ما أروع وأجمل الاعتراف بفضل إنسان قدّم وضحّى من اجل خدمة مجتمعه ،لاحت في سماء بلدتي الحبيبة شفا عمرو شخصية برّاقة كانت مثالية ،تنير درب اليائسين والحائرين تعمل على مدار الساعة من وراء الكواليس بعيدًا عن حب الشهرة ،تاركة ورائها بصمات واضحة واكيدة في ركب الحضارة والعلم في فترة قلّت فيها مثل هذه الشخصية المُثقفة.
انه راحلنا الكريم د.فريد نعمة بولص، الّذي حمل رسالة الحق طبيبًا مؤدبًا، متواضعًا احترم المهنة واعتبرها رسالة اجتماعية سامية، من خلالها كان صادقًا مع النّاس ومرضاه، امينًا على اسرارهم، لا يخون ثقتهم. غرس في نفوسهم الرّحمة والامل، إذ كان يخبر مرضاه بكل حكمة وتروي بما يعانون دون ان يدب في قلوبهم الخوف والذعر.
حقيقة، لم يكن ما سطر قلمي مجرد عبارات مجاملة، فصادقتي وعلاقتي الشخصيّة المبنية على الاحترام لمتبادل معه طيلة عشرين عامًا كانت شهادة ودليلاً على ما تقدم، وعليه اسمح لنفسي ان اضيف واقول بشوق الازاهير ،عبير الاقحوان وروائح الفل والياسمين وبصدق المشاعر، اننا مدينين لك ونثمن ونقدر عاليًا ما قدمت لبلدتك طيلة ما يزيد عن اربعين عامًا. فذكراك ستظل في القلب والذاكرة ابد الدهر، تغمدّك الله واسع رحمته ولأهلك جميل الّصبر وحسن العزاء.
وقد تم وسط جو من الحزن، وبحضور جمهور غفير من ابناء البلد الواحد تشييع جثمانه الى مثواه الأخير.
وهنا، لا بد لي ان اوجه نداء الى المؤسسة الكبرى لتبادر بتكريمه، إما عن تسمية شوارع إحدى المدينة على اسمه أو إقامة نصب تذكاري...
[email protected]