موقع الحمرا الأحد 27/07/2025 06:50
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. شكرًا مرسيل على هذا الوفاء بقلم: جواد بولس/

شكرًا مرسيل على هذا الوفاء بقلم: جواد بولس

موقع الحمرا
نشر بـ 10/03/2016 15:43

يجلس قبالتي، عيناه متعبتان تشهدان على ليل كلّه خفقان وقلق، وعلى جبينه العريض يتراقص فرح لم ألحظه في تلك الثنايا منذ رحل توءم روحه، ذلك العاشق الذي من فلسطين، وترك خاصرتنا نازفة من فرط شوق وجوى. 

من فمه يتساقط الكلام ملفوفًا برقة توشّحه، بالعادة، كلّما نطقت شغاف قلبه وتكشفت نراجسه أو تهادت الذكرى. على شفتيه بسمة حائرة، تشبه بسمة الجيوكاندا، تثيرك بفيض من حنينها، وتتركك ملتبسًا على ضفة حلم زائغ، تعيش لوعتك مع فجره وحسرة الحسرة. 

وبدون مقدّمات، أغمض عينيه وبدأ يسرد علي قصة العشق الدرويشية وقواعده كما يهدل بها الحمام حين يطير من لهفة وحين يحط على شرفة الزمن السرمدي، أو ذلك الزمن الذي كان في أندلس الحب، وضياع الحواس إلّا الحاسة السادسة.

 في عمّان كان لقاؤنا، فإليها نأوي كلّما جف الطل في بساتيننا وأعتم صبح وغابت عن سمائنا نجمة آذار. إلى حضنها الدافئ نلجأ كي نجتمع مع أحباء لنا من بلاد العُرب التي لم تكن يومًا لنا، نحن أحفاد النكبة، سندًا ولا أوطانا، بيد أننا كنا وما زلنا الصفوة وعرب العرب، فالمحمود فينا والسماحة عندنا والتوافيق مواضينا، ومن عندنا أبرقت أول الحرب وتدفقت أعذب الأناشيد ومن الشعر تفتحت بواكيره ، ودروب السماء سلّت من ذرى هضابنا ومن بطون شعاب بوادينا، وملح الأرض منا وغضب البحر أزبد على شواطئنا، صفاء النبع كان دومًا هادينا، ونيسان تردد في ساحاتنا، والغنج اندلق من آذارنا، والخير ساح من تشاريننا.

نجلس في الطابق التاسع في أحد فنادق عمان، ومرسيل  ينقل لي ولجمانة تفاصيل دقيقة عن عمله الجديد الذي أسماه " أندلس الحب" ، والذي سيشهره للعالم في الثالث عشر من آذار وهو يوم ميلاد محمود درويش، وفي حفل توقيع خاص سيقام في بيروت، وبعدها تباعًا في عمّان وفي فلسطين وفي العالم أجمع.

"كان علي أن أنجز هذا العمل، فلقد وعدته بذلك قبل الرحيل، ولا أحلى من آذار ميعادًا للوفاء، تمامًا كما يفي اللوز ويداعب حيرة العاشقين ، واستحضارًا لزفرات الأندلس الذي كلّما تذكّرناه امتلأنا عطرًا ضوّعه، ملء الأفق، قديمًا، نوّار البساتين في الزهراء، حين راق مرأى الأرض في سهوب غرناطة الحمراء، واليوم، مع استذكارنا، يضج في المقلتين دمع ويخزها الشوك ويسيل منها الندم"، هكذا بنشاط اليمام يشرح لنا مزهوًا بجديده المميز، ويفيدني، مؤكدًا، أنه صبّ في هذا العمل خلاصة تجربته الموسيقية وعصارة وعده للدرويش، أمينًا على نبض شعره ووضوح دربه الذي ما زال يسير عليه، منذ تفجرت وعود العاصفة هديرًا في صدره، وثورةً على وطن في حقيبة. أسمعه يحدثني وكأنه ما زال ذلك الشاب البيروتي الجنوبي، الذي عاف حروب الأمراء وتمرد على تجّار الدم وسادة الخاوات على أرصفة الموانئ، وأنا، معه، أستعيد مسيرة الغيم ومحطات السهر،  وذلك رغم المشقة وعسر الحفر في صخور العرب، وأتذكر، في نفس الوقت،  كيف هجر الكثيرون تلك المنصّات الشاهقة واستعذبوا ملمس الحرير وأنفاس الليالي "الكلها"من أخضر ولبان وبخور.

 يذبحني هذا المرسيل، فهو كلما زادت زهور الحكمة في رأسه زاد حبًا لفلسطين، فعنده هي الباقية كما كانت : أمًا للحرية وابنتها في آن، وكلما كسرنا، نحن أبناء فلسطين ضلعًا في صدرها العاري، نجده يشعل أصابعه قناديل كي يزيل الغم عن ليل عذاراها وليضيء، في متعرّجاتها، منارات يأنس بوميضها البحّارة التائهون ويستجير في ظلالها العاثرون.

جاء الى عمّان كي يحقق أمنية سيّدة فلسطينية فاضلة، لم تعد تأبه لوعود الزمن وخيباته، يحتفل أولادها بعيد ميلادها الثمانين. وفي لفتة ذكية كتبت نيفين، احدى بنات السيدة سارة عناب، لمرسيل رسالة شخصية أذابت فواصلها  قلبه بالضربة القاضية، فأمها ناشطة فلسطينية، تعرفها ساحات بيت لحم وأزقة المخيم في الدهيشة وعايدة، كانت مع رفاقها ورفيقاتها، تجوب الساحات مرددة، كفلسطينيات كثيرات، قصائد الدرويش في الحب والخبز والثورة، بعد أن طارت على أجنحة ريشة مرسيل، خليفة العاشقين، وصارت عصافير تملأ سماء فلسطين وكل أرض تنشد الحرية والعزة والكرامة التي لا تعترف بحدود ولا بهوية ولا بجوازات السفر. كانت رسالة بطعم العناب وبسيطة، كما يليق بقلب كبير لعاشق يعرف أن سعادته تسكن على أنف ريشة وفي بطن العود وفي قلوب البشر، بضعة كلمات قبضت حروفها على رقبة الزمن وعطّلته وحالت دون سقوط القمر، بضعة كلمات وأمنية خضراء يتيمة اختصرت كل الوجع، فثار الوجد وانتفض مقام الصبا، وكما تمنى الأبناء وافق ولبّى النداء وصار الهدية والحلم وكان في غور الأردن فرح كبير، وطفل وديع اسمه مار سيل لا تسعده إلا النجمة حين تتلألأ فوق مغارة منسية، نام عنها الرعاة وهم حفاة،  في حقول كان اسمها فلسطين .                  

في طريق عودتنا إلى عمّان كان الغروب ساحرًا، للصحراء وقع صاخب رغم هدوئها ورتابة الذهبي الطاغي، فهي تبقيك أسيرًا لغموض خزنته الذاكرة ميراثًا من أبطالها القدامى وفرسان تعلمت عنهم فحفرت سيوفهم في الرأس لها مواقع، وراءنا صارت فلسطين بعيدة وكنا منها على مسافة جسر وفيروز وحجر، لم نشهد حركة سيارات نشطة كما لاحظنا في طريقنا إلى النهر، في الجو رائحة كسل وتعب .

 راجعنا تفاصيل الاحتفال وخلصنا إلى أن قرار مرسيل بتلبية الدعوة،  كان صائبًا، فإسعاد البشر هي وصية السماء لأبنائها الصالحين، وبدونها ما معنى الحياة ولمن تكون الأناشيد والثورات؟ .

ومن تلك التفاصيل وجدنا أنفسنا نعود إلى هاجسنا الدائم ورفيقنا الغائب الحاضر. فلقد سمعت مرسيل وهو يحدثني عن غضبه ممن يحاولون الاساءة لمكانة محمود درويش، وعن أولئك الذين يتعمدون طمر ذكرى ميلاده ورحيله بألواح من غبار وزجاج وطين. ففي شرقنا يجيدون نحر القرابين والرقص على دمائها في أعراس الجهل والحقد والمنافسات الرخيصة. كنا في السيارة نستذكر قصصنا معه وعنه ونضحك ملء الفضاء ونصمت عند حافة الدمع، وكنّا، بعد كل تنهيدة، نكتشف كم كان محمود شخصية فذة فريدة وكم كان بسيطًا صديقًا كريمًا وصدوقًا، وكنا نجمع على أنهم، ربما، لجميع هذه الصفات، ولأن قامته عالية وكبيرة، يبتكرون الذرائع والحيل الخسيسة، ويحاول بعضهم مس مقامه والتحرش بقامته، عساهم يصطبغون بقطرة من خدش سببته خرمشاتهم في ساقه الثابتة، وكنا نردد، من حين الى حين، بعض المقاطع من قصائده ونضيع غرقى في بحر من الاستعارات المستحيلة والتراكيب البسيطة العسيرة ونمتلئ شوقًا  وغناء ورضا، فلقد كنا مرّة حراس قلبه المقربين .   

وصلنا عمان الساهرة مساءً، وكما في كل مرّة نجيئها يكون لقاء الأحبة في بيت علي حليلة، الأمين والصديق الكريم. 

تجمعنا بضعة أصدقاء وضيوف صاحب البيت، للذكرى واجب وحضور، وللتذكر قواعد وأصول، "فالموت لا يوجع الموتى، الموت يوجع الأحياء" وقد كان حديثنا محمودًا والليل كتّام وقهّار، للعود سطوة وللريشة صولة ومشوار، للقصيدة نهارات والنشوة تتهادى أنهارا، مرسيل يعزف ويشدو ونحن مع ابراهيم ، صاحب الملهاة،( ولي معه عودة)،  نخف على ظهور خيوله البيضاء، ونجري صوب قناديل ملك الجليل الباقي لنا وفينا: وطن الأحلام وألأزقة الجريحة والطيور الشاردة، وحيث سيبقى الحمام يطير في ربوعه ويحط الحمام، فنحن مثل محمودنا رأينا في آذار العابق: " على الجسر أندلس الحب، والحاسة السادسة، على دمعة يائسة ، أعادت لنا قلبه "، فشكرًا  لك مار سيل ، يا ابن أمنا، على هذا الحب والوفاء، وكل آذار و"سارات" بلادي بخير، وكل آذار ونحن مع المحمود على ميعاد وعاصفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع !  جواد بولس

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع ! جواد بولس

السبت 19/07/2025 18:22

أسقطت الهيئة العامة للكنيست مساء الاثنين الفائت اقتراح اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بعد أن فشل المبادرون للاقتراح في ال...

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

الأحد 13/07/2025 22:24

تعتبر محاولة اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير ، من الكنيست قمة في سياسة ملاحقة المواطنين العرب في اسرائيل، وانتصارا ساحقا، ف...

توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

السبت 05/07/2025 14:18

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يص...

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

الأكثر قراءة

كعكة البسكويت مع كريمة الماسكاربوني وجناش الشوكولاتة البيضاء

الخميس 03/07/2025 23:52

كعكة البسكويت مع كريمة الماسكاربوني وجنا...
مظاهرة غضب وصرخة حق نصرةً لمسيحيي سوريا

الأحد 29/06/2025 22:32

مظاهرة غضب وصرخة حق نصرةً لمسيحيي سوريا
نتنياهو لترامب: معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى

الأحد 29/06/2025 19:50

نتنياهو لترامب: معاً سنجعل الشرق الأوسط...
حزب الله: لا تطلبوا منّا ترك السلاح ولن نقبل بالتطبيع

الأحد 06/07/2025 19:35

حزب الله: لا تطلبوا منّا ترك السلاح ولن...
غزة بعد وقف اطلاق النار هدنة هشة ام هدوء واستقرار..؟! بقلم: "مرعي حيادري"

الأحد 06/07/2025 15:10

غزة بعد وقف اطلاق النار هدنة هشة ام هدوء...

كلمات مفتاحية

الابراج برج الحمل برج الثور برج الجوزاء برج السرطان برج الأسد برج العذراء برج الميزان برج العقرب برج القوس برج الجدي برج الدلو برج اعمال هبوعليم الناصره منوعات ترفيه فن نجوم Britain's Got Talent اخبار محلية اخبار محليه محلية اقرث برعم بناء وضعية النوم الحامل مصطفى يوسف اللداوي مقالات خواطر شموع كريسماس الميلاد زينة سعد لمجرد الابراج برج الحمل برج الثور برج الجوزاء برج السرطان برج الأسد برج العذراء برج الميزان برج العقرب برج القوس برج الجدي برج الدلو برج الحوت بول ووكر بورشه الأمان
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development