مع بداية عام 2017، نجح علماء وللمرة الأولى، بزراعة الرحم لمن ولدت دونه أو اضطرت لاستئصاله لسبب ما، ويعدّ هذا الإنجاز أحد أحدث النجاحات الطبية في العالم، والتي بإمكانها مساعدة النساء على الإنجاب، وهو ما لم يكن ممكنًا من قبل.
وقالت سارة بروكر من مؤسسة "أبحاث صحة المرأة" في جامعة "توبينجن" في ألمانيا، إنّ أكبر مجموعة من المرضى المحتمل خضوعهن لزراعة الرحم، كنّ يعانين من حالة تسمّى "متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر".
وتولد النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة، بدون مهبل أو رحم، ولكن لديهنّ بقية الأعضاء الجنسية مثل البويضات والثدي، إذ كان السبيل الوحيد لهؤلاء النساء في السابق، للحصول على أطفال مرتبطين بهنّ بيولوجيًّا، هو تأجير الأرحام.
وتوضح بروكر أن واحدة تقريبا من كل خمسة آلاف رضيعة تولد بـ" متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر ". وحتى الآن يوجد ثمانية آلاف امرأة مصابة بهذه الحالة. وقالت بروكر إن هذا الموضوع من المحرمات لدرجة أن قلة من النساء يكشفن عنه.
ولكن زراعة الرحم لن تساعد النساء المصابات "بمتلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر" فحسب، ولكن أيضا النساء اللائي تم استئصال أرحامهن جراء سرطان عنق الرحم أو خلال الولادة.
وتأتي أكثر عمليات الزراعة الواعدة من الأقارب الأحياء مثل أم أو شقيقة المريضة. وقالت بروكر إنه حتى الآن لم تكن سوى عمليات التبرع من الأحياء ناجحة. أما استخدام رحم من متبرع متوفي لم تثبت نجاحًا حتى الآن.
وعلى عكس المبايض يمكن إعادة الحيوية للرحم بالهرمونات، بحسب بروكر. ولكن الشرط الوحيد هو أن تكون المتبرعة قد حملت مرة واحدة على الأقل في حياتها.
وكما هو الحال في كل عمليات زراعة الأعضاء، من المهم أولا التأكد من ألا يتم رفض الجسم الجديد وأن يشفى بالكامل. وبعد عام يمكن للمريضة الخضوع لعملية زرع الجنين أي التلقيح الصناعي.
وعملية التخصيب الطبيعية ليست ممكنة نظرًا لأن الرحم يزرع بدون قناة فالوب حيث تلتقي البويضة والحيوان المنوي بشكل طبيعي.
وإذا كانت هذه الخطوة ناجحة فسوف تخضع الأم لجراحة قيصرية خلال الولادة لمنع تمزيق الرحم.
[email protected]