بعد مسرحيّات العملاق شكسبير المشهورة: " هاملت، يوليوس قيصر، تاجر البندقية.. " ومسرحيّات أخرى لكبار الكتاب في العالم. هناك 13 مسرحيّة عربيّة على مستوى رفيع لاقت نجاحًا منقطع النظير، وجهت من خلالها نقدًا بنّاءً وما يدور ويجري من واقع مرير في الوطن العربي منها :" كاسك يا وطن – شاهد ما شفش حاجة – مدرسة المشاغبين – ريّا وسكينة – باي باي لندن ..." وكما يبدو فإنّ المسرحيّة الهزليّة رقم 14 سيسجلها التاريخ باسم شفاعمرو.
بيدٍ مثقلة وقلب يتوجع ويتألم وأسفٍ شديد أشبِّه ما يجري ويدور على أرض الواقع في مدينتي العريقة بمسرحيّة هزليّة ذات سيناريو معقّد ومركّب ربّما عمدًا؛ كي لا يفهم المواطن الغلبان والبسيط ما وراء الكواليس، والممثلون يخرجون في أدوارهم عن النصّ، ويغيّرونه صباحَ مساءَ حسب مزاجهم ومصالحهم الشخصيّة التي يضعونها فوق كل اعتبار.
فموضوع المدرسة الصناعيّة والمعروفة تفاصيله للداني والقاصي؛ أسبابه ونتائجه وانعكاساته على سلك التربية والتعليم تحديدًا، وعلى الحلبة السياسية المحلية عامّةً، واستمرار إدارة المؤسّسة الكبرى بنهجها هذا، والهروب من تفاعلها وتجاوبها وتفهّمها لمتطلبات البلد والمواطن، وتقصيرها في أداء واجبها، بل وهروبها من تنفيذ العهود والوعود لبرنامجها في مجالات ومرافق الحياة على اختلافها، دون الاهتمام لعدم وجود ائتلاف منذ فترة طويلة ممّا شلّ العمل البلدي، إذ لم يتمكّن من اتخاذ أهمّ القرارات المصيرية، ناهيك عن عدم التعاون بأيّ شكل من الأشكال مع رئيسة قسم المعارف والقائمة طويلة. وأنا أتساءل: "هل هناك ما يسر القلب ويبعث على التفاؤل؟! لكن ما يثير الدهشة، رغم التقارير الصحفية وتوجيه النقد في الصحف المحلية ومواقع التواصل الهادفة طبعًا إلى التوعية والإصلاح، أنّ إدارة البلديّة تستمر بنهجها وكأنّ شيئًا لم يحدث، ووضعنا عال العال!!
في اعتقادي أن ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه في هذه الظروف وفي ظلّ الأزمة التي تعصف ببلدنا، أن على كافة القوى والطاقات، ممثلة بأصحاب النفوذ والمراكز الاحرار والشرفاء الذين يهمهم مصلحة بلدهم، العمل على توحيد الصفوف بكافة الوسائل المتاحة لنسدل الستارة على هذه المسرحية المملة والموجعة للقلب، وأن نرفع ستارة أخرى عن مسرحية حضارية تتماشى مع متطلبات البلد والناس بحيث يكون الممثلون أكفاء يؤدّون دورهم بإخلاص وتفانٍ.
وباعتقادي لا يوجد اختلاف بين أن تكون لديك فكرة عظيمة لا تطبقها، وبين ألا تكون لديك أي فكرة على الإطلاق، فالمصلحة الشخصية هي دائمًا الصخرة التي تتحطّم عليها أقوى المبادئ.
والله من وراء القصد.
[email protected]