النائب باسل غطاس يسير في أعقاب النائبه حنين زعبي ويعتلي سفينة من أسطول الحريه .
هذا الأسطول السلمي يدرك جيداً أنه لن يصل غزة وأن إسرائيل ستوقفه وتفتشه ولربما تصادره . أسرائيل الرسميه والشعبيه تكره أسطول الحريه وعندها حساسية مفرطه اتجاه أي سفينه تحاول كسر الحصار وكأن الحصار شيء مقدس حرام أن يعترض عليه أحد . من يريد إثارة حنق الإسرائيليين ما عليه سوى الحديث عن أسطول يعلن عن غزة وجهة له . هذا ما عرفته النائبه حنين الزعبي وحظيت بعده بكراهية الإسرائيليين لها من اليمين إلى الوسط .
إسرائيل لا تحب التحدي من أي نوع فعلى الجميع قبول حصارها لما يزيد عن مليون ونصف فلسطيني . ربما أراد النائب غطاس أن يحظى هو أيضاً بكراهية اليهود ليصبح بطلاً بنظر العرب . لكن سيكون من غير الإنصاف أن نتغاضى عن رمزية الخطوه فهناك شعوب تتضامن مع شعبنا أكثر من أنفسنا بكثير فما بالنا ننكر على نائب منا أن يقوم بهذه الخطوة الرمزيه . أجانب يتضامنون ونحن قاعدون ننظّر ولا نعمل سوى انتقاد من يعمل والتقليل من شأنه والبحث بسراج وفتيل كي نشكك به وبدوافعه محافظين على تراثنا القديم الذي يشك بكل شيء ويحاول جاهداً أن يقلل من أعمال الغير ويشكك بصدق النوايا وهو بنفس الوقت لا رصيد له . العمل الذي يقوم به النائب غطاس هو احتجاج شرعي يغيض السلطات الإسرائيليه واليهود ويا للعجب ينضم إليهم فلسطينيو 48 . قد يكون ما يغيظ نتنياهو يغيظنا أيضاً .
من قال أننا لم نتأسرل فقد أخطأ لأننا مع الإجماع الإسرائيلي وإن ادّعينا أننا نختلف معهم بالدوافع .نقول أنّ على نوابنا التركيز على أمورنا الداخليه أي أمورنا الحياتيه ورفع التمييز عنا . نقول هذا ونقول أيضاً نوابنا العرب لا حول لهم ولا قوة لأن الأغلبيه ضدهم ولن يمكنوهم من تمرير ما يعود علينا بالنفع ولن يكتب لهم النجاح !
ما دام الوضع كذلك فعلام تعترضون ؟ هل أصبح التضامن مع الشعب المحاصر عارا ؟
هل ترون حضور النائب غطاس وباقي أعضاء القائمه المشتركه أعراسكم ومآتمكم لا سمح الله أهم من التضامن مع حصار غزه ؟ هل توجه النائب غطاس لمؤسسة التأمين الوطني كي تعيد لكم مخصصات البطاله أهم من الإحتجاج على حصار جائر لشعب بأكمله ؟
ألا تشعرون بالخجل وأنتم تقرّعون من هو منكم لتضامنه مع شعبه والأجانب يضحون بوقتهم وأموالهم كي يعبروا عن معارضتهم لحصار جائر ؟
أحياناً تنتابني الدهشه عند سماع المشككين الذين يريدون من ممثليهم في الكنيست أن يكونوا لاعبي بليستيشن أو أحجار شطرنج يحركونها كيفما شاءوا ووقتما شاءوا . لا يعقل أن نستغبي ممثلينا وأن نطالبهم بالإقليميه الضيقه وأن نطلب منهم تأدية دور رجال السلطه الذين يقومون بالوساطات من إلغاء مخالفات السير إلى تدبير وظيفة أو ترجيح كفة من نريد في مناقصه .
ليس لنا الحق الأخلاقي أن نطعن بنضالهم بحجة بحثهم عن الشهره كما يدّعي البعض , وأقول لكم وبصراحة متناهية أننا شعب ضيق الأفق لا يعرف معنى التضامن ولو مع جزء من شعبه . تماماً على النقيض من الشعوب المتحضره التي تتضامن مع الشعوب المظلومة التي لا تمت لها بصلة لا قوميةً ولا ديناً ولا عرقاً ولا لوناً .
أكثر من هذا أعتقد بأن ما نتهم باسل غطاس به هو مصدر فخر له لأن التهمة الموجهة إليه
بالبحث عن الشهرة عبر المسار الوطني الذي يعمل ما بوسعه للإنتصار للمظلوم هو مشرَف دينياً أيضا . من حق النائب غطاس أن يعمل ليشتهر ولا أرى بذلك أي غضاضة أو مصدر للنقد والإنتقاد فالشهرة التي يجنيها لم تأت عبر ما يعيب بل عبر ما يرفع الرأس .
قتلنا التشكيك ولا بد لنا من محاسبة أنفسنا وأن نشد على أيدي نوابنا كي يتضامنوا مع الشعوب المظلومة وليس فقط مع الإخوة والأخوات من سكان الضفة والقطاع المحتلين .
.
[email protected]