شارك ما يزيد عن ألف و 200 من أبناء الشبيبة من البلدات العربية الدرزية في الجليل والمنتمين لمراكز الشبيبة "نعوريم" التّابعة لمركز "معسيه" رافعين الشعارات التي تُؤكّد على ضرورة الحفاظ على التّراث والهويّة بمرافقة مُديري المراكز ومُدير برنامج نعوريم عزات حلبي ومُدير المراكز في الجليل الشّرقي كامل أبو زيدان ومُديرة المراكز في الجليل الغربي رنا زين الدين والمُتطوّعات والمُتطوّعين في المسيرة الى مقام النبي شعيب "عليه السلام" وذلك بمشاركة المجلس الديني الدّرزيّ الأعلى وادارة مشروع معسيه المتمثلة بالمدير العام يوسي مالكا.
وتأتي هذه المسيرة بمناسبة الزيارة السنوية لمقام سيدنا النبي شعيب "عليه السّلام" التي تجري كل سنة بتاريخ 25 نيسان ، وكانت المسيرة قد انطلقت بمسار مشي على الأقدام لمسافة 1.5 كيلومتر من جبل حطين وكان في استقبال المجموعات الشّيخ رياض غضبان عبر مُكبّرات الصَّوت حيث أنشد لكلّ قرية وقرية، ومن ثمّ سارت المجموعات المُشارِكة من كافّة القُرى الواحدة تلو الأخرى بحسب لون زيّهم كما يتلاءم مع ألوان العلم الدّرزيّ، تتقدّمهم الأعلام والشّعارات الّتي حضّرها الطّلاب في مراكزهم خلال الأسبوعين الأخيرين.
وخلال المسار أنشدت المجموعات الأهازيج الشعبيّة واصطفّت حلقات الدّبكة في عدد من المحطّات، وصولًا إلى الشّارع الرّئيسيّ المُؤدِّي إلى المقام الشَّريف حيث دخل الطّلاب من هناك إلى باحة المقام والرّايات والشّعارات تُرفرِف فوق رؤوسهم.
وفي باحة المقام كان في استقبال المسيرة الحاشدة عدد من المشايخ أعضاء المجلس الدّيني الدُّرزيّ الأعلى، وهناك وقف الطّلاب بحسب ألوان زيّهم في إطار شكل علم الدّروز الّذي تم تخطيطه مسبقًا على أرضيّة الباحة مُشكّلين بذلك علم دروز بشريّ شدَّ أنظار الزّائرين.
ومن الباحة انتقل المُشارِكون للاستماع إلى كلمة الممثل عن المجلس الديني الاعلى الّذي هنّأ المُشاركين بالزّيارة وتحدّث عن آداب الزّيارة وأهمّيّة الحِفاظ على الأماكن المُقدّسة والأخلاقيّات الّتي يجب تذويتها في نفوس أبناء الشّبيبة ونقلها لأبناء الطّائفة عبر الأجيال مُشيرًا إلى دعم المجلس الدّيني لمثل هذه النّشاطات الّتي من شأنها ترسيخ التّراث وتاريخ الطّائفة المعروفيَّة في نفوس أبنائها، متمنيا أن يحل السلام أرض السلام ، وان تسود المحبة والتسامح والاحترام.
أما يوسي مالكا مدير عام مركز "معسيه" فهنئ المحتفلين بكلمة "زيارة مباركة" بالعربية وألقى كلمة أشاد بروح المحبة والتسامح الذي شاهده من خلال المحطات التي وقف عندها والتقى بالشبيبة وتحدث اليهم ، ويعتز بأن في هذه المسيرة والتي لها طابعها التربوي والاخلاقي والبعد الديني ، وان من شارك فيها كان من جميع الطوائف والملل وهو امر يثلج الصدر ، بأن يحترم الانسان اخيه الانسان ويحترم توجهاته واخلاقه وتربيته ، ومهم جدا أن نتعاون جميعا من أجل مصلحة اجيالنا القادمة ورفاهيتهم وتنمية روح العطاء والتسامح لديهم.
[email protected]