كشفت دراسة جديدة أن الطفل يستطيع أن يتعرّف على الوجوه وهو في رحم أمه. وأظهرت صور مدهشة لأطفال قبل ولادتهم يديرون رؤوسهم باتجاه أشكال قريبة الشبه بالوجوه، ويميزون موقع العينين والأنف تحديداً. ولكنهم حين يرون أشكالاً عشوائية اخرى لا تشبه الوجه يتجاهلونها، كما وجد باحثون في جامعة لانكستر البريطانية.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن غريزة التعرف على تقاطيع الوجه تتطوّر حتى قبل أن يرى الطفل أول وجه في حياته. كما تبين أن حواس الطفل غير المولود تكون متطورة بدرجة كبيرة، وعلى الوالدين ان يتفاعلا مع طفلهما وهو لم يزل في رحم أمه.
وقال البروفيسور فنسنت ريد، رئيس فريق الباحثين في جامعة لانكستر، “إن الجنين في الثلث الثالث من الحمل يبحث عن معلومات بنشاط، وفي دراستنا تعين عليه أن يحرك رأسه لمواصلة النظر الى المحفز الشبيه بالوجه حين كنا نبعده عنه”.
واضاف البروفيسور ريد ان هذا يبين أن الطفل مشارك نشيط في ايجاد معلومات من البيئة، وما يعينه ذلك أن بالامكان التفكير في طرق أخرى للتفاعل مع الجنين.
وأكد ريد “ان الجنين في الثلث الثالث من الحمل يستطيع ان يسمع جيد” داعياً الوالدين الى قراءة كتب بصوت عالٍ، لأن هذا يمكن ان يساعد في بناء آصرة مع الطفل ويكون مفيداً له.
وسلّط الباحثون نقاطاً ضوئية مرتبة لتبدو شبيهة بعيني الانسان وأنفه على جدار الرحم في 39 أُماً في الشهر الثامن من الحمل. والمعروف ان الأطفال بعد الولادة يفضلون النظر الى نقاط ضوئية مرتبة بهذا الشكل.
واستخدم العلماء نماذج إلكترونية على الكومبيوتر لدراسة الطريقة التي يتغيّر بها الضوء حين يمر عبر جلد الأم وبطنها، لكي يستطيعوا انتاج الشكل نفسه من النقاط الضوئية. وأظهرت دراستهم انه حين تُلقى هذه الصورة على جدار الرحم يدير الجنين رأسه للنظر اليها. وعندما استُخدمت النقاط الضوئية نفسها بحيث يبدو الوجه مقلوباً يصعب التعرف عليه لم تظهر على الجنين أي استجابة بل تجاهل الشكل المقلوب.
وقال البروفيسور ريد “نحن نعرف من الأطفال انهم يفضلون النظر الى الوجوه أكثر من أي محفز آخر، وأظهرنا ان الجنين يستطيع أن يميز بين الأشكال المختلفة مفضلاً أن يتابع الأشكال الشبيهة بالوجه على الأشكال التي لا تشبه الوجه.
وتشير الدراسة الى ان تعرض الطفل للضوء وهو في رحم أمه قد تكون له أهمية لتطور حاسة البصر بقدر أهميتها بعد ولادته. وحذّر البروفيسور ريد الأمهات الحوامل من تسليط ضوء قوي عبر البطن، حفاظاً على عيني الطفل غير المولود من التلف.
[email protected]