تشهد "القهوة" إقبالاً كبيراً هذه الأيام في فرنسا، لكن ليس تلك التي يحتسيها المرء وهو مقطب الحاجبين لأنها خفيفة او لأنها شديدة المرورة، بل قهوة "الباريستا" أو محمصي البن، وهم محترفون يعشقون القهوة الأصلية، وبات عددهم يزداد كثيراً في فرنسا.
فلا ينبغي الاكتفاء بطلب أي قهوة في المقاهي التي تفتح أبوابها في باريس ومدن فرنسا الكبرى بعدما انتشرت في شمال اوروبا. وعلى قائمة هذه المقاهي التي تسودها أجواء "استرخاء" ثمة أكثر من عشرة اقتراحات لفنجان القهوة.
"الباريستا" خبير في القهوة موجود لمساعدة الزبون. ومن أجل تحسين الاطلاع على أنواع البن والقهوة يمكن المشاركة في مشغل لتذوق القهوة.
و"ثقافة القهوة" هذه تأتي من دول شمال أوروبا، فضلاً عن اوستراليا والولايات المتحدة.
ويخوض اليوم باتورل الذي يدير "لومي" وهو مقهى أساسي للقهوة في باريس، هذا المجال بعدما عمل في مكان مماثل في سان دييغو في كاليفورنيا. ويروي قائلاً: "كان الأمر رائعاً وقلت في قرارة نفسي أنه ينبغي فتح مكان مماثل في فرنسا".
في فرنسا المعروفة بحبها لملذات الطعام والشراب، يبدو أن المستوى كان متدنياً جداً في هذا المجال.
ويقول باتورل: "أحلم بأن أذهب إلى مطعم وألا أخشى طلب فنجان قهوة".
الا أن الأمور تتغير تدريجاً. فسلسلة "ستارباكس "الأميركية، خصوصاً كبسولة "نيسبريسو" ساهمت كثيراً في الأمر.
مقهى "لومي" الواقع في الدائرة الثامنة عشرة يكتظ بالزبائن على الدوام. وعلى قائمته نحو عشرين نوع قهوة من اسبرسو اليوم وكافيه موكا فضلاً عن قهوة مصدرها البرازيل واثيوبيا واندونيسيا، وقهوة "ميلكشيك" وقهوة بالجبن حتى. وتراوح الاسعار بين 2,20 أورو و13 أورو. ويقول باتورل: "هذه الموجة من القهوة الشمالية لا تلبي حاجات الفرنسيين. فنحن نحتاج إلى قهوة تعتمد على المرورة اكثر من الحموضة".
لكنه اعتبر أن شوطاً قد قطع على مستوى النوعية. ويتوقع ان تبدأ المطاعم والمقاهي قريباً بتقديم نوعية افضل من القهوة.
وقد ادرج طهاة كبار القهوة في وصفاتهم... وهنا يتحدث باتورل عن طبق سمكة تونة بالخضار مطهوّة بحساء مصنوع من البن.
[email protected]