 حتى 2014، فقط نحو 50 طالب أكاديمي عربي درسوا مجالات الهايتك سنويًّا، الا أنّ الصورة بدأت تتغيّر، فبحسب المسح الذي أجري من قبل قسم الخبير الاقتصادي الرئيسي في وزارة المالية، فانّه في سنة 2016 وحدها فاق عدد الطلاب العرب الذين يدرسون مجالات الهايتك ذلك بأربعة أضعاف. وقد بلغت النسبة 9.5% من مجمل الطلاب، أي نحو 2,222 طالب عربي سنويًّا.
وقالت بسمة خلف، مهندسة في إنتل ومؤسّسة منتدى النساء العربيّات في إنتل، إنّه قد طرأ تغيير إيجابي في المجتمع العربي "فنسب الطلاب العرب الذي يدرسون مجالات الهايتك آخذ بالازدياد، وما يثير المشاعر هو الازدياد في نسبة النساء العربيّات اللواتي يدرسن العلوم والتكنولوجيا. عندما بدأت العمل في شركة إنتل قبل 12 سنة كانت هنالك 4 نساء أخريات فقط، اليوم هنالك العشرات وحتى أنّ قسم منهنّ لا أعرفهنّ. أنا أرى أنّ إقامة مجموعة "الهايتكيون العرب" في إنتل هي بشرى كبيرة".
ومن جانبه أضاف ينيف غرتي: "نصف الأكاديميين العرب في مجال الهايتك يعملون في مجال التربية والتعليم، وهذه خسارة اقتصاديّة كبيرة. علينا مواصلة العمل على تعزيز اندماج جميع المجموعات السكانيّة في الهايتك والتركيز بالأخص على النساء والحريديم والأشخاص ذوي الاعاقات وطبعًا العرب".
[email protected]