بداية،أتذكّر مسترجعًا ما سطر قلمي في الآونة الأخيرة بحذر شديد من تقارير عن مدينتي، مثل؛
مكفهرّة سماء مدينتي
هل أسترجع مدينتي؟!
الأسرة الشفاعمريّة موحّدة تندّد بمظاهر العنف
صلاة من أجل بلدتي
مدينتي تبحث عن مرسى
هذه العناوين التي اخترتها بكلّ دقه ودراسة عميقة لم تأتِ صدفة،فمن خلالها تستطيع، عزيزي القارئ، الوصول إلى المغزى، وما وراء السطور.
جاءت هذه المقدّمة بعد أن اتّضح أنّ سحابة سوداء حامت وتحوم هذه الأيام في سمائهاتوحي، وللأسف الشديد، بنوايا بعض الشباب للعمل على زعزعةأمن وأمانالمدينة، وإثارة القلاقل وتعكير صفو الألفة، وزرع بذور الشقاق بين أبناء البلد الواحد. فقد قام نفر منهمبأعمال شغب وشجار في المدرسة الشاملة "ألف" على اسم الشيخ صالح خنيفس،أدّى إلى توتّر الأجواء، وإصابة بعض الطلاب من بينهم ابنتي فقد كسرت يدها، دون أن يكون لها أيّ ضلع في الإشكال!! لكن إيمانًا بمبدأ تهدئة الوضع، وحرصًا منّي على سلامة أبناء هذا البلد، أسدلت الستارة على هذا المشهد المؤلم،ولم أقدّم شكوى للشرطة. أمّا الأمر المستهجن والغريب فهوأنأهل الطالب الذي كان سببا في إصابة ابنتي لم يتّصلوا ليسألوا عن حالها، رغم علمهم بما قام به ابنهم، وحتّى لم يخطر ببالهمتقديم اعتذار!!
زاويه رماح الهادفة للتوعية وزرع بذور الألفة والتسامح، توجّه نداءً مباشرًا وصريحًا، لتقول لهذه الفئة: لم ولن تنجحوا في تحقيقنواياكم لزعزعه قلعة التعايش الحصينة، أو هزّ العلاقات القويّةالسائدة بين أطياف الأسرة الشفاعمريّة منذ مئات السنين،فشفا عمروصامدة، لا تهزّها العواصف مهما كانت قوية، ولا تعكّر سماءَها هذه السحابة وتلك الغيوم مهما تلبدت، ولن ينجح أعداء السلام في خرقحصن قلعتها المبنيّ على أسس راسخة، فماضي، وحاضر، ومستقبل شفاعمروورجالاتها التي قادتها وتقودها بهامات شامخة وخطًى واثقة وحكيمةبتفاني، كفتني عطاء ومصداقيّة،فعملت على توحيد الصفوف وجمع الكلمة، واتخاذ القرارات المناسبة خاصة في الأوقات العصيبة،والأزماتالداخلية تحديدًا، فقدنشأت الأسرة الشفاعمريّة وترعرعت على المحبّة والإسراع في رأب الصّدع،وستظلّ هذه الأخلاقيّات التي ورثناها أبًا عن جدّدرعًا واقيًا لنا جميعًا.
ندعو كلّ الخيرين وأصحاب الضمائر والقائمين علىالمؤسسة الكبرى التصدي لكلّ عمل من شأنه المسّ بالعلاقات في بلدةالتآخي لتبقى شفا عمرو، كما عهدناها،الأجملوالأنقى، مصدر الفخر والاعتزاز، رايتها شامخة ثابتةأمام هذه الأوضاع العصيبة والزمن الغدار.
[email protected]