موقع الحمرا الأحد 06/07/2025 11:14
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. فيلتسيا لانجر، أكثر من محامية/

فيلتسيا لانجر، أكثر من محامية

جواد بولس
نشر بـ 19/06/2014 14:52

في معرض استكمال هيكلة لجان "التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى الفلسطينيين"، أعلن القيّمون على هذا النشاط عن تسمية المحامية فيليتسيا لانجر رئيسةً فخريةً للتحالف.

هذا ما نشرته وكالات الأنباء التي نقلت، كذلك، أن تسميتها جاءت تقديرًا وعرفانًا لدفاعها طيلة عشرات السنين عن الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي وأمام محاكمه العسكرية. لقد كانت فيليتسيا لانجر أكثر من محامية وأكبر.

سمعت باسمها قبل وصولي، في بداية سبعينيات القرن الماضي، إلى القدس لأنضم طالبًا إلى  كلّية الحقوق في الجامعة العبرية، وعرفتها قبل أن ألتقيها. كانت امرأة جميلة، شقراء، جبينها عريض يحرس عينين حالمتين غائرتين تخبّئان وجعًا وحنينًا، وجهها كوجوه البولندّيات، يذكّر بثلج تلك البلاد، تكسوه حمرة خفيفة كالفجر هناك، تتوسّطه شفتان، تحرص، دائمًا، على الاعتناء بهما وتلوّنهما بما يليق بنهارها. تحب فيليتسيا الجمال والشعر والبشر.

أحببتها وكثيرين من زملائي في الجامعة، فكان اسمها، كلّما ذكر، يستفز الطلّاب اليهود العنصريين، والبعض منهم كان يشتمها بأقذع المسبّات والأوصاف النابية، ويؤكدون أنها شيوعية وتحب العرب- أعداء اسرائيل. كانت امرأة كثيرة الإنسانية. 

 شهدتْ تلك السنوات، أواسط  وأواخر السبعينيات أعنف الصدامات بين الطلّاب العرب وحلفائهم من الطلّاب اليهود التقدميين، وبين مجموعات من الطلّاب اليهود العنصريين الهمجيين.
 كنّا نهتف ضد الاحتلال الاسرائيلي، ونؤكد كذلك أن "الفاشية لن تمر". 
قادت لجان الطلّاب العرب، حديثة الولادة آنذاك، النضالات والتظاهرات، ومن خلالها بدأنا، كناشطين،التعرّف إلى قيادات ذلك الزمن؛ فقابلنا "التوفيقين" و"الإميلين" ورفاقهما. بعض اللقاءات بهم التأمت في مكتب المحامية فيليتسيا لانجر رفيقتهم، في شارع كورش ١٤ في غرب القدس، فصرنا إليها أقرب، وعرفنا لماذا أحببناها قبل أن نلقاها. كانت مخلوقة مطبوعة بحس أمومة آسر.  

لم يبلغ الاحتلال عقده الأول. كان العالم مأخوذًا بـ"داود" العصر وقضائه على "جوليات" وتحقيقه وعد الرب لشعبه وحمايته لمملكة إسرائيل من عثار وغزوات عرب متوحّشين. فمن يتذكّر اليوم كيف تجلّت غطرسة محتل قضى بنزهة صيفية على أحلام أمّة وقصع رقبتها؟
 من يستعيد اليوم كيف عششت الخيبة في صدور من آمنوا بـ "الظافر" و"القاهر" وصلاح الدين الجديد؟

من يسترجع اليوم كيف كان الإسرائيلي الفاتح يتمختر بخيلاء "مقدونية" جعلته يعربد، ويصيح داعيًا: تعالوا وانظروا، فأنا إسرائيل ابنة السماء صانعة العدل والرأفة، أقيم، ولأول مرّة في تاريخ البشرية، احتلالًا يقطر إنسانيّة ورحمة وتنويرًا! كم بكت إسرائيل في اليوم السابع فصدّقها وبكى عليها ومعها "العالم الحر".

صدّقوها فمضت لتنجز ما يعرف محتل انجازه ويجيد.
 بدأت تعتقل الأحرار في فلسطين وتملأ بهم سجونها، وعلى جلودهم تحفر تعاليم قايين وشرائع يوشع وكل الفاتحين.
 وأمّا العرب، فلقد انسلّوا، بخفة مهزوم، وطفقوا يفتشون عن رطل "شبّة" تعيد لشواربهم، التي انتكست، انتصابها وبريقها.

من هذه الحلكة أطلّت فيليتسيا كنجم "سهيل"، وهي الناجية من فك الوحش النازي الذي غزا وطنها وقتل ملايين البشر، والخبيرة كيف تُغتصب الإنسانية ويستقوي غاصبها؛ وذلك عندما يسكت الضمير وتخرس الألسن، وعندما يتحول صمت البشر مهاميز لبساطير المحتلين والغاصبين ينتعلونها، فيمتطون ظهور الأحرار.    

ابنة الحرّية اختارت أن تقف في صف الضحية وتذود عنها، أخت الفَرَاش مضت إلى حيث  المقموعون يتعذبون فسمعت أنينهم وزمجرت: احتلالك يا إسرائيل أسود ومقيت، فها أنا، بأم عيني شاهدة على أجساد تمزقها سياطكم وعيون تفقؤها قبضاتكم.

محاميةً بدأت تمثل الفلسطينيين وتزورهم في معتقلاتهم. مثابرة كالمحبّة نفسها، لا تعرف يأسًا ولا كللًا. تشاهد، تساند، توثّق، تكتب، تنشر وتفضح. في البداية، رفض العالم تصديقها وحاولت إسرئيل، بكامل عدّتها وسطوتها، أن تكذبها، تهزأ بها وتشكك برواياتها، لكنّها، وهي سليلة من سقوا الفولاذ، آمنت فعاندت فانتصرت. كانت فيلتسيا لانجر سيفًا من نار ونور. 

بعد فترة تدريب قصيرة في مكتب شيخ المحامين حنا نقارة انتقلتُ إلى مكتب فيليتسيا لأكمل تدريبي قبل أن أجاز محاميًا. في بداية الثمانينيات صرت جزءًا من مكتبها الذي لم يكن مجرد مكتب تجتمع فيه القيادات وتنطلق، بل، هكذا تبيّن لي، كان عنوان كل مظلوم فلسطيني وكل قضية مفصلية، لا يتغيّر شقّا معادلتها؛ ممارسات احتلالية قامعة ظالمة والضحيّة فلسطينية متظلّمة. 

في مكتبها بدأت أتعرف إلى معنى الوقوف بوجه المحتل ومقارعته. عندها قابلت من صاروا إخوتي وقد كانوا، من قبل، إخوتها: بسام الشكعة، وحيد الحمد الله، بشير البرغوثي، إبراهيم الدقاق، جورج حزبون، خلدون وعباس عبدالحق، جريس خوري، فهد القواسمة، كريم خلف، تيسير العاروري ومحمد ملحم وآلافًا مؤلفة من زنابق وورود فلسطين المقاومة. 

رافقتها خمس سنوات أو أكثر. كانت تخاطب محدّثيها بلغة عربية تعتمد على كثير من الغين وأخواتها، وتعمّدت، دائمًا، إظهارالاحترام لهم بكل حالة وموقف. كانت صبورة وتلتمس لهم الأعذار إن هم  قسوا عليها وجاروا.

حاول الجنود الاعتداء عليها في أكثر من موقع ومعسكر. فالمحاكم العسكرية والسجون كانت مقامة داخل معسكرات جيش الاحتلال، وكنا نمشي على أقدامنا كي نصل إلى مبتغانا، لقد سمعتهم، مرارًا، يشتمونها بأقذر الشتائم ويبصقون عليها. في البداية كنت أثور وأجيبهم بصاعين من صراخ، لكنّها أقنعتني بضرورة إهمالهم، فصرنا "نخطو على مهل"؛ بسماتنا لا تنقطع، صدورنا مندفعة كالحق، رقابنا شاهقة إلى فوق كسنان، وخبطات أقدامنا ندقها بشدّة كأن تحتها رأس أفعى.

معها، معك يا "فولا"، جُبت فلسطين المحتلة ومارست الوجع وقابلت الحب. تعرّفت إلى الفلسطيني الحر والفلسطينيات الأصايل، ففيليتسيا لانجر ليست مجرد محامية دافعت وأعطت لفلسطين، بل هي إنسانة فريدة ونادرة، إنّها المختلفة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

السبت 05/07/2025 14:18

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يص...

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

السبت 12/04/2025 14:06

استمعت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت لمرافعات الأطراف في قضية اقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، الشاباك. وكانت مجموعة من الجمعيات وال...

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

السبت 05/04/2025 16:13

قبل سنوات كان مجرد تعاطي المواطن العربي في إسرائيل مع قضية العصيان المدني يعدّ شططاً سياسيا أو ضربا من ضروب المزايدة القومية الرمانسية، بينما كانت تعد...

الأكثر قراءة

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية".. واحذر من "صراع واسع النطاق"

الخميس 12/06/2025 22:13

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية"...
ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم الاتفاق معها خطير للغاية

الثلاثاء 10/06/2025 15:30

ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم...
في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح "حماس" وعدم مشاركتها في حكم غزة

الثلاثاء 10/06/2025 13:14

في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح...
تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع سوريا

الخميس 12/06/2025 20:09

تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلا...
ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران

الثلاثاء 24/06/2025 14:38

ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران

كلمات مفتاحية

تجاهل وجبة افطار زيادة الوزن تشيلسي،الدوري الإنجليزي ليفربول فلسطين اخبار اعتقالات سناب شات نتنياهو حل الصراع يتمثل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح حادث طرق المكر ديرحنا وجبات رئيسية اطباق اكلات مأكولات اومليت اعتقال شرطه المغار خاوه رئيس الدوله ريفلين رمضان كريم تركيا دولار لاجئين سوريين
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development